خيارنا الوحيد صناعة السياحة
على ذمة مصلحة الإحصاءات العامة لدينا 448 ألف عاطل وعاطلة عن العمل علماً بأنني اشك في دقة الرقم, ولدينا 90مليار تقريباً تحول سنوياً بواسطة العمالة إلى الخارج , ولدينا هذا الصيف 60مليارسينفقها السائح السعودي خارج البلاد ولدينا هذا العام ايضاً 306الاف طالب سيلتحقون بالتعليم العالي ولدينا 15الف طالب سيلتحقون ايضاً بالكليات التقنية والمعاهد الفنية والكليات الأهلية , تلك الأرقام تدعونا للتفكير والحديث بعمق فلماذا تزايدت أعداد العاطلين ولماذا تتناثر الأموال خارج فضاء الوطن الكبير, مكمن الخلل واضح ولا يحتاج لتفكير أو عصف ذهني وإنما بحاجة إلى صراحة ووضوح في الحديث الخلل الذي أدى إلى بروز ظواهر سلبية في المجتمع والتي تسببت في إحداث فجوات عميقة في نسيج المجتمع بطريقة مباشرة وغير مباشرة هو غياب التخطيط , فثقافتنا الإدارية قائمة على اجتهادات شخصية أو فئوية وقائمة على أراء أشخاص وبجرة قلم تسيير الأمور وتصبح واقعاً شاء من شاء وأبى من أبى , وتلك مصيبة عظمى فغياب التخطيط الاستراتيجي بمختلف مناهجه واساليبة يقضي على أسس التنمية ويخلق فرصاً غير متكافئة ويسهم في خلخلة التركيبة السكانية وبالتالي تبرز ظواهر سلبية ناتجة عن تصرفات بشرية أحدثها غياب التخطيط السليم والتقويم المستند على دراسات وأبحاث.
تلك الأرقام إذا استثمرنها استثماراً صحيحاً فإنها سوف تصبح احد دعائم الاقتصاد الوطني فنحن في زمن التغيير والتحديث وتنويع مصادر الدخل والبحث عن بدائل , يتوجب علينا أن نعيد النظر في أرقامنا وبرامجنا المختلفة , فالتعليم لابد من تغييره وليس تطويره فالفرق بين التغيير والتطوير واضح وليس بحاجة إلى تفسير , ومعاهد التدريب لابد من تطويرها تطويراً يتناسب مع المرحلة المقبلة , والجامعات لابد أن نعيد هيكلتها هيكلة لا تفضي إلى استمرار السياسة التعليمية الحالية فالتوسع في القبول دون الأخذ في الاعتبار احتياجات التنمية واحتياجات سوق العمل يخلق كارثة تسمى القنبلة الموقوتة ,واستمرار القبول في تخصصات مشبعة مسبقاً يخلق عاطلون متعطلون وهنا الإشكالية الكبرى التي مازالت مستمرة إلى أن يقضي الله بأمره امراً كان مفعولا.
تلك الأرقام وتلك الإحصاءات لا بديل لها ألا الاستثمار ولا يوجد قطاع يستوعبها ويخلق فرصأ تنافسية ووظيفية وتنموية غير قطاع السياحة فالسياحة تعد رافداً من روافد الاقتصاد العالمي بل أن البلدان الصناعية صاحبة الريادة في الصناعة والعلم اتجهت نحو تنويع مصادر الدخل ووضعت السياحة على رأس أولوياتها , فالقطاع السياحي إذا استند على خطط وبرامج علمية وعملية مدروسة فإنه يخلق فرصاً وظيفية عديدة ويجذب رؤوس أموال مستثمرة , ويجذب أموال سائحة وقبل ذلك كله تبقى أموال البلد في البلد وشباب البلد يتحولون إلى صانعي صناعة بعدما كانوا عاطلين .
بلادي تتميز بتنوع طبيعي وجغرافي رائع صحاري وواحات وقمم جبال عالية ولكل مدينة خصائصها الجغرافية والطبيعية وتحتضن اطهر بقعتين على وجه الأرض وبها شباب مثل الورد فلماذا لا تتجه نحو السياحة كخيار استراتيجي وكصناعة تحقق التنمية والريادة.
قطاعنا السياحي يعاني من إشكالات عده لعل أبرزها والظاهر على سطح فضائحنا الناقل الوطني فلا سياحة ناجحة مع ناقل وطني يخيب ظن المسافر عند أول رحلة , كذلك غياب الفعاليات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية عن خارطة السياحة فالموجود من فعاليات اجتهادات لجان وبعضها لا يرقى لطموح السائح , كذلك تداخل الجهات المشرفة والمنظمة على الفعاليات السياحية فلماذا لا يتم حصرها في جهة واحدة وهي هيئة السياحة والآثار التي تعاني من الأشواك المتناثرة , قطاع السياحة قطاع واعد وعلى قدر ما تعطيه من اهتمام وبنى تحتية متميزة يعطيك هو خيارنا الأفضل في زمن نحن بحاجة إلى التغيير والتحديث والتنويع , لن يتحقق الطموح ونتحول من بلد مصدر للسياح إلى بلد جاذب للسياح إلا بتغيير السياسات والخطط والاجتهادات الفردية فيلزمنا هيكلة شاملة لكل شيء بداً من الجهاز التنفيذي والتشريعي والتنظيمي وصولاًالى العقل البشري عندئذِ سنصبح رقم هام في معادلة الاقتصاد العالمي المتغيرة.
أسال الله أن يصلح الحال والى الله المشتكى.
التعليقات (0)