مواضيع اليوم

خفايا ومهازل وازدواجية معاييرالحكم في انظمة بعض الدول

Samm Schammo

2025-10-04 17:52:11

0

 خفايا ومهازل وازدواجية معاييرالحكم في انظمة بعض الدول

المقدمة
 ستبقى اميركا اللآعب الاول والرئيسي في العالم ومنطقتنا الى سنوات وعقود طويلة اخرى غير معروفة الزمن , اما الادوار الثانوية والهامشية  تقوم بها روسيا والصين الى حد ماء , اما الدور الاوربي مع بريطانيا هامشي غير محسوب في التوازنات والقرارات المهمة بالرغم من ان الاتحاد الاوربي يشكل كتلة اقتصادية كبيرة وعسكريا بالناتو فقط والناتو تقدوه الولايات المتحدة الامريكية  .

اما دور باقي الدول من اميركا الجنوبية واستراليا والهند مع دول من جنوب شرق اسيا الى الدول العربية ودول افريقيا , جميع هذه الدول غير محسوب لها حساب في اللعبة الدولية وتكاد ان تكون مجرد ارقام وادوات بيد القوى الكبرى .

الصراع القائم الان بين القوى الكبرى في العالم هو صراع نفوذ وهيمنة وسيطرة واستغلال لهذه الدول والانظمة التي ذكرت مؤخرا , اي ان هذه الدول هي مجرد ادوات ووسائل تستخدم في الاوقات المطلوبة لتنفيذ مخططات القوى العظمى وهي مهمات اضعاف الطرف الاخر في كواليس اللعبة الدولية .

لا يوجد تحرك تقوم به جهة معينة سواء كان ارهابيا او عسكريا او انشاء ميليشيات مسلحة او تنظيمات ارهابية وانتهاءا بتجارة البشر والمخدرات وغسيل الاموال وتجارة تهريب السلاح والممنوعات الا وان يكون هذا العمل من توجيه ورعاية انظمة هذه الدول بطلب مباشر واحيانا غير مباشر من الذي يحميها ويساعدها ويقف معها ويعطي الشرعية لنظامها مهما كان نوعه وطريقة حكمه قمعيا او دكتاتوريا او فاسدا او دينيا راديكاليا طائفيا او متطرفا , من مول ويمول القاعدة وداعش بملايين الدولارات ويهرب لها الاسلحة والمعدات والطعام والملابس وكل ما تحتاجه ! اليست هذه مهزلة واكثر من المسرحية السخيفة ! , من يمول المنظمات الارهابية في افريقيا بوكو حرام وغيرها ! من يمول باقي المنظمات الارهابية في الصومال ودول عديدة اخرى لا تحصى ! , اذن الاموال تتعدى المليارات في جميع انحاء العالم , اذن مرة اخرى الذي يمول هذه التنظيمات هي دول لها امكانيات هائلة وثروات تفوق حاجتها , اما التبرعات العلنية عن طريق زرع صناديق صغيرة في مجمعات وسوبر ماركتات في اغلب دول العالم لا تتعدى المبالغ التي تجمع بالملايين اضافة الى ان هناك تبرعات سرية عن طريقة فاعل خير وهي معروفة وتم كشف العشرات منها .


 على سبيل المثال لا الحصر - تركيا باردوغانها ارادت الانتقام من اوربا وخاصة المانيا عندما ارسلت مئات الالوف من اللاجئين من مختلف الجنسيات وفيهم من ارباب السوابق والقتلة والمجرمين والارهابيين وسهلت عمليات عبورهم الى اوربا , هل هذا القرار اتخذته تركيا ام بطلب من  دولة كبرى لاهداف وغايات عديدة ! ,
هناك امثلة كثيرة لا تعد ولا تحصى , منها – ما يعرف بمهزلة الربيع العربي الاسود , مهزلة اسقاط مبارك ومجيئ الاخواني مرسي , سقوط القذافي وتحول ليبيا الى فوضى عارمة , عملية تسليم العراق الى ايران الذي قام بها اسوا رئيس في اميركا وهو اوباما , مهزلة وعملية اسقاط نظام الشاه شاه ومجيئ اسوا نظام في العالم وابقائه يحكم اكثر من 40 عاما , من ابقى على كل تلك السنوات الطويلة من حكم آل الاسد في سوريا ! , من ابقى على حكم صدام منذ عام 68 الى عام 2003 ! , مثال اخر في غاية الصعوبة مع احترامنا لانظمة وشعوب دول الخليج , من ابقى ويبقي هذه الانظمة تحكم منذ استقلالها من الاستعمار الى الان بالرغم من انها انظمة شمولية غير ديمقراطية وراثية لا انتخابات لا احزاب لا مؤسسات لا منظمات مجتمع مدني لا ولا ولا ! .

