لا أحد في الغرب ينكر حقائق التاريخ العربي ودورالعرب في قيام الحضارة الغربية السائدة اليوم ولكن ما ينتقده الأوربيون اليوم هو تأخر العرب ووسوء سلوكهم السياسي والأجتماعي وعدم التمشي مع التطور الحضاري العالمي الذي أخذ بعضه عن العرب أنفسهم في مراحل تاريخهم . وهذه مشكلة العرب الذاتية . لقد قسم الأستعمارالعالم العربي والأسلامي ألى وحدات سياسية صغيرة وفقيرة وغنية وعرب وعجم وخلق هياكل حكم سماها دولا وفعلا صدق حكام هذه الدول هذه السياسة وأعتبروا أنفسهم فعلا ملوكا ورؤساء أسوة بملوك ورؤساء الدول الأخرى.وأنصب أهتمام هؤلاء الرؤساء على بناء عروشهم وتوطيد حكمهم لهم ولأبنائهم وأعتبروا شعوبهم جنودا وحراسا وخدما لهم . وبدلا من أن يعملوا على توحيد دويلاتهم وقواهم المادية والبشرية ليصبحوا قوة بين قوى العالم الأخرى التي تتوحد وينمو أقتصادها من يوم لأخر فضلوا العيش في ظل القوى العظمى لحمايتهم وتوجيه سياساتهم وأستغلال مواردهم , ورضوا بالفثات لأنفسهم والفقر والحرمان لشعوبه. والأستمرار في هذا الغي يرجع ألى أسباب كثيرة ليس هذا المجال لشرحها وأهمها هوموقف الطبقة الوسطى المثقفة فقد أعطاهم هذا الوضع المأساوي فرصة ليكونوا عونا ونصيرا للحكام ضد قوى الأغلبية الشعبية مقابل حياة رغيدة . وهذا يتضح الأن في وسائل الأعلام وأقلام الكتاب ولا نرى حاكما ألا وحوله زمرة من المساعدين والأنصار ومعظمهم من العلماء والأخصائيين وكبار الكتاب . ومشكلتنا اليوم هو ضياع الطبقة المثقفة وأنفصالها عن الجماهير .
التعليقات (0)