أحاول أن أتناسى أحداث الوطن , كل ما أرى وأسمع يجعلنى أشعر أننى فى كابوس عبثى , فتحت أجندة ذكرياتى . . ياللهول .. اليوم 5يونيه , الذكرى الخامسة والأربعين للعار التاريخى لمصر والعرب , فتحت جهاز التلفاز , تجولت بين قنواته فضائية وأرضية , لم أجد إشارة لهذا الحدث التاريخى الجلل , بالطبع لا أستطيع متابعة كل الصحف , ولكنى قرأت ما كتب فى جريدتى الأهرام والمصرى اليوم لم أجد مقالا يتحدث عن هذا العار التاريخى , حتى شيوخ الكتاب الذين عاصروا النكسة تجاهلوها تماما . , أشعر ان مخزون أفكارى يملأ عدة صفحات عن هذه المناسبة الكئيبة , ولكن طاقتى المتراجعة تخذلنى , من ثم فسوف أكتب تحت عنوان خواطر نكساوية على عدة حلقات , أخصص موضوع اليوم لموقف الشعب المصرى ومفكريه من الهزيمة , وبهذه المناسبة فإننى ألجأ إلى إذاعة الأغنى التى تذيع الأغانى القديمة طلبا للخروج من حالة الضغط النفسى . , الآن وقبل حوالى الساعة تناهى إلى صوت عبد الحليم حافظ يقول - ياريس المركب ياريسنا , عدينا بيك البحر حطمنا بيك الصخر , طبعا الأغنية لجمال عبد الناصر , بعدها أغنية أخرى يقول فيها نحلف يمين بالله تعلى , وجمال وجرح قديم فى جبينة . أنا أعرف أغنيات كثيرة قيلت فى جمال عبد الناصر ورفعته إلى مصاف الأنبياء , . تركت الراديو فتحت التلفاز , رأيت مظاهرات حاشدة فى ميادين مصر ضد حكم المحكمة على مبارك , وأعوانه إننى أؤكد أن حسنى مبارك من أسوأ حكام مصر و ولكنى أؤكد أيضا أنه لم يهن مصر كما أهانها جمال عبد الناصر , ففى مثل هذه الساعات منذ خمسة وأربعين عاما كانت جثث أغلى شباب مصر تتناثر على رمال سيناء بعد أن دمر الطيران الإسرائيلى كل مطارات مصر , حيث كان الطيارون فى سهرة غنائية فى قاعدة أنشاص الجوية حيث رتب ذلك عبد الحكيم عامر الذى وضعه عبد الناصر على رأس الجيش المصرى وهو يعرف تواضع إمكاناته , ولم يأخذ منه موقفا بعد أن ولاه حكم سوريا وتمت خطة الإنفصال على مكتبه , هزيمة 67 الناصرية لا زلنا ندفع ثمنها حتى الآن , الجولان محتلة والضفة فى يد إسرائيل ومصر لا تحكم قبضتها على سيناء , ومع ذلك يرفع البعض صور صانع هذه الهزيمة فى الميادين , ويوجد حزب يحمل اسمه , إن هزيمة 67 عار تاريخى لن يحاسب التاريخ عليها القادة الذين صنعوها فقط ولكنه سيحاسب شعبا لا يزال يرفع صور هؤلاء القادة ويذيع الأغانى التى تمجدهم !
التعليقات (0)