هذا المقال نشر في جريدة عكاظ منذ 4 سنوات تحديدا يوم 30-6-2006
________________________________________
دائما ما تتردد عبارة اسرائيل دولة ديمقراطية وهي دولة لا تقارن بغيرها من دول الشرق الاوسط .. بهذه اللهجة يتم التغاضي عن امتلاكها للسلاح النووي وانتخاب اشخاص مثل شارون ونتنياهو او مشاركة احزاب يمينية متطرفة ومتشددة ضد المسلمين في الائتلاف الحاكم.
وحديثي اليوم عن الديمقراطية العربية والاسلامية، فعندما انتخَبَ الشعب الفلسطيني «حماس» لتشكيل الحكومة قامت قيامة الغرب ولم تقعد - دون روسيا والصين - كيف يحدث هذا ؟! ولماذا؟ لماذا يصل التطرف لدى الناخب الفلسطيني حد ايصال الارهاب (كما يسمونه) إلى سدة الحكم، في المقابل فإن اختيار الناخب الاسرائيلي مشروع وكل تصرف ضد الفلسطينيين كالمماطلة في تنفيذ الاتفاقيات، وقتل الزعماء مثل الشيخ احمد ياسين بصواريخ من الجو، او حصار الرئيس ياسر عرفات حتى الموت، خلاف الاعتقالات والقتل المتكرر وتسوية المنازل بالاراضي وبناء الجدار العازل هي اعمال مبررة، لان الحكومات الاسرائيلية منتخبة ديمقراطياً فهي ليست ارهاباً في نظر الغرب ولا تستوجب قطع المساعدات او تجميدها. اما انتخاب الشعب الفلسطيني لحكومة بشكل ديمقراطي وتحت اشراف دولي تكون ردة الفعل حصارا وقطع المساعدات دون قرار من مجلس الأمن حتى عجزت الحكومة عن دفع مرتبات الموظفين وأحجمت البنوك الفلسطينية عن تمويلها، ويتهم كل من يحول اموالاً للسلطة او لحماس بأنه داعم للارهاب ؟!! فلا يهم ان يجوع شعب، .. وفي ديمقراطية اخرى لدولة اسلامية انتخب الشعب الايراني احمدي نجاد الذي يرى ان بلاده لها الحق في تخصيب اليورانيوم للابحاث المدنية، فيثور الغرب مرة اخرى - دون روسيا والصين ايضاً - ويغضب دون ان يناقش ان اسرائيل تمتلك السلاح النووي بعد ان تخطت مرحلة تخصيب اليورانيوم، سؤال محير لماذا خيارات الشعوب العربية والاسلامية الديمقراطية هي محل انزعاج، واحتجاج من الغرب؟! بعكس خيارات الشعب الاسرائيلي هي ديمقراطية مبارك فيها يجب ان تحترم ومن غير المسموح انتقادها...انتهي المقال
بعد 4 سنوات نرى أنفسنا في نفس المكان لم نتقدم خطوة للامام لم تغير الفكر لم تتقارب الأمور عدا تغير موقفي روسيا والصين من إيران..اليس هذا عجيبا..
التعليقات (0)