منذ انتهاء الحرب العالمية الاولى وسقوط الدولة العثمانية بدأت معارك تقسيم الغنائم بين دول الحلفاء المنتصرة , واسفرت هذه العملية من ضمن ما اسفرت عن قيام دولة علمانية في تركيا عاصمة العثمانيين وقيام مملكة خاضعة للحلفاء في ايران اللتي كانت خائفة من الدب الروسي . وكذلك اسفرت هذه الحرب عن سقوط دول وقيام دول اخرى ومن ضمن الدول اللتي تاسست بعد الحرب العالمية الاولى دولنا العربية الحديثة ( نسبتا الى عمرها وليس الى تطورها ) المعروفة اليوم واللتي ظلت تابعة للعثمانيين الاتراك لاكثر من اربعمئة سنة , وباستثناء فلسطين اللتي تامر العالم اجمع على سرقتها من اهلها العرب واعطائها الى اناس ينتمون الى اجناس مختلفة اتوا من معظم دول العالم تجمعهم ديانة واحدة اسسوا على ارضها دولة عجيبة غريبة لم يذكر تاريخ البشرية مثيلا لها , فان الوطن العربي الكبير كان ولا يزال ساحة صراع على النفوذ بين الكثير من دول العالم , فقد كانت الدول العربية تحت الانتداب الفرنسي او البريطاني او الايطالي وهكذا. وبعد الحرب العالمية الثانية واستقلال الدول العربية وظهور قوى جديدة على الساحة العالمية منها امريكا والاتحاد السوفيتي وحتى انهيار هذا الاخير كانت الارض العربية اهم مناطق الصراع على النفوذ بين حلف شمال الاطلسي وحلف وارسو او الغرب والشرق كما كان يوصفان آن ذاك . وكانت دول مثل سوريا والعراق ومصر والجزائر تحسب كمناطق نفوذ للشرق بينما دول الخليج مثلا مناطق نفوذ للغرب على الرغم من انتمائها جميعا لمنظمة دول عدم الانحياز , حتى ان مقولات كانت معروفة ومسلم بها مثل ( ان الحرب العالمية الثالثة اذا ما اندلعت فسيكون السبب في اندلاعها الصراع بين القوتين العظميين على مناطق النفوذ في الشرق الاوسط ), ولذلك كانت القوتين الاعظم انذاك تتخوف من القيام باي عمل مفاجيء في المنطقة , حتى يقال انهما كان يبلغ احدهما الاخر بانه سيقوم بارسال بعض الجنود اوتحريك قطعة بحرية لهذا البلد العربي او ذاك وبعض التفاصيل عن الاسباب لهذا التحرك لكي لايفسر بأنه عمل عدائي فيحصل ما لا يحمد عقباه .
وانهار الاتحاد السوفيتي واستفرد الغرب بالعالم , وتصادف ذلك مع احتلال العراق للكويت (او صدام للكويت) وأذا بجميع الدول العربية اللتي وقفت مع العراق او مع الكويت تصبح بعد تحرير الكويت منطقة نفوذ للغرب عموما ولامريكا خصوصا بضمنها العراق تحت حكم صدام اللذي حييد وحوصر حتى انهك ومن ثم تم احتلاله احتلالا مباشرا وارغمت الدول العربية اللتي كانت خارج نفوذ الغرب على الاستسلام وارغمنا هذا الغرب على التوقيع على السلام ( او الاستسلام ) لاسرائيل ومن لم يوقع الى الان (لاسباب تكتيكية تتفهمها امريكا واسرائيل وليس من اجل المباديء طبعا ) ينتظر دوره والكل يقول باني ساكون اخر حكومة تطبع مع اسرائيل ولا احد يقول باني لن اوقع ابدا .
والان في عام 2009 وبعد انهيار عالم القطبين وقيام عالم القطب الاوحد ننظر من حولنا فنرى ان دول العالم كلها وبسبب همة وحيوية شعوبها بدأت تقاوم النفوذ الامريكي واصبحت دول مثل روسيا ودول من العالم الثالث مثل الهند والصين والبرازيل تتحول الى دول عظمى تتحدى امريكا اقتصاديا وعسكريا , وحتى دول مثل تركيا وايران اصبحت دول مؤثرة تنازع امريكا واسرائيل على النفوذ في العراق ودول الشام ومصر والجزيرة العربية وكل الدول العربية بدون استثناء , واذا بنا اصبحنا في الوطن العربي الكبير نتحول الى دول حكوماتها تستنجد بامريكا ومعارضتها تستنجد بتركيا وايران ولا احد يستنجد بالله ليقوى على الاعتماد على نفسه من اجل النهوض من الذل والتبعية .
التعليقات (0)