دارفور.... القبائل والجغرافية والتاريخ
(الحلقة الثالثة)
تاريخ سلطنة دارفور الأولى
(1445م – 1875م)
بلغ عدد سلاطين دارفور (26) خلال عهدها الأول ما بين عامي 1445 – 1875م .... وكان أشهرهم إلى جانب مؤسسها سليمان الأول السلطان عمر الثاني (بن محمد دورة) / السلطان تيراب / السلطان عبد الرحمن/ السلطان محمد الفضل / السلطان إبراهيم.
وحيث تناولت الحلقة الثانية سيرة مؤسس السلطنة سليمان الأول. فإنه لا باس من تناول في عجالة لسيرة السلاطين المشار إليهم أعلاه بوصفهم الأشهر بسبب سياساتهم أو الأحداث التي فرضت نفسها عليهم.
السلطان عمر الثاني: (1757م - 1764م
يأتي ترتيبه رقم (20) في سلسلة سلاطين دارفور .... وهو عمر إبن السلطان محمد دوره إبن السلطان أحمد بكر . وكان وليا للعهد قبل وفاة والده . تميز هذا السلطان بأنه كان الأعدل بين سلاطين دارفور، والأكثر تمسكا بشريعة كتاب الله وسنة رسوله المطهرة ..... ومما ذكر عنه أنه لم يرضى بمنصب السلطان حتى إجمع الأعيان والملأ من قومه على تنصيبه . وبعد أن أخذ عليهم العهود والمواثيق بمناصرته على إقامة الحق والعدل وأن تأمن أضعف النساء في السلطنة على أملاكها مثلما يأمن أقوى الرجال على أملاكه فعاهدوه على ذلك فرضي منهم البيعة على ذلك.
نسـاء وصبايا من أفارقة دارفور
ومن أشهر ما يحكى عنه أنه جاءته الشكاوى من الرعية ضد (30) حاكم من حكام المناطق فأرسل في طلبهم جميعا. وبعد أن تحقق من ظلمهم وفسادهم المالي والإداري أمر بذبحهم كالخراف على أبواب قصره . فذبح 15 منهم عند باب الرجال و 15 آخرين عند باب النساء .... ومن ذلك اليوم إستقام أمر الولاة والحكام والمسئولين وتحقق العدل وحل الخير والبركة كافة أركان وجهات السلطنة . فشهدت هطول الأمطار ووفرة الحصاد وكثرة المواليد وأصبحت إناث البهائم الملتصقة بخدمة الإنسان من إبل وأغنام وأبقار وحمير وخيول تضع مواليدها توائم في ظاهرة فريدة من نوعها . وجرت الأنهار والينابيع بالماء حتى أطلق الأهالي على هذا السلطان لقب "سـرّف" بمعنى الماء الجاري.
ولاشك أن أمانة السلطان وعفة يده تنعكس بشكل مباشر على أسلوب الولاة وحكام المناطق ... وحيث لا يعقل أن يأمر السلطان ولاته بالأمانة وينهاهم عن السرقة ثم يقترفها هو .... المسألة هنا تصبح غير منطقية.
السلطان تيراب بن أحمد بكر (1768م – 1787م)
يأتي ترتيبه رقم (22) في سلسلة سلاطين الفور ... وهو السلطان تيراب إبن السلطان أحمد بكر إبن السلطان موسى إبن السلطان سليمان الثاني .....
أشتهر السلطان تيراب بالفروسية والصرامة . وفي عهده كثرت فتوحات السلطنة وإمتدت حدودها شمالا إلى بئر النطرون في الصحراء الكبرى وجنوبا بحر الغزال .. وإلى الشرق حتى الضفة الغربية لنهر النيل الأبيض وإلى مكان أمدرمان الحالي على الضفة الغربية لنهر النيل ، حيث بنى فيها سور من الطوب . كما وصلت أراضي السلطنة من جهة الغرب إلى حدود مملكة وداي..... وقدر طولها وفق حسابات ذلك الزمان بمسيرة 3 شهور للقوافل طولا ومسيرة شهرين حتى تقطعها عرضا.
