داعش خادمة العملاء
يوم الاحد 15 اكتوبر 2006، أعلن “مجلس شورى المجاهدين”، وعبر تسجيل صوتي على شبكة الانترنت، تلاه المتحدث الرسمي “ابو عبدالله الجبوري”، عن تأسيس وتشكيل إمارة إسلامية في العراق، تحت اسم اتفق عليه الجميع وانضووا تحته، “دولة العراق الاسلامية” وتضم الدولة كلاً من “بغداد والانبار وديالا وكركوك وصلاح الدين ونينوى وأجزاء من محافظتي بابل وواسط”، تلك الإمارة ما لبثت حتى تمددت بفعل عدة عوامل داخل العراق وخارجه , فعوامل الداخل العراقي تمثلت في إلتحاق المهمشين بذلك التنظيم هروباً من الواقع وخوف البعض من قطع الرؤوس كان دافع الإلتحاق في كثيراً من الأحيان , اما عوامل الخارج فتمثلت في الثورة السورية التي باتت مختطفة من قبل تنظيمات مذهبية مسلحة متطرفة , فأصبحت أمارة دولة العراق تسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" فبعد دخول مقاتلي ذلك التنظيم وصراعها المسلح مع فصائل مسلحة تدعي نصرة الثورة السورية خاصة جبهة النصرة سيطرت داعش على أجزاء من شمال سوريا فأطلقت لقب الدولة الإسلامية في العراق والشام والمعروفة إختصاراً "داعش" على نفسها وعلى ولاياتها كما تحب أن تسميها, مع ثورة الكرامة وخيامها المنصوبة بمدن العراق تغلغلت داعش بمقاتليها داخل المخميات فأختطفت حراك أحرار العراق مثلما أختطفت حراك السوريين , مقدمة خدمة يشوبها الكثير من التكهن لنظام الأسد ولنوري المالكي اللذان أججا الطائفية والمذهبية بسياسات وممارسات همجية , فكليهما يخدمان مشروع تفتيت المنطقة لكيانات سياسية طائفية وعرقية ومذهبية هشه , مشروع نواته الأولى تأجيج الصراعات الطائفية والمذهبية بطرق مختلفة وإستدعاء الطائفة لمواجهة أي تحرك شعبي وتصوير التحركات الشعبية المطالبة بالإصلاح والتغيير على أنها حركة طائفية تستهدف الطوائف فيأتي المتعصبون والعملاء ليختطفوا الحراك ويدخلوا المجتمع في صراعات مذهبية طائفية دموية نهايتها التقسيم والتشرد والحالة السورية نموذج حي على تلك الحقيقة . داعش تتمدد بالعراق وبالشام , وباتت تهدد دول العراق المجاورة , وقبل مدة فككت السلطات السعودية شبكة مسلحة تابعة لداعش , فداعش ماهي الإ القاعدة في ثوب وشكل جديد , فالقاعدة باتت تنظيم عالمي ذو أيدي وأدوات متعددة قائم على التكفير وإختطاف العقول والمجتمعات , داعش ومهما كانت خلفيتها التنظيمة تخدم مشاريع عدة فالقاعدة جلبت اعداء المنطقة إلى المنطقة وداعش حولت حراك الشعوب إلى إرهاب وطائفية ومذهبية دموية أختطفت الحراك السوري وتحاول الأن إختطاف الحراك العراقي وتحاول إطالة أمد الصراعات بسوريا والعراق الذي إن طا فإن نهايته ستكون صراع إسلامي إسلامي فالجميع سيدخل في ذلك الصراع إما دعماً لطرف أو دفاعاً عن النفس وتلك حقيقة تغيب عن العاطفيون ممن تأخذه العاطفة بعيداً عن الحقيقة !!! داعش أبنة القاعدة الدموية ووجودها يعني وجود خطر قادم , فالداعشيون يتكارون يوماً بعد يوم والسبب إما عاطفة دينية غير منضبطة أو عقل مختطف فكرياً وساحة تويتر حاضنة لمعرفات داعشية تعمل من الداخل وهنا تساؤل كم داعشي بيننا الآن وداعشي تعني كم قاعدي فالرؤوس المقطوعة لعبة التنظيمات الممسوخة فكرياً ومن بينها داعش أبنة القاعدة ؟ عقلاء الحراك السوري تركوا الثورة بيد عملاء فباعوها لعملاء أشد عمالة منهم فوقعت بيد تجار الدم والشعارات الذين تستروا تحت ستار النصرة والنفرة وأشياء أخرى , فحلم أؤلئك العملاء تحقيق خلافة إسلامية متجاهلين التاريخ الذي لا يمكنه العودة إلى الوراء أحلام وهمية تقوم على ساسبيكو أخر في جسد أمة مثقلة بالهموم والجراح , عقلاء الثورة السورية وبعض متحمسي الخارج أفاقو من غيبوبة الجهل والتعصب مؤخراً لكن متى بعدما وقعت الثورة بدائرة العصابات المؤدلجة على عقلاء الحراك العراقي حماية حراكهم من إختطاف قوى الظلام , ولن يكون ذلك الإ بحماية الوحدة الوطنية من أصوات التطرف ودعاة المذهبية والطائفية فتلك أول خطوة يمكنها حماية الحراك من الإختطاف الذي إن تم فإن الحراك العراقي سيتحول لمشروع حرب أهلية ذا نفس طائفي مذهبي , وعليهم حماية حراكهم من المتعصبين وأهل الهوى الذين يخدمون طائفية المالكي وعصبته من حيث لا يعلمون ؟ المالكي سبب مشاكل العراق فهو من تسبب في وصول الحالة العراقية إلى هذه المستويات من العنف والدموية ولن تهدأ أوضاع العراق الإ برحيله ومحاكمته ومحاكمة من تورط في جرائم أرتكبت تحت ستار القانون ؟ , لكن ذلك لا يعني أن يتحمل عقلاء وشرفاء العراق مسؤولياتهم تجاه وطنهم العراق المتعدد الموحد فتلك مسؤولية سيكتبها التاريخ في يوم من الأيام , وداعش لن تنقذ العراق بل ستدمره ومنقذ العراق الوحيد يتمثل في الوحدة الوطنية ورفض العنف والإرهاب ومحاربة التنظيمات المذهبية المسلحة والإتفاق على دستور وطني يأخذ في إعتباره مكونات العراق العرقية والمذهبية والطائفية فالعراق للجميع وليس لطائفة واحدة وهذا الذي يعقله الشرفاء ويرفضه المتطرفون من كل إتجاه وجانب . وجود المتطرفين في أي مكان بالعالم يعني وجود القتل والتدمير والتقسيم ولنا في الصومال وأفغانستان أمثلة لا يتمنى المواطن العربي والمسلم إعادة رسمها من جديد فأين عقلاء الأمة وحكمائها !!!!!
التعليقات (0)