كنت جالساً في احدى مقاهي الرصيف أرتشف قهوتي الساخنة في جو شتائي قارس ، واذا بعيني تقع على معلومة جميلة ورادة من احدى الصحف اليومية مفادها (وردة حمراء ، عناق طويل ،كلام حميم ، قبلة ساخنة ، طقوس قديمة لعيد الحب اعتاد عليها العشاق وصارت عنواناً رئيسياً لهم في هذا العيد).
جميل هو عيد الحب والاجمل من ذلك نظرات الحبيبة وانت تقدم لها وردة حمراء لتدخل معها في عناق طويل يصاحبه كلمات حميمة لتترجم الى قبلة ساخنة .
تسألت وانا احدق في نظري على المارة من خلال نافذة المقهى الجانبية ، ترى هل يكتفي العشاق كما كانوا قديما بالورود الحمراء ، كهدايا في عيد الحب ؟ ام ان الحصول على هدايا اثمن في زمن المادة هدف وغاية كل عاشق ولهان ؟ .
هل حافظ العشاق على طقوسهم القديمة الجميلة ام انها تبددت وضاعت في زماننا الذي أفتقد الكثير من التفاصيل الجميلة التي ملاْت علينا حياتنا؟ ام ان تلك الطقوس باتت مجرد كلمات يتناقلها الافراد عبر وسائل الاعلام والانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي ، التي تنقل لنا الكلمات فقط ، مجردة من المعنى والاحساس .
رددت مع نفسي ، لعل الافكار والتساؤلات التي تراودني الان نابعة من تجربة شخصية مررت بها في الماضي.
مازال صدى كلمات ميادة يتردد على مسامعي وانا أقدم لها وردة حمراء في عيد الحب وأحاول ان اخطف قبلة من شفتيها ، تنظر الي بنظراة مؤنبة لتقول ، نحن في مكان عام ياممدوح .
اتسأل مع نفسي ، اين انت الان ياميادة ومع من؟ ، هل سيمارس طقوس عيد الحب القديمة ، هل سيهديك الوردة الحمراء ويحظى بقبلة ، ام بنظرة ساحرة مؤنبة تقف حاجزاً مانعاً بينه وبين شفتيك ؟ .
كم من هوة نفسية وزمنية بيني وبينك ياميادة ، رن هاتفي المحمول مذكراً اياي بعمل يتحتم علي القيام به ، صوت رنين الهاتف حررني من تساؤلات كثيرة وذكريات حب مضى ولن يعود .
وكل حب وانتم بالف خير
راميار فارس الهركي
كاتب وصحفي من العراق
التعليقات (0)