علي البحراني -
بعد أن علقنا كل الفساد المالي والإداري على موظفين صغار ورجال أعمال اطلق سراحهم بعد أن نسي الناس تلك الكارثة المفجعة في جدة وبعد أن تعودنا وصم صغار المسؤولين بالفساد في أغلب مرافق الدولة بعيدا عن الكبار جاء وقت الدجل والسحر والشعوذة والتلبس بالجن والتي جاءت من الجهاز الذي يفترض أنه ابعد ما يكون عن هذه الخزعبلات وهو جهاز القضاء، المصيبة إن صدقت الأقوال واخذت أقوال الجني عبر الراقي الذي صادق على أقواله ففي هذه التراهة منعطف خطير في قضايا الفساد والسرقة للأموال العامة فمن الآن وصاعدا لن يكون انسيا سعوديا مسؤول عن الاختلاس أو النصب أو النهب لأموال الدولة بل سيكون جنيا وقد لا يكون سعوديا قد يكون جنيا من دولة أوربية حصانة هويته الغربية تمنع الراقين من استحضاره والتحقيق معة فماذا سنفعل حينها ومع من نحقق وكيف سنعرف خيوط القضية وهل سيقبل الإنتربول من القبض على جني غربي وإحضاره للراقي الموهوب للتحقيق معه وهنا سيكون مع الجني اكثر من عشرة محامين ومندوب من الحكومة الإجنبية وسندخل مع السفارات في مفاوضات حول الجن الأجانب الذين ستبذل دولهم كل جهد من أجل أن لا توصم جنهم بالفساد كما هو الحال مع انسهم حين تدافع عنهم وعن كرامتهم، واظن أن هذه المرحلة من جر رجل الجن في قضايا الفساد ستنسحب على بقية الدول العربية ولكننا في السعودية دخلنا التاريخ وسبقنا غيرنا في هذا وسجلنا أول حالة فساد مع العالم الآخر والذي عجز الغرب عن تحليل رسائلهم عبر الأجهزة العملاقة التي نصبوها ليراقبوا ما يدور في ذلك العالم، لقد جاء الوقت لنتفوق على الغرب في رقم من الأرقام ونسجل أول اتهام لجني في قضية فساد مالي مع قاضي من قضاة المملكة وهي ليس الأولى كما أنها ليست الأخيرة فالحبل على الغارب والحسابة بتحسب وهؤلاء القضاة الذين انكشفوا لعدم وجود ما يسند ظهورهم أما البقية فلأن خلفهم حوائط من فولاذ لا يستطيع أحد المساس بأرصدتهم المتخمة. وهذا لا يعني أن جميع قضاتنا فاسدون بل هم القلة من ركبهم الشيطان وتلبس بهم جن لدية رغبة جامحة بالغنى السعودي من اموال الناس، لكن علينا أن ندعو الله أن يكون الجني سعودي وليس وافد فيحول الأموال إلى دولة أخرى فلا نستفيد حتى من صرف المسروق داخليا فنطلع من المولد بلا حمص؟
التعليقات (0)