كوارث وتناقضات وخيبة أمل


اكثر من مليون قتيل ودمار شامل في سوريا وخراب وتهجير وشبه حرب اهلية بين العلويين والسنة وبين السنة والدروز والسنة والعلويين ضد المسيحيين واخيرا سقوط وهزيمة نظام الاسد بساعات , كل هذا بسبب خضوع وعمالة النظام للنظام الايراني منذ اسد الاب الى اسد الابن , اما المهزلة الثانية في سوريا هي اختفاء كل المعارضات التي ادعت انها ضد النظام في سوريا وعلى راسها ما يسمى بجيش الحر , كيف هو حر ويضع يده بايدي انظمة غير شرعية ومتطرفة ودكتاتورية واخيرا اصطف مع المنظمات الارهابية للتخلص من نظام الاسد وفي وقتها حذرنا جيش الحر وباقي المعارضات بان هذا التصرف الغير مدروس يؤدي الى سقوطكم وتهميشكم من قبل دول العالم وفي النهاية سوف يتم السيطرة عليكم من قبل التنظيمات الارهابية وهذا ما حصل والدليل مجيئ الجولاني وانتم اصبحتم في الحضيض .

تاريخ وسيرة حياة شعوب ما يعرف اليوم بالمنطقة العربية او الدول العربية عبر الازمنة والاجيال والى عصرنا هذا مليئة بالتناقضات والكوارث والاحداث المخزية والتصرفات المشينة  التي لو ذكرت لملأت مجلدات .
غالبية هذه الشعوب بانظمتها الحاكمة المتحالفة دوما مع الفكر الديني مصابة بامراض وعقد نفسية لا حصر لها , لهذه الاسباب والعوامل واهمها الجمود الفكري والعقلي والموضوعة في قالب لا تستطيع كسره والخروج منه , العالم اقتنع وتيقن بانها غير قابلة ومهيأة للتطور كباقي الشعوب والمجتمعات , لا تقبل العصرنة والحضارة الجديدة والعلوم والثقافات والتطور الانساني والانفتاح والانصهار والعيش والمساواة مع الاخر وهذه من اهم المشاكل عندما ترى شعبا يدعي بانه على حق وصواب وهو الاعلى من بين باقي الشعوب الاخرى وهذه كارثة  بحد ذاتها .

 
كتب التاريخ والمناهج والمصادر منذ البداية برواياتها واساطيرها وخرافاتها المستمدة والمنقولة دون توثيق وانما على العلم الخاص بهذه الشعوب الذي يسمى / علم العنعنة والله اعلم / التي اخترعت بعد انطلاق الوجبات الاولى من شيوخ الدجل والتظليل والمنتفعين والمساحين والمنافقين الذين كانوا وعاشوا بالقرب من الفئات التي حكمت سواء كانوا خلفاء او امراء او حكام او سلاطين والى يومنا هذا من الملوك والرؤساء وباقي التسميات الاخرى , وهم السبب في هذا الجمود والتاخر وغياب العقل والمنطق لهذه الشعوب بغالبيتها .

لا نريد التعمق هنا في الماضي كثيرا لاحتوائه لافعال مشينة ومرعبة في الاساءة والقتل والاغتصاب والاحتقار واسالة الدماء والاعتداء والاجرام على حقوق الغير , بعد ان سميت هذه الشعوب بالمجتمعات الرجولية فقط وليس هناك اي اعتبار او وجود للنصف الاخر الذي يشكل دائما اكثر من 50 % من شعوب الارض ومنها الشعوب العربية  اي  النساء .


