خليل السكاكيني في سطور
"الجديد المعدل في القراءة العربية":سلسلة من أربعة كتب قررتها وزارة التربية والتعليم الأردنية في فلسطين والاردن ككتب قراءة للصفوف الابتدائية الأربعة الأولى، وهي معدلة كما هو ظاهر من اسمها عن سلسلة "الجديد" للأديب والتربوي الفلسطيني المرحوم الأستاذ خليل السكاكيني الذي ولد في القدس عام 1878 م وتوفى عام 1953، حيث عاش 75 سنه ..... وكان من أهم كتبه كتاب اللغة العربية للصف الأول الإبتدائي الذي يبدأ بدرس كلمتي (راس - روس) المدعمة بالصور والشرح. وقد درس هذا الكتاب عشرات الآف من الطلاب من بدايات العشرينات وحتى عدة سنوات بعد وفاته
وقد استمر تدريس هذه الكتب إلى عام 1976 حين أحل محلها منهاج سوري أردني مشترك، ثم توالى تغيير المناهج مرات عبر السنين التالية.
دار دور راس روس .....كاس كوس كوسا ...وكم كنا نتندر بزميل يلفظ "الكاف -تاء فيقول: "تاس توس توسا "وكم كنا نتسلى على زملائنا غير الشاطرين .. دار دور راس روس حمير تيوس كاس كوس كوسا
• هذا هو خليل السكاكيني .. أديب ومرب فلسطيني مقدسي مسيحي اهتم باللغة والثقافة العربية ويعتبر من رواد التربية الحديثة في الوطن العربي بعامة وفلسطين بخاصة ،الأمر الذي كان له أثر كبير في تعليم عدة أجيال. عمل مدرسا في المدارس الأرثوذكسية الحين إعلان الدستور العثماني عام 1908 اعتقلته السلطات التركية في أواخر سني الحرب العالمية الأولى واتهمته بالاشتراك في الجمعية العربية الثورية وحكمت عليه بالإعدام ونقل إلى دمشق وهناك بذل أصدقاؤه المساعي حتى أخرج من السجن وفر لمضارب الأمير فيصل (الملك بعد ذلك).وبعد الحرب عاد إلى فلسطين وعين مديرا لدار المعلمين في القدس ثم مفتشا للمعارف . استقال من وظيفته وسافر إلى القاهرة حيث عين هناك مديرا للمدرسة العبيدية لمدة سنتين ( 1922-1920) عاد بعدهما إلى فلسطين وعين مفتشا في إدارة المعارف في عام 1948 نزح إلى مصر وظل فيها حتى وافته ألمنية.
• كان في طليعة الرواد الذين دافعوا عن اللغة العربية . له عدة مؤلفات منها (( فلسطين بعد الحرب الكبرى)) (1920)، و((مطالعات في اللغة العربية )) (1925)، وأشهر كتبه مذكراته (( كذا أنا يا
• دنيا)) وكما اشرنا هو وضع كتب التعليم ((رأس روس)).
عام 1914 قال: غزو الشعب اليهودي لفلسطين أشبه بغزوهم لقلب الأمة العربية، لأن فلسطين هي صلة الوصل التي توحّد جزيرة العرب مع مصر وأفريقيا".ويضيف "وإذا نجح اليهود في غزو فلسطين، فإنهم سيحولون دون اتصال الأمة العربية، بل إنهم سوف يشطرونها إلي جزأين منفصلين. وهذا سوف يضعف شأن العربية [يقصد: العروبة]، وسيحول دون تضامنها ووحدتها كأمّة".
• وفي واحدة من صفحات مذكراته يقول "إذا سُئل العرب بأي حقّ يمتلكون هذه البلاد، فإنهم سيقولون بأنها جزء طبيعي من الأرض العربية. صحيح أنها لم تكن مهد الحضارات العربية، ولكنها لا تفتقر إلى حصة في تكوين تلك الحضارات. هذه الأرباض المقدسة وتلك المدارس هي علامات بليغة على أن البلاد عربية وإسلامية".
