مواضيع اليوم

خلفيات تعثر المفاوضات بين المغرب والبوليساريو بشأن إنشاء طريق بري لتبادل الزيارات العائلية

شريف هزاع

2010-08-19 14:14:58

0


عبـد الفتـاح الفاتحـي

توقفت عملية تبادل الزيارات العائلية بين سكان مخيمات تيندوف بالجنوب الجزائري سكان أقاليم الصحراء، التي تشرف عليها المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، بسبب إخلال البوليساريو بالشروط الإنسانية بهذه الزيارات، والتطلع بها إلى قضايا النزاع السياسي حول الصحراء، وباختلال هذه الشروط لم تتوصل المفاوضات بشأن إنشاء طريق بري بين المغرب والبوليساريو لتبادل الزيارات العائلية بين الصحراويين.

وحاولت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين جاهدة لاستئناف عملية تبادل الزيارات العائلية من خلال عقد جولات من المفاوضات إلا أنها لا تزال متعثرة إلى حدود اليوم، وتتبادل الأطراف تبادل الاتهامات بينهم حول أسباب تعثر عملية تبادل الزيارات.

ويتوقع اندراج تبادل الزيارات بالنسبة للمغرب كأسلوب فعال في إدارة الصراع مع البوليساريو، من منطلق إقناع سكان المخيمات بالمشاريع التنموية في الأقاليم الصحراوية، ونمط الحكم الذاتي المقترح مغربيا في أقاليم الصحراء الغربية المغربية، وفسح المجال لهم للإطلاع على نمط العيش والرفاه الذي يعيش فيه سكان الأقاليم الصحراوية مقابل حياة الفقر والبؤس في مخيمات تيندوف.

والحق أن استراتيجية المغرب قد حققت نتائجها في هذا السياق، فقد اقتنع عدد من المستفيدين من الزيارات بعد لقائهم بأهاليهم وذويهم في الأقاليم الجنوبية، وأصر عدد منهم على البقاء في الصحراء، رافضين العودة إلى المخيمات. لم يكن هذا هو الجانب الإيجابي فحسب، بل تشير عدة تحاليل إلى أن برنامج الزيارات العائلية يعود إليه الفضل في العودة المكثفة لسكان المخيمات نحو المغرب.

وحول مسؤولية تعثر هذه العملية تشير التقارير إلى أن المغرب لا يمكنه أن يتحمل تعثرها مادامت مفيدة لرؤيته واستراتيجيته، بل أن نجاح العائدات من تكثيف برنامج رحالات الزيارات العائلية كانت لمصلحة المغرب، حتى أن الأرقام كانت تشير أن عدد المستفيدين من سكان المخيمات أكبر من المستفيدين من الصحراء. ولعل ذلك هو الذي جعل المغرب جد متحمس لفكرة إنشاء طريق بري بين مدينة تيندوف والعيون كبرى مدن الصحراء من أجل تمكين العائلات الصحراوية من تبادل الزيارات طبقا للبرنامج الذي أعدته المفوضية.

وكانت مصادر إعلامية جيدة الإطلاع قد أكدت أن مفاوضات تشرف عليها الأمم المتحدة مؤخرا بين المغرب والبوليساريو حول إقامة طريق بري يربط مباشرة بين الأقاليم الصحراوية ومخيمات تيندوف لا تزال متعثرة، بسبب اختلاف وجهان نظر الطرفين حول النقطة الحدودية التي سيتم من خلالها العبور.

وترجح فرضية مسؤولية البوليساريو في توقيف برنامج تبادل الزيارات، وتعثر المفاوضات حول إنشاء طريق بري لهذا الغرض، بعدما أحست البوليساريو بما خلفه البرنامج من نزيف العودة إلى المغرب.

ويرى عدد من المراقبين الدوليين أن تشبث الأمم المتحدة بتفعيل هذه المبادرة، إنما يندرج في محاولة منها على تفعيل سبل الحوار بين الصحراويين بعضهم البعض للمساهمة في تقرير مصيرهم، بدل أن تتكلم باسمهم البوليساريو فقط في المنتديات الدولية دون أن يكون ذلك إجماع ديموقراطي لوجهات نظر سكان المخيمات. أو على الأقل تجديد التواصل بينهم وتحديد القواسم المشتركة لرؤاهم وتصوراتهم حول الوضع الذي يعيشونه.

وتبعا لهذا المنطق الذي تعيه كل الأطراف أشار المصطفى سلمى مفتش شرطة البوليساريو أن عملية تبادل الزيارات وإن كانت تهدف إلى تسهيل تلاقي الصحراويين من الجانبين والحوار والتفاهم بينهم. وقال: «حاليا العودة غير متاحة إلا للشباب. هؤلاء يمكنهم المغامرة وتكبد مشاق وأخطار السفر الطويل للعودة إلى المحافظات الصحراوية عبر موريتانيا. أما العائلات فيصعب عليها ذلك الآن».

وانتقد المصطفى سلمى برنامج الزيارات العائلية الذي أطلقته بعثة الأمم المتحدة في الصحراء. وأشار إلى أن هذا البرنامج في شكله الحالي لا يستطيع أن يلعب أي دور جدي في تقريب الرؤى والتصورات بين الصحراويين من الطرفين. وقال: «إن مدة خمسة أيام التي تستغرقها الزيارة تسمح بالكاد للزائر أن يسلم على أهله وأقاربه، وهذه المدة القصيرة للزيارة التي يهيمن عليها الجانب العاطفي بسبب الغياب الطويل لا تسمح للمتلاقين بفتح نقاش عميق حول الآفاق والمصير المشترك».

وكانت الأمم المتحدة أطلقت برنامج الزيارات العائلية خلال الأشهر الماضية في سياق تفعيل نتائج المفاوضات المباشرة التي ترعاها بين المغرب والبوليساريو بإشراف الأمين العام للأمم المتحدة. وخصصت الأمم المتحدة في إطار هذا البرنامج أربعة أسابيع لكل منطقة صحراوية ونظيرها في مخيمات تيندوف لتبادل الزيارات العائلية بوتيرة خمسة أيام في الأسبوع لكل زيارة.

وتقوم الطائرات التابعة لبعثة الأمم المتحدة في الصحراء بنقل الزوار من الطرفين كل يوم سبت وتعيدهم يوم الأربعاء من كل أسبوع. وحاليا الزيارات متوقفة بسبب العطلة الصيفية.

محلل سياسي

elfathifattah@yahoo.fr




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات