داعش بعد منبج
منبج معبر على سوري على الحدود التركية وهي مدينة تمثل معبراً لأوروبا , اليوم أمست منبج محرره من ذلك التنظيم المسخ الذي أرتكب جرائم عرقية ومذهبية وخلط أوراق الثورة السورية وخلط أوراق الحراك العراقي وأعلن إقامة دولة أسماه دولة الخلافة الإسلامية وهي غير ذلك بكل تأكيد علمي وعقلي ؟
داعش بذره خرجت من رحم مجلس شورى مجاهدي العراق 2006م وتضخمت مع مرور الوقت حتى وصلت لما هي عليه اليوم , ذلك التنظيم يعيش على المتناقضات فهو يقتات على فروج النساء اللواتي يسميهن بالسبايا ويؤل النصوص الشرعية لتكتسب جرائمه شرعية عند الجٌهال والبسطاء ممن يعيش في الماضي , لم تحدث مواجهة أرضية مسلحة حقيقية بين داعش وبين أي قوة مسلحة أخرى غير تلك التي حدثت بعين العرب "كوباني " فداعش جر أذيال الهزيمة بعد مواجهات مسلحة أستمرت قرابة ثلاثة أشهر مع أبطال البشمركة رجالاً ونساءً فالأكراد مرغوا أنف داعش ومن يقف خلفهم بالتراب والهزائم ستتوالى والنهاية ستكون وبكل تأكيد إلى مزبلة التاريخ فكم من حركة وفصيل سياسي أستخدم الدين لأغراض سياسية وأنتهى به المطاف بمزبلة التاريخ التي لا ترد أحداً !
بكل تأكيد سيبدأ تنظيم داعش بنشر إرهابه يمنةً ويسره وسيبدأ بمخاطبة مؤيديه بعبارات فضفاضة ممزوجة بنصوص شرعية حٌرف مسارها والهدف تغطية فشله وهزائمه ونشر الرعب ولملمة مقاتليه الذين خسروا الدنيا وسيخسرون الأخرة , تطهير الشريط الحدودي السوري التركي من تنظيم داعش سيدفع بذلك التنظيم للعودة إلى الداخل السوري وتحديداً بمعقله مدينة الرقة , تلك العودة يجب أن تكون تحت أنظار الجيش السوري الحر والفصائل السورية الثورية المسلحة وتحت أعين التحالف الدولي فعودة التنظيم تعني محاولة لملمة أوراقه واستهدافه بقوة يعني عملياً تكسير عظمه وهذا ما يترقبه العالم المؤمن ببراءة الإسلام من ذلك التنظيم ومن أفعاله وأشباهه من التنظيمات المتطرفة .
داعش أمام خيار الانهيار والزوال والمسألة مسألة وقت لا أكثر ولكي تتحقق تلك الأمنية يجب على المجتمع السوري الثائر تحقيق الوحدة على أرض الواقع ومساندة جهود مكافحة ذلك الداء الذي أكل الثورة السورية وحولها لصراع طائفي عرقي مذهبي فلولا تنظيم داعش ومن دخل على خط الثورة نافراً ومٌبشراً بقرب قيام الساعة من دعاة ووعاظ لما طال أمد تلك الثورة السلمية في تفاصيلها وشعاراتها وأحلام من فجر شرارتها بوجه نظام صنع الارهاب ونشره بطرق ملتوية ومع كل ذلك ستخلو الساحة من المتطرفين المحسوبين على السنة أو الشيعة في يومٍ من الأيام وستعود حضناً دافئاً لكل باحث عن سلام و اطمئنان !
التعليقات (0)