خلف الكواليس

 حاولت لساعات ....وفقط لساعات

أن أنسى الهتافات
أن أنسى الوقفات
ومشاكل الفقر والجوع والأميّة
والخًطب الثورية
حاولت جاهداً هذا المساء
قبل قدوم العيد وحلول الشتاء
أن أعيد لنفسي التوازن
ولوجهي النقاء
ولأجل الوصفة الطبية
ولكي لا اتهم بتخطّي الحدود
والعنجهيه...
ولراحتي النفسية
شاهدت المسرحية
رأيت ...سمعت....سعِدت
بالنظرات والضحكات ..
والاغاني الشجية

هالني ما رأيت خلف الستار
فجميع من رأيتهم
جميعهم ...كلهم ...
رأيتهم في نشرة الأخبار
رأيتهم خلف الكواليس
حين باعوا القضية
وحين أطلقوا الرصاصات
على جسد الضحية
وحين سلّوا سيوف الغدر
وزوّروا الهويّة
وجدت....
عجباً ما وجدت ..
أكثر خيانة أكثرهم شعبية..!!
وأكثرهم حملاً للنياشين
والأوسمة الفخرية
أكثرهم وطنية
يدمرون الدين
بشعارات قومجية
يتهامسون ...
ينهبون الغذاء والدواء
يتحضّرون ...
ليقسموا الولاء والبراء
ويحلفون برب السماء
أن يخدموا الرعية
وعلمت كيف يعدّون
الخلطة السريّة
خلطةٌ قوامها ...
التدقيق ، والتلفيق ، والتحقيق
بمنتهى الجديّة
جريمةٌ تُديرها
الأذرع الأمنية
الجيش والشرطة السريّة
غايتها ...
طمس الهوية
ونجاح المسرحيّة

 .وعند نزول الستار رأيتهم

ينحنون ...يهزأون ...

ورأيت الناس يصفقون
       ويشيدون ..
بأبطال المسرحيّة