ومما يحكى عن صرامة السلطان تيراب أنه وبعد خروجه بجيشه لحرب السلطان هاشم في كردفان ؛ إرتأى الصبر وعدم التسرع في المواجهة بسبب أن السلطان هاشم وعائلته وأصهاره هم من نسل سلاطين الفور ؛ وكان السلطان تيراب يرجو أن تفلح المفاوضات مع السلطان هاشم (الذي يعتبر من حيث علاقة الرحم إبن عم له) فيتخلى عن أراضي سلطنة دارفور التي إحتلها وضمها لسلطنة المسبعات الكائنة في كردفان .....
وحين طال إنتظار الجيش سئم الناس وضجوا فأخرج أركان حربه وأشهر فرسان جيشه النحاس (طبول الحرب) من بيوته وأمروا حامليه بضربها إعلانا للحرب دون مشورة السلطان تيراب .... وعند ذلك وعلى عادة الفرسان في البادية عندما يسمعون دوي النحاس ؛ سارع السلطان تيراب بلبس عدة الحرب وخرج من خيمته وجذب إليه جواده ظنا منه أن جيوش السلطان هاشم قد هاجمت المعسكر . ولكنه فوجيء بعد إمتطائه صهوة جواده ووصوله إلى ميدان النحاس والإستفسار من فرسانه ، أن الأمر غير ذلك تماما . بل قالوا له محتجين بصوت واحد:
- " إن صوت نحاس السلطان هاشم أوغر آذاننا ونحاسنا صامت ولم يعد لنا صبر على هذا الإستفزاز . فإما أن نسكت نحاس السلطان هاشم ونردعه عن البغي أو نموت في هذا السبيل"
كان الوقت ساعتها عصرا ..
فلم يرد السلطان تيراب على حديثهم وإنما إنتهر جواده وشرع من مكانه في المسير من فوره للحرب وأسرع الفرسان والجيش بالمسير خلفه. وتسابق الساقة وجنود المؤخرة على جمع أغراض المعسكر ولحقوا بالجيش .... فلما سمع السلطان هاشم بمسير السلطان تيراب نحوه بجيشه الكثيف فر هاربا نحو أمدرمان وعبر النيل الأبيض لاجئا إلى سلاطين مملكة سنار على النيل الأزرق ....
ظل السلطان تيراب على فرسه من عصر ذلك اليوم وإلى أن مضى الليل وحتى بزوغ الفجر دون أن ينزل للراحة ... فجاء إليه الوزراء يرجون منه النزول للراحة وقالوا له:
- إن الجيش قد أنهكه التعب ويريد أن يستريح.
فلم يرد عليهم السلطان تيراب بكلمة أو يلتفت إليهم بل ظل سائرا على صهوة جواده وقد شمخ بأنفه نحو السماء ذودا عن كرامته التي تراءى له أنها قد جرحت ... وحين حل عصر اليوم الثاني وهو لا يزال سائرا فوق صهوة جواده تقدم نحوه أقرب وزرائه إلى قلبه وقال له:
- يا مولاي ... إن الجيش قصّر عن السير . حتى الفرسان تعبوا وإعترفوا بذنبهم ويريدون الإعتذار عن ما بدر من حماقتهم وقلة صبرهم.
فوضع السلطان تيراب يده تحت فخذه وأخرجها ملوثة بالدم وقال لوزيره:
- أنظر ما جرى لي ولم أتضجر ، فلماذا يشكو الفرسان من التعب؟
قال السلطان مقولته تلك ثم تابع مسيرته دون أن يتوقف ..... فصبروا عليه ساعة حتى هدأت نفسه ثم تقدم إليه إمام الصلاة "الحاج عبد الغني" وقال له:
- يا أمير المؤمنين ؛ فاتتنا خمسة أوقات من الصلوات المفروضة علينا شرعا. فإن كنت لا تقف شفقة على نفسك والجيش . فلابد من وقوفك لأداء فرض ربك في الصلاة .
فوقف السلطان تيراب وقال لإمام صلاته :
- لقد أوقفتني بالرغم عني يا حضرة الإمام.
....................................
ومن طريف ما يحكى عن السلطان تيراب أنه كان له 30 ولد من الذكور الشباب عدا الصبيان والأطفال والإناث . فطغوا على الخلق في جبل مرة ، ومن بينهم كان ولي عهده إسحاق الذي بلغ به الغرور مأخذا أنه ما كان يتحرك من مكان إلى آخر ولا يسافر إلا على ظهور الرجال بدلا من الدواب ..... وحين ضجر الناس تقدم الأعيان وشيوخ القبيلة بالشكوى إلى السلطان تيراب فقال لهم :
- "إني لأعجب كيف أن رعيتي لا تصبر على أولادي فإذا أتوا أقل شي لا يرضيهم شكوهم لي"؟!
فسكت الملأ عن الشكوى وفوض العامة أمرهم لله ...... وكان من أهم عواقب ذلك أن سارع الأعيان والقادة عقب وفاة السلطان تيراب فخلعوا إبنه (إسحق) عن ولاية العهد وبايعوا بدلا عنه عمه عبد الرحمن بن أحمد بكر بن موسى .
السلطان عبد الرحمن بن أحمد بكر (1787م - 1801م)
هو الذي نقل عاصمة سلطنة دارفور إلى مدينة الفاشر التي تبعد عن جبل مرة مسافة 35 كيلومتر ؛ وذلك بعد أن توسعت رقعة السلطنة في عهد سلفه السلطان تيراب على النحو المذكور .... ولربما أراد بذلك مواكبة واقع تحول السلطنة إلى قوة إقليمية تجتمع في ظلالها العديد من القبائل والعرقيات وتعدد المصالح والتوجهات والتحالفات ، وما يفرضه ذلك من ضرورة وجود عاصمة قومية مركزية منفتحة الأجواء لهذا التنوع وتلبي حاجات هذا الواقع الجديد.
ندرة الماء في مدن وأرياف دارفور إحدى أسباب الصراع الجوهرية
ومن ناحية أخرى وبنقل عاصمة السلطنة من داخل جبل مرة إلى فضاء الفاشر الواسع فقد أسهم ذلك بطريق غير مباشر في جعل هذه المدينة مرتعا لتعدد الثقافات وإمتزاجها رويدا رويدا في بعضها ..... وكذلك ساهم في إنحسار التواجد والحراك الأجنبي في رحم جبل مرة وحفاظ قبائل الفور على عاداتها وتقاليدها وثقافتها المحلية الخاصة بها إلى حد كبير ؛ ولكن بعد أن تلقحت بالحضارة والثقافة الإسلامية التي ساهمت بشكل مباشر في إثرائها على النحو الذي نلحظه في توجهات أبناء الفور.
وقيل أن السلطان عبد الرحمن كان في صباه وشبابه شغوفا بنهل العلم . وكان شديد الورع ومنقطعا قبل توليه السلطنة للعبادة وحفظ القرآن والتبحر في أمور الدين . فكان من أهم مظاهر عهده تطبيقه لأحكام الشريعة الإسلامية فقويت شوكة الإسلاميين ورجال الدين وأصبحت لهم السلطة والسطوة ... وإنتشر في عهده التعليم القائم على العلوم الشرعية والفقهية واللغة العربية . وأرسل الوفود من الطلاب إلى الجامع الأزهر ومكة المكرمة والمدينة المنورة وأصبح لدارفور أروقة شهيرة بهذه المعاهد العلمية .... كما كان له إتصالات ومكاتبات مع الإستانة عاصمة الخلافة الإسلامية التي أطلقت عليه لقب (الرشيد) . ولكن علاقته القوية بالإستانة أصبحت سببا في تدهور علاقة السلطنة بالمماليك حكام مصر. فقطعوا عليه "طريق الأربعين" شريان تجارته الخارجية من وإلى مصر والعالم فترة من الزمان، إلى أن دخل نابليون بونابرت مصر فكانت بينهما مكاتبات تأييد فرضتها المصالح التجارية . وعادت التجارة وقوافلها تسير بين دارفور ومصر.
