خليجي 22 وكهرباء البصرة

يسود الوسط الرياضي حالة من الاحباط حول امكانية اقامة بطولة خليجي 22 في البصرة بعد ان صودرت البطولتين السابقتين من العراق بطريقة مريبة غلب عليها الطابع السياسي وملف الاحداث في العراق على جانب التقييم والاستحقاق الرياضي وربما كانت ذات الاشارات نراها اليوم , ومع ان الامور اختلفت بعض الشيء عن ما هو في السابق من تحضير واستعداد لتنظيم البطولة و اكتمال العمل تقريبا بالمدينة الرياضية في البصرة واجابة العراق عن جميع الاسئلة الخاصة باللجنة الفنية لاتحادات دول الخليج العربي الخاصة بالطرق والجسور والمنافذ الحكومية والصحة واسكان كبار المسؤولين غير ان المصدر الكبير للقلق هو دخول العربية السعودية على خط التنظيم وطرح اسم الرياض بديلا للبصرة ووصول تسريبات ايجابية الى الصحافة السعودية من وفود الخليج التي ستجتمع اليوم وغدا في المنامة البحرينية على مستوى امناء السر ورؤساء الاتحادات لوضع النقاط على الحروف حول جاهزية البصرة للتنظيم مطلع عام 2015 من عدمها واسناد البطولة الى البلد البديل , الحقيقة اننا لسنا بصدد الاستنتاج عن ما ستصل اليه النتائج لصالحنا ام بالعكس تماما فقد طال الحديث عن البطولة والتحضير لها ولجان التفتيش الفنية بما يفوق استعداد اي بلد لتنظيم بطولة على مستوى كأس العالم مثلا وليس لبطولة غير رسمية ولكننا بصدد التقييم ترى هل استفدنا من كل هذه التحضيرات وانتظار الاشقاء لاطلاق الضوء الاخضر نحو بطولة البصرة في اللحظة الاخيرة بعد ان وصلنا معهم الى ضربات الجزاء وانتهاء الوقت والحجج والذرائع التي تمنع او تبيح الاقامة , اعتقد شخصيا ومن خلال مرافقتي لزيارات الوفود الخليجية الى البصرة وما قدموه من ملاحظات انهم افادوا البصرة على المدى الطويل حتى دون ان يدركوا ذلك فقد ولدت من رحم افكارهم واضافاتهم الفنادق الكبرى ( خمس نجوم ) وعدد من الجسور والطرق الاستراتيجية واحياء العمل بالمنافذ الحدودية اضافة الى المستشفيات وتأهيلها والمولات الكبرى واماكن الترفيه والسياحة وهذه اضافة نوعية مهمة الى البصرة الحبيبة التي تعاني الامرين بل تمنيت للحظة ان يفرض الوفد الخليجي حلولا لمشكلة الكهرباء , كل تلك الامور والاضافات ربما لم يكن لها ان تحدث لولا اشارة الوفود الزائرة اما البطولة التي عبر وزيرالشباب والرياضة عن ثقته من انها ستسند الى العراق بحكم العلاقات والاتصالات والوعود التي صدرت عن بعض الشخصيات الخليجية الرياضية المتنفذة والتأكيد على ان العراق اوفى بجميع التزاماته فيها , فان حدث وسمعنا الخبر السار خلال اليومين المقبلين من المنامة كما توقع الوزير فسيكون ذلك كسبا عراقيا على مستوى البلوماسية الرياضية بعد مخاض طويل وكفاح لاقناع الاشقاء بعودتنا الى عصر التضييف وتنظيم البطولات وان صح توقع الصحافة السعودية واسندت البطولة الى الرياض فلا ينبغي ان يعكر هذا القرار صفو الاجواء الرياضية وحالة الفرح الجماهيري والانتشاء من بطولتين احرزنا فيها مكانة متقدمة وهما مونديال الشباب وكأس العالم العسكرية , والبديل الجاهز لضياع البطولة من البصرة لايكمن في الانسحاب منها بموقف متشنج لن ينفعنا على المدى الطويل ويضيع لنا ما بنيناه بل من الممكن التفكير جديا ببطولة بديلة لافتتاح العمل بالمدينة الرياضية في البصرة ولتكن اكثر من بطولة على مستوى الفئات العمرية والاندية وغيرها ونجاحنا في التنظيم والاستضافة سيجعل الفيفا والخليج ولجانه يذعنوا لارادتنا وقدرتنا صاغرين ويتشرفوا بان تناط اي بطولة الى العراق الجديد بمنشاته الرياضية الرائعة ويبادروا الى رفع الحظر المفروض على ملاعبنا فورا وعندها لن ننتظر بطولة هامشية تجود بها المواقف السياسية واهل السياسة بعيدا عن الروح الرياضية .