خواطر مستقلة ٠٠
1- المعلم الذي يجعل الطفل يشعر أنه غبي يرتكب جريمة في حق الوطن ، لأنه يمارس عملية تحويل المدخلات التعليمية إلى مخرجات سلبية أما غبية ، أو إجرامية ، أو مستهترة ، وهو يمارس هذا الفعل الإجرامي ليس لأنه مجرم أو له دوافع إجرامية ، في الغالب ، بل لأنه تعلم بنفس الطريقة !٠٠ وهكذا تعيد هذه العملية التعليمية السيئة نفسها في دورة غبية وبائسة ، والأسوأ من ذلك أن تظل بلا حل !!
2- تنامي حالات الانتحار ، ليست في حاجة لأبحاث علمية ، ولجان ، وعلماء نفس وعلماء اجتماع و"علماء متخصصون في علم الجينات والهندسة الوراثية وعلم الذرة وأبحاث الثقب الأسود" لمعرفة أسبابها !!!
الأسباب واضحة وضوح الشمس ، والكل يعرفها : الفساد ، الفقر ، تدهور مستوى التعليم ، قمع حرية التعبير ، استغفال الناس ، وبغباء استغباء عقل المتلقي على الفضائيات !
والحلول كذلك معروفة وأصبح الجميع يعرفها ولم يعد شيء خاف على أحد ٠٠ فقط اعتقد أنه على الذي ما يزال بيده الحل أن يبادر به قبل فوات الأوان !
3- نحن بحاجة لفك الأرتباط بين (نا) والمضاف إليه ! ٠٠ مثل علماؤنا ، تعليمنا ، مشائخنا ، مناهجنا ، (ربعنا) ، ٠٠٠ إلى آخره ٠٠! نحن بحاجة إلى استقلال ذات الفرد عن (الذوات) حتى يستطيع العقل أن يميز بين ما هو كائن وبين ما يراد له أن يكون ٠ لأن هذه اللغة المصبوغة بعاطفة أحادية الذات هي مجرد غطاء لإملائية مستترة تريدك ألا تقرأ إلا ما ينقل لك من التراث ، ولا تسمع إلا ما يراد لك أن تسمعه ، ولا ترى إلا ما يرى لك مناسبا ٠٠ !
4- لا يسيطر شخص أو عدد من الأشخاص على عقول الناس إلا في حالة تفشي الجهل في هؤلاء الناس ، فالتبعية والتسليم بأحكام شيخ الدين الشخصية باعتبارها أحكام قطعية لا يعني إلا جهل هؤلاء بالدين ٠ والنفاق للسياسي لا يعني إلا الجهل أو التملق لتحقيق مصلحة ذاتية ، وحصار الأمة في نتاج "السلف" الفكري وكتب السلف باعتبار ذلك علما أوحد هو المنقذ وطوق النجاة لا يعني إلا مزيدا من التجهيل ! ٠
5- لا يملك المانعون لعمل المرأة ومشاركتها الفعالة في تطور مجتمعها حججا ذات قيمة كمنطق عقلي يمكن الإستناد إليه أو نص ديني صريح يمكن الوقوف عند حدوده ٠ لذلك هم يلجأون لسلاحهم التقليدي المستهلك ٠٠ سد الذرائع ، وضعف المرأة - ولا أدري عن أي ضعف يتحدثون ؟ إلا أنهم سيكونون صادقين ومحقين أن دعى أحد المرأة للعمل على (السقالة ورفع الطوب والخشب) ! ولكنهم يفرغون مخازن ذاكرتهم من هذه الحجة لكونها منطقية وعقلانية وهم في هذا الجانب بعيدون عن العقلانية ! ولذلك لا يحبذون الحديث عن الضعف الجسدي ، والبديل له هو ضعف المرأة أمام الهوى والشهوة الجسدية ! فكانت (الدعوة لتغريب المرأة) صورة ذهنية مثيرة للرعب فمجرد خروج المرأة خارج المنزل تصبح فريسة سهلة لمن ابتغاء أو جسدا مثيرا للفتنة ! وقد تأثر الكثيرون من العامة والاتباع بهذا الاتجاه النفسي بل الأسوأ من ذلك : بعض المثقفين وكثيرا من المتعلمين !
تركي سليم الأكلبي
التعليقات (0)