مواضيع اليوم

خيارات عباس التفاوضية

حسام الدجني

2010-08-15 07:01:32

0

هناك اجماع على أن السيد الرئيس محمود عباس لا يملك قرار عدم الذهاب إلى المفاوضات المباشرة، خوفاً من تداعيات ذلك اقليمياً ودولياً، فالعصا الأمريكية والأوربية ما زالت تلوح بورقة المنح والمساعدات المالية للسلطة الفلسطينية، والتي تشكل شريان الحياة الوحيد لمؤسسات السلطة.

الرئيس محمود عباس البالغ من العمر الخامسة والسبعين، يقع اليوم بين مطرقة الضغط الدولي، وسندان الحقوق الفلسطينية، ففي الوقت الذي يطمح السيد محمود عباس من أجل نيل الحقوق الفلسطينية كاملة، يصطدم بحائط التعنت الاسرائيلي والضغط الدولي، والخذلان العربي والاقليمي، فلذلك نجد أن خيارات السيد محمود عباس هي خيارات محدودة، وأن الرجل يعمل اليوم من أجل أن يسجل التاريخ سيرته بجانب شهداء ومناضلي وقادة هذه الأمة، ولكن ما مدى تحقيق ذلك في ضوء المعطيات الحالية...

لا يملك السيد محمود عباس سوى ثلاث خيارات وهي:
1- خيار الإستقالة:
أعتقد أن خيار الاستقالة من رئاسة السلطة الفلسطينية واللجنة التنفيذية وقيادة حركة فتح للسيد محمود عباس بات اليوم أقرب من أي وقت مضى، وقد ينتظر السيد محمود عباس عدة أسابيع من اجل قراءة مسار المفاوضات المباشرة ومدى تعاطي المجتمع الدولي في الضغط على اسرائيل من اجل نيل الشعب الفلسطيني لحقوقه كاملة واقامة دولته الفلسطينية.

 

2- خيار التمسك بالثوابت ورفض الضغوط:
كل اطياف الشعب الفلسطيني سوف ترفع قبعتها للرجل، كما رفعتها من قبل للرئيس الخالد الشهيد ياسر عرفات بعد رفضه لمقترحات كلينتون في كامب ديفيد، ولكن ليس هذا الخيار سهلاً عند السيد محمود عباس، فطبيعة شخصية السيد محمود عباس هي شخصية مسالمة، وأن مثل هذا الخيار هو بمثابة اعلان واضح وصريح بأن خيار المقاومة والممانعة هو الخيار البديل، وهذا قد يلقي بتداعيات كبيرة على حركة فتح والسلطة الفلسطينية، وعلى سلامة وامن الرئيس محمود عباس، واعتقد أن سيكولوجية الرجل غير مؤهلة الآن للتعامل مع هذا السيناريو.

3- خيار التفريط والتنازل:
أعتقد ان اسرائيل ومعها اللجنة الرباعية، سوف تقبل بقيام دولة فلسطينية تنطلق من حجم التنازل والتفريط التي سيقدمها المفاوض الفلسطيني على طاولة المفاوضات المباشرة، ومن هنا يأتي الاصرار الامريكي والصهيوني على السيد محمود عباس للقبول بالعودة الى المفاوضات المباشرة، لأن الكاسب الاكبر فيها هي اسرائيل.
فالسلطة الفلسطينية هي اليوم تعاني من انقسام سياسي وجغرافي، وتعتمد بشكل مباشر في ديمومتها واستمراريتها من ديمومة واستمرارية المساعدات والمنح الدولية والتي تغطي السلطة الفلسطينية من خلالها رواتب موظفيها ورجالاتها، ولا يوجد لها من يعينها، فالنظام الاقليمي العربي مصاب بسرطان التوريث، ويبحث عن العلاج في المختبرات الامريكية، لذا لن يكون عوناً للسلطة الفلسطينية، بل سيكون ضاغطاً ومبرراً لأي تنازلات محتملة على طاولة المفاوضات المباشرة.
أما الطرف الآخر وهو اسرائيل، فهو في اطار ما سبق سيقبل بقيام دولة فلسطينية ضمن رؤيته الامنية والاستراتيجية، فهو يريد دولة تخلصه من المشكلة الديموغرافية التي تهدد مستقبل دولة اسرائيل، فهناك رؤية اسرائيلية ترى في قيام دولة فلسطينية ضمن الرؤية الاسرائيلية، سوف تخلص اسرائيل من مشكلة خمس ملايين نسمة هم مجموع سكان الضفة الغربية وقطاع غزة والأحياء العربية في القدس الشرقية، كذلك تخلص اسرائيل من مشكلة انسانية تدفع اسرائيل كل يوم ثمناً باهظاً جراء احتلالها للأرض الفلسطينية أمام الرأي العام الدولي، والذي بدأت الحقيقة تظهر أمامه بعد أن كان مضللاً طوال حياته بعد سيطرة اللوبي اليهودي في العالم على الماكينات الاعلامية.

لذلك أرى أن الرئيس محمود عباس سوف يفضل الخيار الأول وهو الاستقالة، والتفرغ لقضايا العائلة والأحفاد، ونتيجة لهذا الخيار سوف تشهد الحالة الفلسطينية تداعيات بالغة الاهمية سيكون محورها الضفة الغربية، وتتلخص في البحث عن البديل الذي يتوافق مع الشروط الصهيو أمريكية.

Hossam555@hotmail.com
 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات