حل الدولة الواحدة أو ثنائية القومية مصطلح بدأ يتفاعل بين الأوساط السياسية الفلسطينية بعد فشل خيار المفاوضات وبالتالي تعثر حل الدولتين، واستمرار الاستيطان والتهويد، حيث طالب بهذا الخيار مؤخراً كلاً من عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد قريع (أبو علاء)، ورئيس الهيئة القيادية العليا لحركة فتح في المحافظات الجنوبية الدكتور عبد الله أبو سمهدانة.
فما هي الدولة ثنائية القومية...؟ وما هي ايجابياتها وسلبياتها...؟ وموقف كلاً من فلسطين وإسرائيل منها...؟
الدولة ثنائية القومية هي أن يتعايش الشعبين العربي واليهودي في كنف نظام سياسي واحد ديمقراطي يكفل المساواة للجميع.
وهذا الطرح ليس جديداً بل تبنته منظمة التحرير الفلسطينية منذ عام 1968م تحت مسمى الدولة الديمقراطية العلمانية التي يعيش فيها المسلمين والمسيحيين واليهود بعدل ومساواة، ولكن تطور الأحداث دفع منظمة التحرير إلى تبني برنامج حل الدولتين، ومنذ عشرات السنين ما زال هذا الطرح يراوح مكانه وربما وصل إلى طريق مسدود، دفعت بعض الأطراف إلى إعادة طرح خيار الدولة الواحدة أو ثنائية القومية.
• ايجابيات الدولة ثنائية القومية:
خيار له العديد من الايجابيات وتتبناه العديد من القوى وربما لو تم دراسة هذا الخيار وخرج موقف فلسطيني عربي موحد، وعملت أدوات إعلام دولي لتسويقه للرأي العام الدولي، أعتقد أن صورة إسرائيل ستهتز لأنها أكبر الخاسرين من هكذا خيار، والذي تتلخص ايجابياته بالتالي:
1- عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم.
2- وحدة الشعب العربي الفلسطيني.
3- ليس مطالب أي طرف من الأطراف بالاعتراف بالطرف الآخر لأن الدستور الجديد لتلك الدولة سينظم العلاقة بين الجميع.
4- إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
5- إنهاء مشروع السلطة الفلسطينية، ودورها الوظيفي، وكذلك الاتفاقيات المجحفة بحق الشعب الفلسطيني كأوسلو وباريس وغيرها.
6- تلعب الديموغرافيا لصالح العرب في أي عملية ديمقراطية في المستقبل.
7- الاستفادة من القوة العسكرية والاقتصادية والتكنولوجية التي تتميز بها إسرائيل في المنطقة.
8- إفشال المشاريع الصهيونية التهويدية التي تستهدف القدس والمقدسات من خلال الاستيطان والأنفاق الأرضية.
9- كشف زيف الديمقراطية الإسرائيلية أمام الرأي العام الدولي.
10- مناورة سياسية للضغط على الاحتلال بأدوات وخيارات جديدة.
• سلبيات الدولة ثنائية القومية:
1- من سلبيات الدولة ثنائية القومية أتنها تتعامل مع اليهود كقومية وليست ديانة، وهذا غير صحيح لأن اليهود ينتمون إلى قوميات مختلفة واستوطنوا في فلسطين، فمنهم من حضر من روسيا وأوروبا وأمريكا وبعض الدول العربية والآسيوية والإفريقية ...الخ.
2- ثقافة اليهود الانعزالية وغدرهم ومكرهم وفسادهم قد يعيق تعايشهم مع قوميات أخرى وخصوصاً قوميات عربية.
3- غياب الثقافة السياسية لدى الشعبين الفلسطيني واليهودي والتي تقوم على التعايش وتكافؤ الفرص والديمقراطية والعمل المشترك، في المقابل تسود ثقافة العداء والثأر نتيجة رواسب تجاوزت الستين عاماً في صراع محتدم ذهب ضحيته عشرات الآلاف من البشر.
أما بخصوص مواقف كلاً من الفلسطينيين والإسرائيليين فأعتقد أن الفلسطينيين لديهم إجماع على هذا الخيار أكثر من الإسرائيليين لأن الغلبة الديموغرافية لهم، ولأن فلسطين التاريخية سيعود إليها اللاجئين المشتتين في بقاع المعمورة، ويقينهم بأن إسرائيل لن توافق على هذا الطرح، وبالتالي إظهار الوجه القبيح للاحتلال الإسرائيلي أمام المجتمع الدولي.
أما الموقف الإسرائيلي فأعتقد أن اليسار الإسرائيلي ربما وحده من يتبنى هذا الخيار، وسترفضه الأغلبية، ومن هنا تأتي جدوى التلويح بهذا الخيار، والتحضير الجيد له من كل الأطراف المعنية.
Hossam555@hotmail.com
التعليقات (0)