منذ بدايات القرن التاسع عشر تكونت دول وانظمة بفعل سايكس بيكو تم تسميتها بالدول العربية الى ان وصل عددها الى 22 دولة منها دول حقيقية واخرى شبه دول اي امارة او مشيخة او سلطنة وهي موزعة من المحيط الى الخليج ,
عدد الدول العربية كما قلنا 22 دولة وشبه دولة وعدد نفوسها حوالي 312 مليون نسمة , وهي تشكل نسبة ضئيلة جدا قياسا الى عدد دول العالم وهي بحدود 193 دولة وعدد السكان قارب الى 8 مليارات من البشر ,
لكن في المقابل نجد ان مشاكل والاحداث وانشغال العالم في هذه الدول والمنطقة هو اعلى نسبة من اية منطقة اخرى في باقي مناطق الكرة الارضية ,

ايام عصر التحرر من الاستعمار القديم الذي امتد الى منتصف الستينات من القرن الماضي , صدعوا رؤوسنا نحن والعالم لسنوات طويلة بتلك الشعارات والثورات والاناشيد والاغاني مع توقف عجلة الحياة والتقدم والمعرفة الى ان تحررت هذه الدول ونالت استقلالها واتت انظمة حكم اسوا بملايين المرات من الاحتلال والاستعمار .


ان الدول في قارات اخرى مثل افريقيا واميركا الجنوبية وجنوب شرق اسيا ومناطق عديدة كانت ايضا محتلة ومستعمرات تابعة ولم نسمع بان الحياة ومسيرة العمران والتقدم قد توقفت فيها , الهند كمثال يذكر التي اصبحت من الدول المتقدمة والنووية والصناعية بالرغم من ان نفوس سكانها قد تجاوز المليار ,
اما ما بعد حقبة الاستعمار في الدول العربية تم تعليق كل اشكال الحياة والتقدم مرة اخرى بسبب شماعة  فلسطين الوهمية اللاوجود لها في التاريخ القديم والحديث وهي احدى اختراعات الانظمة اليسارية القومجية الدكتاتورية القمعية وعلى راسها نظام عبد الناصر ,  تمت مشاركة هذه الادعاءات والاقاويل من قبل الانظمة الجديدة والشعوب باستغلال هذا الشعار داخليا وخارجيا وهنا بدات واكتملت الطامة الكبرى بعد ولادة عدة شعارات ثورية مثل لا صوت يعلو فوق صوت البندقية .


بسبب شماعة فلسطين وعدم قبولهم بالحلول السلمية منذ عام 1948 استيقظوا العرب وان فلسطين قد ضاعت بعد ان كانت تشكل بحدود 80 % والان يتفاوضون لايجاد حل سلمي على اقل من 2 % من الارض ! , ناهيك من ان اليوم تريد اسرائيل ضم الضفة الغربية واما غزة فدمرت عن بكرة ابيها بسبب الافكار الارهابية وافكار الانظمة القمعية الفاشية الثيوقراطية كايران وتركيا وقطر ومنظماتها الارهابية حماس التي هزمت اخيرا بعد ان كانت السبب في تدمير كل غزة وقتل اكثر من 100 الف انسان , لولا ترامب لكانت غزة مع شعبها في خبر كان على ايدي نتنياهو فليشكروا السيد ترامب .


مرحلة السبعينات وما تلاها تعتبر مركز الانطلاقة الاولى للانهيار الكامل لهذه الدول وشعوبها , الصحوة الدينية والتشبث بالدين تعتبر من اخطر العوامل والاسباب لانهيار الامم والحضارات والشعوب
عندما تقحم او تستغل القيم الالهية ومن بينها الدين وانزالها الى الحياة الدنيوية والمدنية المليئة بالخبث وألاعيب قذرة منها السياسة والحكم وتولي المناصب وغيرها ,
باسم الدين رفعت شعارات تهديمية تخريبية منها  الاسلام هو الحل , الخلافة , ولاية الفقيه , اهل الحل والربط , المشورة , رابطة العلماء وغيرها من التجمعات والمنظمات العنصرية كمنظمة المؤتمر الاسلامي  وجامعة الدول العربية الخبيثة .


اكثر من اربعة عقود من الزمن مرت على المنطقة العربية وهي  تعيش في سبات عميق وجمود عقلي وفكري لا مثيل له لا في التاريخ القديم ولا الحديث ولا في منطقة اخرى من الارض بل وجد فقط في ايام العصور المظلمة وما بعده ,
في العالم شاهدنا تحرر جميع الدول من الدكتاتورية والحزب الواحد الا الدول العربية وشعوبها , بعض الدول العربية تمتلك ثروات هائلة من الاموال تقدر بالمليارات والترليونات الا انها نجدها مع اخواتها متخلفة وفقيرة وتنتشر فيها البطالة والامية والجرائم والجهل والملايين الاخرى تعيش في الخارج على الصدقات والمعونات واموال دافعي الضرائب والمشروبات الكحولية والاغذية التي يقولون عنها محرمة والبارات والملاهي وبيوت الدعارة وفوائد البنوك والربا والخ .