• مقهى الصعاليك يقع على بعد أمتار قليلة من ساحة عمر بن الخطاب في منطقة باب الخليل، أحد أهم أبواب البلدة القديمة بالقدس. مقهى الصعاليك، كان يجلس به السكاكيني زمن كان الأدب فيه عنواناً لكل كاتب ومفكر وشاعر، والثقافة فيه نيشانا يفتخر فيه الجميع.أصبح عنواناً للكتّاب والمثقفين العرب والفلسطينيين، وأصبح المقهى ذا طابع ثقافي، وأن أحاديث المثقفين فيه كانت تتمحور حول الانتداب البريطاني، والهجرة الصهيوينة إلى فلسطين، وموضوع التربية الحديثة في المدارس وأهمية القراءة، كما كانوا يتعرّفون في جلساتهم على التراث العربي والأجنبي، إضافة إلى قراءة مقطوعات أدبية للسكاكيني.
ومن بين الذين جاؤوا إلى المقهى، موفقَ شقير، إسعاف النشاشيبي، وموسى العلمي، وعيسى الناعوري من الأردن، ومحمود عزمي من مصر، وأمين الريحاني من لبنان، وغيرهم.
• كانت احاديثه دروسا ومحاوراته حكما وعبرا ومجالسه حلقات للمناظره , وهؤلاء
المعلمون يطبعون نفوسهم في نفوس تلاميذهم ولا أعرف احدا جالس السكاكيني الاّ خرج
بزاد من المثل الأنسانيه الكريمه والأدب الرفيع .
• للسكاكيني فلسفه قائمه على احترام الفرد ومنحه الحريه لكي ينمي قواه فينشأ مواطنا
صالحا محترما لنفسه وسواه ومستقلا في التفكير والعمل وفي هذا قال الأستاذ عيسى
الناعوري ان المزيه الكبرى للسكاكيني انه معلم ومرب من طراز فذّ سواء في حياته
الخاصه واتجاهه العملي ام في حياته الأدبيه ونشاطه الفكري , ويرى الدكتور اسحاق
موسى الحسيني ان السكاكيني كان مربيا ومعلما من الطراز الأغريقي القديم .
• يرى السكاكيني ان الغرض الأول من التعليم خلق نوع
جديد من البشر يحكمون عقلهم في كل أمر ويشعرون بكرامتهم وعزة أنفسهم فواجب المعلم
الأول ان يحرر التلميذ ويعزه ويحبب اليه الفضيله ويرهف عقله ارهافا بدلا من ان
يحشوه حشوا .
أما الضرب والتهديد , واما التوبيخ و الوعيد والحبس عن الطعام
فأمور لا يؤمن بها وانما يؤمن بأن لا اكراه في العلم .
انطلاقا من هذا
المفهوم ثار على اساليب التعليم الجامده في ايامه والمعتمده على الضرب والعقاب
والأرهاب وحشو الدماغ .
ومن العادات التي استقبحها في المدارس وقوف الطلاب
عند دخول كل استاذ فهذا احترام مصطنع برأيه ويجب الأقلاع عن كل تكلف وعما يعلم
التلاميذ الخنوع .
• والاستاذ من الشمال الفلسطيني ومن محافظة جنين بالذات ويعمل مديرا لمكتب وزارة الثقافة الآن الاستاذ والكاتب عبد السلام العابد يعرفنا اكثر على خليل السكاكيني من خلال كتاباته في ادب الاطفال حيث يوجد له مجموعة من القصص المنشورة تحت عنوان من بيدر الحياة ..هذه القصة بعنوان
بائع التفاح
في المساء، أخرج طارق من حقيبته المدرسية كتاب اللغة العربية للصف الثاني الأساسي، وجلس إلى جانب أبيه، وقال:ــ
ـــ اليوم قرأ لنا المعلم قصيدة جديدة حلوة.
