وليد خالد احمد
الديمقراطية، هي الحل الممكن لجميع اوجاعنا، وهذا الحل ليس يوتوبيا سياسية ولا تحليقاً في فضاء الرومانسية وانما هو استلهام موضوعي وعلمي قائم على قراءة واعية للتاريخ وفهم حقيقي للحاضر بمشكلاته المتفاقمة وامراضه المزمنة. ان الازمات الحالية تدفع البعض منا بدافع اليأس وحدته للانتحار المتعمد ، وذلك بالاخذ بالاساليب الارهابية. يظن هؤلاء ان الارهاب ممكن ان يغير، ويبدل، ويحدث ثورة واصلاحاً.... وهذا وهم.
فالارهاب ناتج عن اليأس، ويعبر عن الازمة، لذلك لا يمكن ان يكون ابداً منفذاً نحو الاصلاح. والبعض، تدفعه الظروف الحاكمة التي نعيش بعض نتائجها الى الغرق في الماضي على أمل العثور على طريق النجاة والخلاص. وهذا الاستغراق يجعله يتصور ان الحل الممكن يتبلور في الاخذ بسيرة السلف وتطبيق قواعد اخلاقية صارمة تصلح الاعوجاج وتدفع مسيرة المجتمع نحو حياة افضل.
وعندما نتأمل برامج هذا البعض يكشف عن افكار سياسية غاية في التخلف. فهي ترتدي اقنعة ايمانية اخلاقية لكن جوهرها السياسي هو نظام ديكتاتوري شمولي لا يسمح بتعدد الافكار. ولا يمنح الحرية اية مساهمة على الاطلاق.
هذه الاختيارات هي انتحار تدفعنا اليه ظروف مركبة معقدة لا تمكننا من الرؤية الصحيحة ولا تسعفنا بالحلول المعقولة. اننا نعيش في فوضى حقيقية، فوضى فكرية وسياسية واجتماعية .. عارمة اختلط فيها الحابل بالنابل، اننا في حلقة دروشة داخل غرفة حالكة السواد، لذلك لا نستطيع التمييز ولا الاختيار.
هذه الفوضى، مسؤولة عن الافكار الخاطئة التي نختارها بارادة غير واعية. فحالة العمى السياسي والفكري تجعلنا لا نميز بين الفاسد والصالح. ان البعض يدعم حلقات ارهابية ضررها اكثر من نفعها، وتدميرها مريع لانها ببساطة تنعش المناخ الاسود حيث يتحول (المسدس) الى الفيصل والحكم في كل شيء. نمو هذا الاتجاه خطر على واقع متشابك مثل واقعنا، اننا لسنا في حاجة لمثل هذه الافكار، اننا نحتاج لسلوك نهج مختلف يساعد على الاستقرار وعلى تبلور المؤسسات السياسية ونمو منابر التعبير وتبلور الهيئات التشريعية والدستورية.
واتصور ان هذه المؤسسات قادرة اذا تمكنت من الثبات والاستقرار على حسم قضايا التغيير واحداث تحريك نحو تحقيق جميع المطالب التي يطرحها دعاة التغيير السريع وحسم القضايا الوطنية والاجتماعية.
التعليقات (0)