عندما جعل الله سبحانه وتعالى في الأرض خليفة له وقال " إني جاعل في الأرض خليفة " هو لغرض رسم منهج عام تسير عليه الخليقة وخصوصاً البشر وهو منهج قويم خال من أي إعوجاج, وبعد ما إنحرفت الإنسانية عن هذا الخط الإلهي العام توالت الرسل والأنبياء ليمارسوا دور الخلافة, خلافة الله في أرضه وتصحيح مسار البشرية وتقويم ذلك الإعوجاج, فبعد إن كانت الرسالة المحمدية هي الخاتمة ولم تكن هناك أي رسالات سماوية, كان لا بد من وضع أو رسم خط يقوم مقام النبي أو الرسول لكن بصفة الإمام أو الخليفة ليواكب المجتمع الإنساني عموماً والإسلامي خصوصاً ويصحح ما يصيبه من إعوجاج وإنحراف, فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويلتزم بالتعاليم السماوية والسنة النبوية.
لكن ماذا حصل بعد النبي الخاتم محمد " صلى الله عليه وآله وسلم " وبعد الخلافة الراشدة ؟ الذي حصل بعدهما هو إنحرافات أصابت الأمة الإسلامية وكان رأس الإنحراف والإعوجاج هو من تقمص عنوان الخلافة, حيث تربع بنو أمية على عرش الخلافة ليمارسوا الرذيلة والفحش, فيحلوا حراماً ويحرموا حلالاً !! حتى أصاب الأمة إنحراف مازالت تعاني من تبعاته إلى يومنا هذا, فهل من يمارس الزنا أو اللواطة ويمزق القرآن الكريم وهو سكراناً يستحق أن يكون خليفة ؟ هل يصدق عليه عنوان الخلافة التي أرادها الله سبحانه وتعالى ؟ هل يقبل عاقل بذلك ؟ هل يقبل مسلم بذلك ؟.
ولنا في المورد الذي ذكره المرجع العراقي الصرخي خلال المحاضرة الرابعة من بحث ( الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول " صلى الله عليه وآله وسلم ") خير شاهد وإستدلال على إنحراف الخلفاء الأمويين وإنحرافهم, حيث قال المرجع الصرخي وتحت عنوان " الخليفة الأموي يشتغل بالخَمْر واللياطة "...
{{... في فوات الوفيات4، قال الكُتُبي: {قال الشيخ شمس الدين: ولم يصحّ عنْه كُفْر، لكنه اشتَغَل بالخَمْر واللياطة، فخرجوا عليه لذلك.
قال صاحب (الإشعار بما للملوك من النوادر والأشعار): كان ربما صلى سكرانا وكان في أيام هشام ينتظر الخلافة يوما فيوما، ففتح يوما المصحف فطلع {وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ} إبراهيم15، فجَعل المُصحَف هدفا للسهام وجَعل يرمي نَحوَ تلك الآية ويقول:
تهدّدُ كلَّ جبّارٍ عنيد ... فها أنا ذاك جبارٌ عنيد
إذا ما جِئْتَ ربَّك يوم حَشْرٍ ... فَقُلْ يا ربِّ مزّقَني الوليد
. واستقبل شهر الصوم في خلافته بالمجون والشرب، فَوُعِظَ في ذلك فقال:
ألا مِنْ مُبَلِّغ الرحمنَ عنّي ... بأنّي تاركٌ شهرَ الصيامِ
فَقُل لله يَمنَعْني شرابي ... وقل لله يمنَعْني طَعامي}} فوات الوفيات4:الكُتُبي: تحقيق إحسان عباس// ونفس المعنى في: الأغاني7/ الوزراء والكتاب: 68/ الخزانة1/ تاريخ الخميس2/ تاريخ الإسلام5/ تاريخ الخلفاء/ خلاصة الذهب المسبوك44 ...}}.
وحتى لا يقال إن الشيعة الإمامية يلفقون هذا الأمر فقد ذكر مصدر من مصادر معتد بها عند أتباع ابن تيمية, فهذه مصادرهم وهؤلاء رواتهم يقولون بأن الخليفة الأموي الوليد قد مزق القرآن ؟ ويبررون هذا الفعل بأنه قد يكون سكراناً ؟؟!! فأي عذر هذا ؟ عذر وفعل أحدهما أقبح من الآخر !! فهل هذه خلافة ؟ هل هذا هو الدور الذي أوكله الله سبحانه وتعالى لمن يخلفه في الأرض ؟ لمن يخلف خاتم أنبيائه ؟ هكذا يُصَحح إعوجاج الإنسانية ؟ بالخمر وتمزيق القرآن وممارسة اللياطة ؟ فأي خلافة تلك ؟ هي خلافة الشيطان والعياذ بالله.
بقلم :: احمد الملا
التعليقات (0)