خوفي على الشباب في تونس ، أن يسكر بنشوة إنتصاره على ديكتاتورية بن علي ويغط في نوم عميق آخر ، قد يكلفه خسارة (ثورة) كاملة وبجميع مكاسبها في فرص الإزدهار بتفجير الطاقات الإبداعية ، وفرص الحرية والديمقراطية والعيش الكريم ! .. خوفي عليه أن (يُستغفل) من طرف بقايا النظام البائد ، بإعادة إحيائه وبنائه على تلك الأنقاض ، وبألوان وأشكال هندسية مختلفة ظاهرا ومتطابقة باطنا ! ..
خوفي على ذلك الفراغ السياسي في تونس أن يمتلئ بإراداتٍ مدفوعة الأجر ، للإنبطاح في ظل شجرة الحرية الوارفة التي سُقيت بدماء البوعزيزي والعشرات من الشهداء ! .. إرادات منطفئة تحاول إطفاء شعلة الإرادة الشعبية في التغيير ، بإختطاف الحكم وتفصيل الدستور الجديد على مقاسه ! .. خوفي أن يعكس الشعب التونسي الخطوات ، بإختيار الرئيس قبل الدستور ، فيكون كالذي تحرر وانتحر ! ..
خوفي على الشباب في مصر أن يُستعمل إسمه سُلما ، يتسلق فوقه (الحكماء) الذين أفنوا أعمارهم وشابت رؤوسهم في الصمت والإستكانة للظلم ! .. وخوفي أن يبقى لفظ (الشباب) المصري بنطا عريضا على يافطات التظاهر في ميدان التحرير وفي شوارع ومدن مصرية أخرى ، ولا يرتفع صوته أو شأنه أكثر من ذلك ، فيما لو لم إستمرت المعارضة (السياسوية) في المساومة على مطالبه بإسمه ، والتقرب إلى الحكومة الظالمة بوجهه ! ..
خوفي على الشباب في تونس ومصر أن يكون أصغر من أن يحمل مشعلا بحجم الوطن ، وإلا فكيف نسمع لصوته خافتا بين تلك الجموع ، رغم أنه كان أول من أطلق صافرة البداية لتلك المظاهرت والتجمعات ، والشرارة الأولى لتلك الثورات ؟!.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تاج الديـن | 07 . 02 . 2011
التعليقات (0)