أخشى من قربنا .. قد نحزن فيه من بعض .. قد نتألم كثيراً عكس ما نتوقعه يا حبيبتي .. تسأليني ما العلامات التي جعلتك تتخيل كل ذلك .. أجيبك بأنها أشياء كثيرة وكثيرة أولها تلك المكالمات الطويلة التي نسعد فيها كثيرا في الثلثين الأولى ونحزن في الأخير.
مكالماتنا القصيرة التي نسمع فيها همسات بعض ونتغزل في بعض قليلا ونعرف الأخبار ثم نقفل.. ونعيدها في آخر الليل .. دقائق معدودة تطفئ الشوق وتروي عروقه علامة تؤكد بأننا في البعد أجمل وأحلى ولحظات اللقاء القصيرة تجعل هذا الحب يدوم طويلا.
حياتنا مع بعض كزوجين تعني مكالمة طويلة وطويلة !! في الثلث الأخير ننتهي على حزن أيعني فراق .. أم ألم .. أم هموم ويكفينا هموم .. فلد لقينا منها نصبا مذ نعومة أظفارنا يا صديقة تفاصيلي الحياتية !!
أنا لم أفض بكارة الاحترام بيننا.. أنا كنت شريفا وتؤمنين بذلك .. أنا كنت صالحا .. بارا فيك ولم يفرض علي برك .. لم تكوني والدتي .. ولم تكوني والدي .. كنتِ منهلي العذب فأقتصد في شربه حتى لا يجف .. دائما أطلب السقاية أكثر وأكثر وتوعديني كحاكم عربي يواعد شعبه مذ أربعة قرون بالإصلاح ولم يصلح شيء .. فلا أريد لهذا الحب العذري أن ينتهي كما انتهت الأنظمة العربية .. آه يا عروبتي !!
كلماتي .. كلمة تجرف كلمة .. تخلق جسدا .. تسميه ألم .. تنفخ الدمعة روحه .. تحرك الذكريات جوارحه .. تتلقفه الدعوات إلى هنا إلى هنا .. دعوات تخفي ضحكاتها تلبس الليل على خبثها.
التعليقات (0)