ـــ ما اسم هذه القصيدة؟.
ـــ يا بائع التفاح.
ـــ وهل حفظتها غيبا؟.
ـــ نعم، اسمعها يا أبي.
وبدأ طارق ينشد القصيدة غيبا،ودون أخطاء.
قال الأب: أحسنت. ذكرتَني بهذه القصيدة الحلوة التي حفظتها وأنا طالب صغير في المدرسة.
قال طارق:
ـــ هل تعلم منْ كتب هذه القصيدة؟.
ـــ نعم، أعرفه، ولكن أريد أن أسمعَ منك.
ـــ الأديب خليل السكاكيني. انظر ها هو اسمه مكتوب أسفل الصفحة.
ـــ خليل السكاكيني أديب فلسطيني مشهور من القدس. ألف كتبا كثيرة .
ـــ وفي مكتبتنا كتاب للأديب خليل السكاكيني، رأيتك وأنت تقرأ فيه.
ـــ ما اسم هذا الكتاب؟.
ـــ اسمه: كذا أنا يا دنيا. وفيه صورٌ له، ولابنه سري، وابنتيه هالة ودمية وزوجته وأخته وأصدقائه.
ـــ ما رأيك بإحضاره من رف المكتبة؛ لنشاهد الكتاب والصور الموجودة فيه؟.
ذهب طارق إلى غرفة المكتبة، وأحضر الكتاب الكبير، وسلمه لأبيه، واستمع بانتباه لحديثه. قال الأب: يسجل خليل السكاكيني في هذا الكتاب يومياته منذ كان شابا صغيرا حتى قبيل وفاته. وعندما تكبر ستستمتع بقراءته، ولكن دعني افتح الصفحات التي تظهر فيها الصور. هذه صورة السكاكيني حينما كان كبيرا في العمر، وهذه صورته وهو شاب في التاسعة والعشرين من عمره،وهذه وهو يحمل طفله الصغير سري،وهذه وهو جالس مع أسرته على درج منزلهم، وهذه مع تلاميذه وأصدقائه،وأخرى تمثله وهو يقرأ باستمتاع في مكتبته،وحوله العشرات من الكتب، وهذه صورة بيته الجميل في حي القطمون في القدس.
حدق طارق طويلا في صورة بيت السكاكيني، وقال: هذا منزل جميل، ثم أشار إلى الشارع أمام البيت، وأضاف: أكيد أن بائع التفاح الحلو كان يمر من هنا، في الصباح،فيطرب السكاكيني لصوته الرنان، وهو يردد الألحان.
ابتسم الوالد وقال: من المؤكد أن بائع التفاح كان يمر من هنا . ولكن ما رأيك أن تأخذ كتاب السكاكيني معك غدا إلى الصف؛ ليشاهد التلاميذ هذه الصور؟.
أجاب طارق:ــ فكرة حلوة،سيكون هذا الكتاب صديقي، حينما أذهب إلى المدرسة غدا ،وسأريهم صور الأديب خليل السكاكيني.
ارفقت مجموعة من صور الكاتب والاديب وربطها في المكان والزمان حيث بيت خليل السكاكيني ومقهاه وكذلك مركزه الثقافي ...والمدرسة التي سميت على اسمه ...
وليكتمل النقاش لعلنا اعطينا هذا الاديب حقه هذه حلقة من نصف ساعة عن هذا الاديب من انتاج الجزيره وبالتاكيد تعليقاتكم ستضيف المزيد عن ابداعيات وادبيات هذا المبدع السكاكيني ...
وبعد هذه صور لمن شاركوا في الندوه الثقافية بالتعاون بين وزارة الثقافة وجامعة القدس برعاية محافظة طوباس وحضور المؤسسات الرسمية واللامنية
الاستاذ الاخ محمد امين مشرف اللغة العربية في مديرية طوباس كان اول المتحدثين
مع تحياتي عوني ظاهر
التعليقات (0)