في قديم الزمان ...
في حياة أخرى ، كنت بطل رواية ، لم أكن شاعرا أو فارسا ، بل صفرا يمشي على الأرض .. أحببت أن أكون ابن عصري ففشلت ، فقرأت كتب العرب فوجدتها أكثر مني ، تحكي الأمجاد و لا حظ لها منها سوى الحبر الذي كتبت به ، فقلت لما لا أصير ناجحا ولو لمرة؟
ثم ...
ها أنا في سنوات مضين، أعود إلى الماضي السحيق أعيش أمجاد بني أمية ، وبني العباس و قرطبة ،لم أفهم من ذاك العصر سوى الأصمعيات و المعلقات و النقائض ، لم أتعلم من عصر العرب و أوج حضارتهم شيئا يستحق أن أعود به إلى عصري الحالي . تعلمت كل شيء كان متاحا من العرب ، و تزودت للرحيل إلى زمن المستقبل _ فأنا ابن المستقبل _ وهم في نظري أبناء الماضي .. لما عدت أدراجي إلى حياتي المستقبلية في الألفية الثالثة ، وجدت عربا أخرين ، تنكروا لبني العباس و بني أمية .. و نظرت يميني و شمالي فسألت عن قرطبة فأشاروا علي بشارع في المدينة يحمل اسمها.
و الأن ...
ها هي قدس الأقداس تشكو محنة أبناء العم ، و هاهي قرطبة بيد بني الأصفر ، فأين فروسية العرب؟ تركت العرب و بعضهم يثور لقبيلته و تركت بعضهم يثور لحميته ، و تركت المعتصم يثور لصارخة و تركت الشعراء يتمجدون بعصر الزهو..
كنت ...
تسألني صديقي لما أتنكر بهذا الزي؟ وخلف هذا الإسم؟ و خلف هذا القناع؟ ببساطة أجيبك لأني لم أعد أفهم أين أنا ،أأنا في ماض أم حاضر أم في مستقبل؟أنا ما عدت أعي ما قصة قومي ، إن جثت قومي تفوح منها رائحة الهزيمة و تعلوها سحابة سوداء قاتمة تنذر بأمطار شؤم قادمة.
حقيقة ...
أعترف اعتراف مظفر أمام الصحراء ، أني تائه ، حائر ، أني عدو نفسي ، أني قاتل روحي ، تسلقت جدران الكرامة ، و طردتني الحقيقة و سألني بواب الشرف من أين أنت؟ فأجبته أنا عربي . فقال : ولم تطرق بابي؟ فقلت جئت خاطبا فقال : عذرا فأنا من أعداء العرب .. فقلت : العرب تناكح أعداءها ...
التعليقات (0)