خيال عبدالله عزام
كٌتيب عبر وبصائر للجهاد في العصر الحاضر للدكتور عبدالله عزام مادة دسمة لمن أراد وضع قصص الكرامات تحت مجهر النقد والتحليل , حاولت أن أستوعب بعض القصص التي دارت فصولها بأرض أفغانستان لكنني لم أستطع فالقصص تفوق الخيال وتٌصيب العقل بالخبال .
كرامةالشهيد الغير مخدوع بشعارات وأحلام زائفة ليست خيالات وبطولات هلامية وأحلام ليلية بل هي شواهد حية وفي التاريخ قصص واقعية لا خيال فيها, بعيداًعن الحقبة الأفغانية المريرة وما أعقبها من أحداث لماذا لم يستوعب البعض تلك القصص الخيالية, قبل الخوض في التحليل سأذكرقصة يقول عبدالله عزام في كتيبة الخيالي استشهد مجاهد محتضناً سلاحه حاول الروس نزع السلاح من يده لكنهم لم يستطيعوا فتركوه وجاء قائد فصيل المجاهد ومعه مجاهدون فتحدث إلى الشهيد قائلاً أستحلفك بالله أن تضع سلاحك فوضعه وأبتسم الشهيد !! أي عقل يٌصدق تلك القصة وأخواتها من قصص الكرامات وأي منطق يقبل الكذب والتزوير ,وأي فضيلة تقوم على أسس هشة وكذب بائن .
في اعتقادي البسيط هناك احتمالين تجاه تلك الخرافات الكلامية التي يخجل اللسان عن النطق بها والعقل عن التفكير فيها , الاحتمال الأول هو تأثر الأفغان والعرب ومن انخرط معهم في صراع تلك الحقبة بالمواد الكيميائية والأسلحة البيولوجية فالروس خاضوا حرباً ضروساً مستخدمين كل مالديهم من عتاد , فكان تأُثير تلك الأسلحة ليس على الأرض بل حتى العقول أصابتها اللوثة مما جعلها تتخيل أشياء لا صحة لها , الاحتمال الثاني هو الكذب من أجل غاية , المتمعن في أدبيات الإسلام السياسي يجد أمرين الأول :الكذب من أجل غاية والثاني التقرب إلى الله بالسباب والشتائم , كلا الاحتمالات وما يتفرع منها واردة خصوصاً وأن ذلك الكٌتيب شكل في الماضي وسيلة دعاية للحقبة الأفغانية وشعار الإيمان والكٌفر الذي انتجته المخابرات الأمريكية وحلفائها نكايةً بالشيوعية منافس الرأسمالية وليس خدمةً لقضية أودين , خيالات عزام جاراها كثيرون ممن يحلم بنظام حٌكم تسلطي يلزم المجتمعات برؤية وفكر مٌعين ظاهره على منهاج النبوة وباطنه لا أريكم الا ما أرى ؟
صروح العدالة والتنمية والشفافية والحرية والتعددية وسيادة القانون وسلطة المجتمع لا تؤسس بالتضليل والخداع والكذب والتزوير والخيالات الغير منطقية لكن هناك من يظن أن تلك الصفات الذميمة أدوات بناء وسلاح فعال ووسيلة استمالة للعواطف وهي كذلك بالفعل لكنها لا تٌحقق على أرض الواقع شيئاً غير الدمار والتخريب وبقاء عجلة الصراعات و التجاذبات في حركة مٌستمرة ودائمة فالخيال يرتفع سقفه والنفس والأجساد تحاول اللحاق به وتجاوزه .
التعليقات (0)