من المقرر أن تعقد لجنة مبادرة السلام العربية اجتماعاً لها، دعا إليه وزير خارجية قطر الذي تترأس بلاده اللجنة، وذلك لمناقشة الرد الأمريكي فيما يتعلق بعدم قبول اسرائيل لتجميد الاستيطان.
فما هي خيارات لجنة مبادرة السلام العربية، وهل ستنسجم مع الرؤية الفلسطينية، وهل البيئة السياسية مواتية لاتخاذ قرارات تعبر عن النبض الحقيقي للشعوب؟لن تخرج خيارات لجنة مبادرة السلام العربية عن الخيارات التالية:
1- خيار العودة إلى طاولة المفاوضات الغير مباشرة لإحراج اسرائيل:
ربما يكون هذا الخيار مطروحاً وبقوة على أجندة اللقاء العربي، ويدعم هذا الخيار البيئة السياسية العربية في ضوء تسريبات وثائق ويكيليكس، والتي أحرجت القادة العرب، وأظهرت الوجه الحقيقي لمواقفهم السياسية من العديد من الملفات في المنطقة، ومن أبرز تلك الوثائق الموقف من الملف النووي الايراني، وتشكيل قوة عربية لضرب حزب الله، ومنع تهريب الأموال والسلاح لحركة حماس.
ولذلك سوف يعمل القادة العرب على انقاذ عملية السلام، لأن فشلها بمثابة اعلان واقرار من النظام الاقليمي العربي بنجاح خيار المقاومة، وقد يترتب على ذلك تداعيات كبيرة تمس بعلاقة النظام الاقليمي العربي مع الولايات المتحدة الامريكية، وهذا مرفوض من وجهة النظر العربية.2- خيار الذهاب إلى الأمم المتحدة:
تحدّث بهذا الخيار أمين عام جامعة الدول العربية د. عمرو موسى، وهو أن يتم وضع الملف الفلسطيني على طاولة الأمم المتحدة، ومطالبة المجموعة العربية الأمم المتحدة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية كأمر واقع على حدود الرابع من حزيران 1967م، وهذا خيار ستنقسم عليه اللجنة، فأصحاب المدرسة الواقعية سوف يرون أنه غير منطقي وغير واقعي كونه مرفوض أمريكياً وبذلك سوف يصطدم بالفيتو الأمريكي، ويخرج حكومة نتانياهو من عزلتها السياسية، وبذلك لا أعتقد أن اللجنة ستذهب لهذا الخيار رغم أهميته السياسية والاعلامية. 3- خيار اسقاط حكومة نتانياهو:
ربما تذهب لجنة المبادرة العربية بقرارات قد تكون غير معلنة وبالتنسيق مع ادارة الرئيس اوباما للعمل على اسقاط حكومة نتانياهو، ودعم زعيمة حزب كاديما للفوز بالانتخابات المبكرة، وبعد ذلك يتم تشكيل حكومة ائتلافية بين العمل وكاديما وبعض أحزاب اليسار الاسرائيلي، وبعدها تستأنف المفاوضات المباشرة، وربما يكون لحريق الكرمل فرصة سانحة لتحقيق هذا الخيار.4- خيار حل السلطة الفلسطينية:
تتقاطع مصالح العديد من الأطراف المحلية والاقليمية والدولية بوجود السلطة الفلسطينية، ولذلك فإن خيار حل السلطة هو زوبعة في فنجان لن يقدم عليها السيد محمود عباس كونها متشعبة المصالح، وكذلك لها تداعيات كبيرة وتحديداً في ظل حالة الانقسام السياسي بين حركتي فتح وحماس، وهذا يطرح تساؤلاً عن أي سلطة يتحدث السيد محمود عباس؟ مؤسسات الضفة أم قطاع غزة...
ولذلك قد يستخدم المصطلح للاستهلاك الاعلامي، وللضغط على الأطراف المعنية بعملية السلام والاستقرار في المنطقة، ولكن هذا لا يمنع أن يطرح السيد محمود عباس فكرة استقالته وتنحّيه عن السلطة الفلسطينية، واستمزاج الرأي العام الرسمي العربي، وهذا يبقى مطروحاً وتحدده مدى جدية السيد محمود عباس بترك السلطة.5- خيار تغيير الفلسفة البنيوية والوظيفية للسلطة الفلسطينية:
بمعنى أن يتم العمل على تحقيق المصالحة الفلسطينية وإعادة الوحدة واللحمة بين قوى وحركات الشعب الفلسطيني ومؤسساته السياسية، وأن يتم وبشكل موازي اعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني ليتكيف مع المتغيرات السياسية، وأن يتم وقف التعامل السياسي والأمني مع اسرائيل، وتفعيل المقاومة بكافة أشكالها ضمن حدود الدولة الفلسطينية عام 1967، في تطبيق عملي لوثيقة الوفاق الوطني التي وقعتها القوى والفصائل ما عدا حركة الجهاد الاسلامي في منتصف عام 2006، مع تبني عربي وإسلامي لدعم وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني مالياً وسياسياً واقتصادياً.لن تخرج خيارات لجنة مبادرة السلام العربية عن تلك الخيارات، وربما تمزج بين الخيارات، ولكن المخرجات السياسية للاجتماع لن تخرج عن محدد الرضا الأمريكي، وبذلك هناك خيارات مستبعدة مثل خيار المقاومة بكافة أشكالها.
التعليقات (0)