خلع الحجاب ضد الحريات
خلع الحجاب في الأسبوع الأول من شهر مايو القادم عنوان دعوة أطلقها الصحفي المصري الشوباشي دعوة متطرفة تقف ضد الحريات الشخصية وضد حقوق الإنسان !.
الشوباشي ومن يدور في فلكه لا يدرك أن الإسلام السياسي بشقية السني والشيعي ليس بحاجة لمليونية تنال من قيمة لا تمت بأي صلة لأدبيات الإسلام السياسي الأيدلوجية السياسية بل بحاجة لمليونية فكرية وسطية ووطنية تقاوم الإسلام السياسي المتطرف وتشجع الإسلام السياسي المعتدل بشتى الطرق والوسائل , الحجاب حرية شخصية في المقام الأول والدعوة لتظاهرة مليونية تطالب بخلعة تطرف ينتهك أبسط حقوق الإنسان ويشرعن التطرف المضاد فتلك الدعوة تنال من قيمة يؤمن بها المجتمع المسلم ويقدسها حتى وإن أنقسم المجتمع حول الحجاب وكيفيته وطريقة لبسه , لا ديمقراطية من دون علمانية لكن لا علمانية من دون تعددية ومشاركة وتعايش واحترام لأراء ومعتقدات الآخرين المعتدلة الغير متطرفة , من حق أي شخص داخل مصر وخارجها التعبير عن أرائه ومعتقداته بشرط عدم المساس بمعتقدات الأخر وهذا ما تنص عليه القوانين والمسلمات الدينية منذ القدم , مقاومة تطرف الإسلام السياسي لا يكون بتطرف بل بالقانون وفي حدود معقولة ومقبولة مجتمعياً وقانونياً , الفكرة المتطرفة أياً كان مصدرها وقود للتطرف المضاد , قطعاً وبدون شك سيخرج من الجحور من سيحول دعوة الكاتب على أنها حرب على الإسلام والمسلمين نكايةً بمن خرج لإسقاط حكم الإخوان فالإسلام عند تلك الفئة المختبئة يتمثل في الإخوان وأشباهها من الحركات والمليشيات والقوى السياسية المسيسة للدين والمذهب فأي إسلام إن كان محصوراً في تلك الجماعات ومن يرفع شعاراتها ويقود مجاميعها البشرية وأي حرية يمكن الفخر بها إذا كانت تنال من قيم ومسلمات وحريات الآخرين الغير ضارة ! .
الدستور المصري صان حرية التعبير ضمن حدود أجمع عليها المجتمع المصري وأطرها بمواد واضحة لا جدال حولها , لكن واجب السلطات المصرية قطع طريق مثل تلك الدعوات المستفزة للمجتمع والتي قد تٌوظف توظيفاً يٌدخل مصر بنفق مٌظلم ..
لا يمكن التكهن بالموقف الرسمي للسلطات المصرية لكن الموقف الواضح ترقب وحذر وترك الأمر للشارع ليقول كلمته الأخيرة وتلك خطوة قد تكون ذكية لكنها محفوفة بالمخاطر , على القوى السياسية والفعاليات الدينية والاجتماعية الوقوف بوجه مثل تلك الدعوة المتطرفة الاستفزازية وتقديم بلاغات للنائب العام لان تلك الدعوة تمس الحريات وتهدد الوحدة الوطنية والسلم الأهلي المصري فدعوة الشوباشي المستفزة قد توظف توظيفاً متطرفاً وهي متطرفة لدرجة أنها تشرعن التطرف المضاد بكل ما تعنيه الكلمة , صيانة حقوق الإنسان المختلفة واجب من واجبات الدولة ووظيفة الدولة الإدارة والتنظيم ومن الإدارة والتنظيم ردع الأفكار المتطرفة أياً كان مصدرها وردع أصحابها أياً كان انتمائهم الديني والفكري والمذهبي وذلك حق أصيل للدولة عبر التاريخ القديم والحديث !
علاج التطرف بتطرف مضاد لن ينهي التطرف بل يشرعنه ويقوي مناعته ويجلب لحظيرته المتعاطفين من الجٌهال والعميان ومن أضل السبيل, مصر مقبلة على مرحلة حساسة فخارطة الطريق بدأت تقترب من الانتخابات البرلمانية التي يترقبها الشارع المصري بشغف ومثل تلك الدعوات المتطرفة تحدث صخباً بالشارع وواجب الفعاليات الدينية والسياسية والاجتماعية والفكرية والثقافية الوقوف ضدها فالفعاليات المختلفة هي خط الدفاع الأول عن الحريات ونصوص الدستور بدون تلك الفعاليات لا يمكن للسلطات التحرك خوفاً من العواقب , تداعيات الفكرة المتطرفة أشد خطورةً من عواقب التحرك وهذا ما يجب أن يحدث حالياً فالدعوة لخلع الحجاب دعوة متطرفة سيعقبها دعوات إذا لم يتم إيقافها وردع من أطلقها بقوة القانون وضغط الشارع ؟ .
التعليقات (0)