من مدينة الفاشر عاصمة إقليم دارفور
وقد أورد نعوم شقير في مؤلفه "تاريخ السودان" فحوى خطابين تم تبادلهما بين السلطان عبد الرحمن ونابليون بونابرت كانا كالآتي:
"بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين"
من سلطان دارفور السلطان عبد الرحمن الرشيد ،
إلى المعظم سلطان الجيوش الفرنساوية
ألف سلام،
أما بعد فنعلمكم أن خبر إنتصاراتكم عل المماليك وصل إلينا فتلقيناه بغاية السرور وقد أخبرنا أحد الأفرنج الذين اعتنقوا الإسلام بحسن معاملتكم للأجانب فأرسلنا كتابنا هذا مع خبير القافلة يوسف الجلابي وكلفناه أن يؤكد لكم صدق مودتنا التي نسأل الله دوامها ونحن نوصيكم بالخبير خيراً لتحموه هو وأتباعه وعبيده ولكم منا ألف تحية والسلام.
أما نابليون فقد جا رده غاية في الطمع الغربي الإستعماري المعهود منذ زمان وحتى أيامنا هذه وحيث ورد نصه كالآتي:
12 مسيدور من السنة الرابعة للجمهورية الفرنساوية سنة 1799م.
بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله ،
إلى السلطان عبد الرحمن سلطان دارفور،
تناولت كتابكم وفهمت فحواه وأعلموا أن قافلتكم قد وصلت في حين كنت متغيبا في بلاد الشام أعاقب أعداءنا وأدمرهم والآن طلبي إليكم أن ترسلوا إلي مع أول قافلة ألفي عبد من العبيد الأشداء المتجاوزين السنة السادسة عشرة من العمر إذ مرادي أن أبتاعهم لنفسي والأمل أن توعزوا إلى القافلة بسرعة القيام ومواصلة السير الحثيث وها أنا أمرت من يلزم بحمايتها ووقايتها حيث تكون.
الإمضاء : بونابرت القائد العام للجيش الفرنساوي
..........
السلطان محمد الفضل بن عبد الرحمن بن أحمد بكر (1787م - 1839م)
وخلال عهده غزا محمد علي باشا الألباني والي مصر بلاد السودان عام 1821م .... بقيادة إبنه إسماعيل الذي زحف بجيشه نحو ممكلة سنار ، في حين توجه صهره السفاح "محمد الدفتردار" لـغـزو وإحتلال كردفان ودارفور فإشتبك بداية مع جيوش حاكم كردفان المقدوم "مسلم" الذي كان على خلاف مع السلطان محمد الفضل ؛ فرفض الأخير طلب مسلم إليه مناصرته ضد جيش محمد علي الغازي ، وهو الأمرالذي وضع كردفان لقمة سائغة في فم الدفتردار .....
