مواضيع اليوم

خيارات حماس وبدائلها الممكنة

فلسطين أولاً

2009-10-27 15:44:59

0

خيارات حماس وبدائلها الممكنة
التاريخ : 27/10/2009
اسم الكاتب : عيسى الشعيبي

من المرجح أن يكون لدى حركة حماس خيارات مدروسة، وبدائل تم بناؤها بتؤدة وبصيرة تستشرف المستقبل وتتحسب لمتغيراته، على نحو يمكنها من تجاوز ردة الفعل العصبية الأولى على قرار إجراء الإنتخابات، وينأى بها عن الظهور بمظهر من وجد نفسه في الزاوية وفقد القدرة على المبادرة، في مواجهة ما ترى أنه خطة شريرة لإخراجها من الباب، الذي سبق أن دخلت منه إلى قلب النظام السياسي الفلسطيني.

ومع أن قادة حماس كرروا خلال الأيام القليلة الفائتة أن لديهم خيارات مفتوحة للرد على قرار إجراء الإنتخابات التي لن يشاركوا فيها، بل وسيمنعونها في غزة، فإن أحداً منهم لم يُشر لماهية هذه الخيارات، التي قد يعلن عنها وفق قاعدة يُبنى على الشيء مقتضاه لا سيما وأن هناك متسع من الوقت، لإجراء بعض المناورات التكتيكية وتجنب دفع أكلاف إضافية لخيار السباحة في النهر الجارف عكس التيار.

وبهدف التعرف على المناخ الذهني السائد لدى الخلية المفكرة في دماغ حماس، فقد راجع كاتب هذه السطور ما تيسر له من أدبيات ومواد نظرية منشورة على منابر الحركة الإسلامية، ناهيك عن تعليقات ومواقف بعض كتابها، للوقوف على تخوم ما تعتزم هذه الحركة طرحه من بدائل، رداً على قرار حملها مكرهة على امتحان شعبيتها في صناديق الإقتراع، إخفاقها في معظم الإختبارات، خصوصاً استعصاء كسر الحصار، وانتزاع الإعتراف بشرعية الإنقلاب.

ورغم أن بعض الشيوخ الشباب تحدث عن خيارات نظرية لدى الحركة، مثل إعادة اقتحام منفذ رفح مرة أخرى، وتجييش الشارع العربي والإسلامي من جديد، أو حتى التحلل من التهدئة القائمة من جانب واحد مع إسرائيل، فإن بعض مريدي حماس ذهب إلى حد دعوتها إلى حلّ السلطة والخروج عن قواعد اللعبة، أو إجراء انتخابات موازية، أو بناء مرجعية بديلة لمنظمة التحرير، فيما تعهد أحد الناطقين الرسميين بمنع الإنتخابات حتى في الضفة الغربية.

والحق، أن بعض هذه الخيارات المرتجلة قد جرى اختبارها قبلاً، وعادت على حماس بعواقب مؤلمة، مثل اقتحام معبر رفح عنوة مما أثار حفيظة المصريين، ومثل إطلاق الصواريخ على سيدروت مما جرّ عدواناً وحشياً أسقط شروط قبولها بالتهدئة وجعلها مجانية ومن جانب واحد، ناهيك عن محاولة إيجاد مرجعية فلسطينية بديلة دون أي نجاح، مما يعني أن الخيارات المتبقية لدى حماس خيارات ضئيلة، وفوق أنها غير واقعية وترقى إلى درجة الإستحالة.

فقد جربت حماس بعضاً من الخيارات المستحيلة، مثل الجمع بين السلطة والمقاومة، والدخول إلى النظام السياسي القائم على اتفاقية تعاقدية مع إسرائيل ثم التنكر له والتمسك به في آن، واستفزاز مصر وتخوين قياداتها ثم القبول بوساطتها الحصرية في كل ملفات غزة، (التهدئة وفك الحصار وإعادة الإعمار وشاليط)، فضلاً عن تكفير خصومها ثم محاورتهم، ورمي السلطة بكل التهم الثقيلة والمصادقة على مبدأ الشراكة معها، مما يدفعنا إلى الإعتقاد أنه ليس لدى حماس في واقع الأمر سوى خيار القبول بورقة المصالحة المصرية ولو طال المطال.

ذلك أنه إذا كانت كلفة تفشيل الوسيط المصري قد تدفعه إلى إحكام إغلاق معبر رفح والأنفاق، وكان ثمن الوقوف ضد الإنتخابات سوف يعزز الإعتقاد الشائع أن الإسلاميين يتوسلون الآليات الديمقراطية لمرة واحدة وأخيرة، وأن منع الناخبين بالقوة سيعيد إنتاج المشهد الطالباني في غزة، فإن ذلك سيكون بمثابة عملية انتحار سياسي نحسب أن حماس المتطلعة إلى الخروج من عنق الزجاجة، والمتخوفة من انعكاس فشل تجربتها على الإسلام السياسي، لن تقدم عليه في نهاية المطاف.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !