بات يشعر النظام السياسي في إيران بالخطر المحدق نتيجة ظهور تيارات متطرفة في المنطقة قد تهدد كيانه واستقراره . من بين هذه الكيانات الدولة الإسلامية في العراق والشام والتي غيرت اسمها الى الدولة الإسلامية وشكلت الخلافة الإسلامية بالقرب من الحدود الإيرانية. إضافة الى ذلك فإنّ العقوبات بعد أن بدأت تأكل الهيكل العظمي للإقتصاد الإيراني بات من الضرورة العمل على التوقف ولو بشكل مرحلي أو استخدام سياسة ذكية كاستراحة مقاتل لفسح المجال أمام طموحاتهم الأكثر أهمية بالتقدم.
فاليوم ليس الملف النووي بالدرجة من الأهمية بالنسبة لطهران كي تضحي من أجله بأهدافها في المنطقة مثل الحفاظ على المكتسبات التي حقتقها في المنطقة العربية طيلة عقود والتي باتت على مهب الريح فإنّ المكسب المهم اليوم لطهران هو التكتيك في تغيير خارطة التحالفات خدمة للمصالح القومية للدولة الفارسية. إنّ امكانية سقوط الأسد و احتمال خسارة العراق لصالح كيان جديد قد أخذ يتأسيس في العراق مثل داعش الكيان الذي ليس بالضرورة صديق لطهران بقدر ما هو معادي لطموحات هذا البلد في العراق قد يقزّم طموحات الإيرانيين في المنطقة لذا بات من الضروري التوصل لاتفاق نووي كي يتسنى للمرشد الإلتفات لمشاريعه الأكثر حيوية في المرحلة الراهنة.
إن استيلاء داعش على مناطق واسعة في العراق قد يكون كابوساً بالنسبة لإيران ما يشكله من تهديد بالنسبة للحدود الإيرانية ناهيك عن تفكك العراق الى دويلات وتأسيس دولة كردية في هذا البلد وما لهذا الأمر من انعكاسات خطيرة في الداخل الإيراني قد يدفع حكام طهران بالتخلي المرحلي عن الطموحات النووية والتوصل الى حل مرضي مع الغرب للحفاظ على المكاسب و إبعاد شبح الحرب الذي قد يتسببه إضاعة فرصة الإتفاق النووي مع الغرب.
الصدمة الإيرانية بعد أحداث العراق وسوريا و المنطقة العربية تبدو حقيقية. وباتت الحاجة ملحّة لطهران كي تتخلى عن طموحاتها النووية وفضّ خلافاتها مع الغرب بشأن أكثر الملفات تعقيداً خدمة للحفاظ على مكتسباتها وهذا يتطلب تغيير بوصلة سياساتها الثورية و التحالف مع دول معادية في سبيل ضمان مصالحها القومية في المنطقة العربية وهذا ما تصبو اليه القيادة الإيرانية .وقد يعزز الإتفاق النووي الذي قد يتحقق خلال أسبوع من الآن خلال المحادثات النووية القادمة مع انتهاء الفترة المعلنة للتوصل الى اتفاق نهائي حول الماف النووي والتي وضعها الغرب أمام إيران.
التعليقات (0)