ومما يحكى أن السلطان محمد الفضل أرسل مقدمة جيوشه لحرب الدفتردار فإنهزمت وتقهقرت فلولها إلى الفاشر ومعها أخبار الأسلحة النارية الحديثة الفتاكة التي يستخدمها الجيش الغازي . فأخذ السلطان محمد الفضل الأمر على محمل الجد وبدأ يحشد جيوشه من كافة أنحاء السلطنة . وإستعان ببعض السحرة فجعلوا "أسماء" بنية عدم دخول الدفتردار أراضي إقليم دارفور أدخلوها في باطن جرار نحاسية . فدفنها محمد الفضل قبالة الجيش الغازي على الجهات الشمالية والشرقية من حدود دارفور ..... ثم تصادف أن تم قتل إسماعيل بن محمد علي باشا في شندي على يد الملك نمر ملك قبيلة الجعليين. فإنصرف محمد الدفتردار عن غزو دارفور وعاد إلى شندي والمتمة ثم الحلفايا وتوتي والعيلفون وود مدني وبحر أبيض يحرق القرى والمدن وينكل بأهلها من المدنيين المسالمين والنساء والعواجيز والأطفال يحرقهم أحياء ويغتصب ويسبي الفتيات والصبيان في سابقة لم يعهدها أهل السودان من قبل ، ويندي لها جبين تاريخ البشرية خجلا وحياء خلال العصر الحديث ، وهذاالسفاح الدفتردار يظن واهما أنه يفلح في الإنتقام الأهوج لمقتل شقيق زوجته إسماعيل باشا دون أن يفلح في المساس بالملك نمر وجنوده.
وفي عام 1830م أرسل محمد علي باشا خطابا إلى السلطان محمد الفضل يدعوه إلى الإستسلام والتسليم والخضوع لأوامر "خليفة المسملين" في الإستانة فرفض السلطان محمد الفضل دعوة محمد علي باشا ..... ثم ما لبث أن توفى عام 1831م.
السلطان محمد حسين بن محمد الفضل بن عبد الرحمن (1831م - 1874م)
وقد كان من أهم إنجازاته إنشاء أول جيش نظامي مدرب لسلطنة دارفور منضبط وفق اللوائح والقوانين العسكرية السائدة في عصره . بلغ قوامه 10,000 جندي وضابط مسلحين جميعا بالأسلحة النارية بعد أن كانت جيوش دارفور في السابق تعتمد على الفرسان والفزعة والأسلحة البيضاء .
وأما العلاقات بين سلطنة دارفور والخديوية المصرية في عهده فقد إتسمت بالمهادنة وتبادل الرسائل الودية وكان معاصريه من الخديوية المصرية هما الوالي محمد سعيد بن محمد علي .... و الخديوي إسماعيل بن إبراهيم بن محمد علي.
السلطان إبراهيم بن محمد حسين بن محمد الفضل (1874م - 1875م)
وهو آخر سلاطين الفترة الأولى من سلطنة دارفور ..... وفي عهده تعرضت السلطنة لهجوم الزبير باشا رحمة لأسباب تضافرت فيها عدة عوامل أهمها الخلاف بين الرزيقات والزبير باشا حول فتح طريق تجارة الزبير مع مصر إنطلاقا من مملكته في بحر الغزال . وكذلك رغبة الخديوية المصرية في بسط نفوذها على إقليم دارفور إستكمالا لإحتلال ما تبقى في الغرب من أراضي السودان ......
الزبير باشا رحمة في الزي الخديوي الرسمي
وفي الحلقة القادمة نتطرق لقصة زوال سلطنة دارفور على يد "الزبير رحمة" التي شكلت واحدة من أبرز المهازل السودانية الداخلية لمصلحة الخديوية المصرية ، منذ أن إستفاد محمد علي باشا الألباني من إختلاف وتنافس القبائل السودانية وعداءاتها فيما بينها ؛ فكان له إحتلال السودان عام 1821م على طبق من ذهب ......... وحيث لا زلنا للأسف وحتى تاريخه نعاني من نقطة الضعف الداخلية هذه ، والتي تجعل من السودان هدفاً سهلا لكل طامع فيه أولقضم أجزاء من أراضيه في الغرب والشرق والشمال الشرقي حتى لو كان هذا الطامع بحجم وقدرات دول مثل تشاد وأرتريا وأثيوبيا.
(يتبع حلقات أخرى إنشاء الله)
التعليقات (0)