خُطب و توجيهات السيستاني للاستهلاك الإعلامي
الصدق في القول و الفعل دليل على سمو الإنسان ، و رجاحة أخلاقه بعد عقله ، فالصدق من الخِصال الحسنة التي دأب الإسلام على نشره ، و بقوة في المجتمعات البشرية ، و نجد أن رسولنا الكريم ( صلى الله عليه و آله و سلم ) كان ، وما يزال يُعد الأنموذج الأسمى ، و المثال الأروع في تجسيد فضيلة الصدق قولاً ، و فعلاً حتى عُرِفَ بين قومه بالصادق الأمين ، فكان لهم موضع مصداقية عالية ، و أمانة متناهية فيما يقول ، و يفعله مع مختلف أصناف البشر الذين يتعامل معهم خلال مسيرة حياته الشريفة ، فلذلك قالت فيه السماء ( و إنك لعلى خلق عظيم ) نظراً لما يتمتع به من شخصية رائدة في كل نواحي الحياة ، و لذلك فقد سار على نهجه خلفاءه الراشدين ، و صحبه الكرام ( رضي الله عنهم ) ، فكتبوا تاريخاً مشرفاً مرصعاً بالصدق ، فكانوا القدوة الحسنة لكل سياسي ، أو رجل دين من مرجع ، أو قديس ، أو حتى شيخ قبيلة ، وهذه من ضروريات الدين لهذه العناوين المقدمة في المجتمع ، فمتى كان كبير القوم ، و مرجعهم صادقاً في القول ، و الفعل فإن الأمة ستكون حتماً المرآة التي تعكس هذا الخُلُق الحسن ، و أما أذا كان كبيرهم لا يتحلى بالصدق و بعيد عن المصداقية التامة فيما يفعل و يقول حينها كيف سيكون حال الرعية ؟ يقيناً حالها لا يختلف كثيراً عن واقع كبيرها ، فلا نرى للصدق مكاناً بينهم ، و رحيل المصداقية عنهم ،و الأمة مما لا شك فيه ستصبح ، و كأنها تعيش في غابة يقودها قطيع من الوحوش ، و الضواري ، و المفترسات ، وهذا هو حال العراقيين اليوم ، و السبب يكمن في الحال المزري الذين وصلوا إليه في ظل إدارة و قيادة السيستاني ، فبين الحين و الآخر تصدر توجيهاته التي يقرأها أمام وسائل الإعلام وكيله عبد المهدي الكربلائي أو أحمد الصافي و كأن هذه المرجعية عقيمة و لا تستطيع أن تبدل تلك الوجوه الكالحة الفاسدة أو أنها أرث لهما المهم ، فإن منبر الجمعة أصبح للاستهلاك الإعلامي و للاستخفاف بعقول العراقيين فدائماً ما يرددون بأن المرجعية لا تدعم أي قائمة أو أي مرشح ، لكن الحقيقة تنافي مصداقية هذه التصريحات التي يراد منها استغفال العراقيين و للتهويل الإعلامي لا أكثر أو لنقل للضحك على عقول السذج و المغرر بهم فلو كانت هذه المرجعية صادقة فيما قالت و تقول فأين هي من أقوال و أفعال و تصريحات وكلائها ؟ فهاهو وكيلها في مدينة الديوانية الشيخ باسم الوائلي يقود بنفسه الحملة الانتخابية لعمار الحكيم و يزور معه ليل نهار مضايف عشائر الديوانية و الفرات الأوسط مؤكداً على أن عمار الحكيم هو ابن المرجعيات و هي تدعمه بقوة و تؤيد ترأسه للحكومة المقبلة رغم الفساد و الإفساد الذي تسبب به ابن المرجعية و لحق بالبلاد حتى أودى بها إلى حافة الهاوية فكل ما قاله و يقوله و سيقوله السيستاني هو للاستهلاك الإعلامي وللضحك على الذقون .
http://cutt.us/FxOVi
بقلم / الكاتب و المحلل السياسي سعيد العراقي
التعليقات (0)