تفلت دائرة الفنون الموسيقية منتصف الاسبوع الماضي بمرور الذكرى الخمسين لسفير الاغنية العراقية الاول ناظم الغزالي، من خلال مهرجان استذكاري.. اعاد خلاله المطربون تراث الغزالي في قاعة الشهيد عثمان، الذي حضره مدير عام الدائرة حسن الشكرجي ورئيس اتحاد الموسيقيين العراقيين عبد الرزاق العزاوي.
أكمل مهمة زرياب
استهل الموسيقار الشكرجي الحفل بكلمة موجزة.. قائلا: الغزالي اثر بالاغنية العراقية من ناحيتين، اولها اظهار المقام العراقي بمظهر جديد، اذ اخرجه من نخبويته الى لون غنائي يطرب اليه جميع المستمعين.
ومن ناحية اخرى وهبه الله صوتا دافئا ورخيما ومحبوبا يتسع لاوكتافات تميزه عن المطربين الاخرين، واستطاع بفضل اختياراته الذكية ان يقدم اغاني ظلت عالقة في ذاكرة الغناء العربي والعراقي، وهو بذلك اكمل مهمة الفنان زرياب الذي اوصل الاغنية العراقية الى شمال افريقيا والاندلس.
مختتما حديثه بأنه غاب جسدا وبقي حضوره وابداعه على مر الاجيال.. حاثاً المغنين ان يحذو حذو هذا الفنان العصامي، الذي قدم صورة مشرقة للفن العراقي، واصفا الموسيقى بأنها ثقافة ووجدان، وان يسهم الفنانون بتقديم فن يليق بحضارة العراق.
جلسة استذكار
بعد ذلك عقدت جلسة استذكار ادارها الفنان محمد لقمان مدير المركز الدولي وقدمها الباحث سعدي السعدي استعرض من خلالها نبذة عن تجربة الغزالي نافيا الاشاعات التي ظهرت بانه لا يمتلك القرار في صوته.
ثم قدمت مجموعة من اغانيه عزفتها فرقة بغداد بقيادة المايسترو على خصاف.. بدأها المطرب عبد الرحمن علي في تقديم اغنية " ريحة الورد ولون العنبر "، ثم انعش الحضور المطرب جمعة العربي بدفءادائه لاغنية " ام العيون السود "، واقترب المطرب نجاح عبد الغفور من اداء المحتفى به، بحنجرته المدربة على اداء التراث الغنائي عبر تقديم اغنية " ماريده الغلوبي "، ثم ادت المطربة سما اغنية " ميحانة "، بعدها اتحف المطرب جواد محسن باداء مفعم بالرومانسية اغنية " مرو عليه الحلوين ".. ليختتم الفنان نجاح عبد الغفور وصلت الغناء بتقديم اغنية " ركبانية".. وفي ختام الحفل وزع مدير الدائرة دروع المهرجان بين المشاركين.
اعتبر الفنان محسن ان الغزالي نقل المقام العراقي من قالبه التقليدي الى منطقة اشتغال حداثوية.. واصفا اياه بانه صوت لا يتكرر فهو قريب الى "الالتو" وقرار "السبرانو" فهو صوت حاد ونعرف ان الاصوات الحادة تكون خالية من العواطف، لكنه يمتلك صوتا حادا مع عاطفة متفجرة، والاحتفال به يشعرنا ان الفنان العراقي مازال موجوداً وغير مغيب.
في الصدارة
الفنان العربي عبر عن هذه الاحتفالية بانها جزء من الوفاء لهذا العملاق بذكراه الخمسين.. واضاف انه امتلك قوة التوصيل التي تفرد بها عن غيره من المطربين العراقيين، فمن خلال سفراتي في المغرب العربي والدول الاخرى اجد انه مازال حاضرا بقوة واغنياته تتردد في كل البلدان العربية، فهو صاحب حضور كبير في الاغنية العراقية بجمالها ورقيها.. انا لمست بأنه مازال بالصدارة.
التعليقات (0)