شعوب اكثر من 80% فكرها ديني راديكالي ثيوقراطي رجعي

هذه هي الشعوب المغضوب عليها التي كانت ترقص وتغني في الشوارع كالقرود لجلاديها وحكامها وانظمتها , وفي نفس الشعوب تريد الانتقام والتخلص والقضاء على انظمتها وحكامها , باستخدام ابشع الطرق في الارهاب والقتل والتدمير والحرق والتكسير والسرقات والخ , كما حصل مع نظام صدام والقذافي وعلي عبدالله ومبارك وزين العابدين وغيرهم . . . شعوب لا اقصد الجميع لكن الغالبية مريضة نفسيا ولها ازدواجية وانفصام بالشخصية  ولا تملك شخصية وراي ثابت بل تتغير بحسب من يروضها ويرمي لها الفتات اي الفضلات الزائدة منه ,

 ترغب هذه الشعوب المهزومة بكل شيئ انشاء وقيام نظام دولة الخلافة كما كانت في الماضي ومع تركيا العثمانية وتاريخهم الاسود المخزي وهذه الدولة ان حدثت ستكون اشد تعصبا وقهرا واجراما وتعسفا وتخلفا وكفرا وانتقاما من الانظمة السابقة والحالية التي هي الاخرى في طريقها الى الانقراض والسقوط في مزابل التاريخ .

الوعي ام السقوط


هذه الشعوب والاغلبية منها مصابة بامراض خبيثة متأزمة ومتأصلة كالعقد والامراض النفسية والشعور بالنقص والغيرة تريد الانتقام من الحضارات والعالم الذي اخترع القيم الانسانية ومبادئ حقوق الانسان ووصل الى المريخ والفضاء  واكتشف العلوم باشكالها وانواعها كالانترنيت والطائرة والطب والفيزياء والكيمياء والهندسة الوراثية والتكنولوجيا ومئات العلوم الاخرى . . . اذن
ماذا تسمى افعال واعمال وتصرفات هذه الشعوب وشيوخها المهزومة والمنكسرة والمندحرة التي تقوم بها من عمليات ارهاب وطعن ودهس وقتل في العديد من دول العالم وحتى على اراضيها ضد المعتقدات والاديان الاخرى ! .


 اذا كانت هذه الشعوب بغالبيتها تقتل بعضها البعض وتمارس الاقصاء والتهميش وهم جميعا من اتباع الدين او المذهب او الطائفة او المعتقد الواحد بمجرد انها تختلف ببعض التفاسير والاعتقادات والرأي , كما حصل ويحصل دائما في باكستان وايران والعراق  ومصر ومناطق عديدة اخرى , اي السنة مع الشيعة وبالعكس والاثنان ضد المذاهب الاخرى  ,
اذا كان الحال هكذا فيما بينهم , فكيف اذن تستطيع هذه الشعوب العيش والتعايش مع الاديان والقوميات والطوائف والمذاهب ومن يعبد الاصنام والاوثان . . . الخ ? , نترك الجواب للتحليل ولعلماء النفس ربما لديهم الحلول السحرية وعند جهينة الخبر اليقين .

 عندما تقصف غزة من قبل اسرائيل ويموت البعض , او يقوم رسام برسم كاريكاتير لا قيمة له , وعندما اراد الشعب العراقي التخلص من النظام السابق عام 2003 , وعندما قام العراقيون بانتفاضة عام 1991 وسقوط 16 محافظة عراقية , وغيرها من الاحداث العالمية التي حصلت . . .
تخرج الملايين من القطعان البشرية في الدول العربية الى الشوارع للتأييد والمناصرة والاستنكار , وهناك من يذهب للانتحار والجهاد وما يسمى الاستشهاد والقتال والتدمير والتخريب لمناصرة من يعتقدون بانهم اخوة وشركاء العقيدة والمذهب او الطائفة مقابل لقاء الحوريات والغلمان وشرب الخمور .
لكن لم يشاهد العالم هؤلاء المنافقون والدجالون وشيوخ الارهاب الفكري من الدول العربية خروجهم الى الشوارع مؤخرا من اجل سوريا على سبيل المثال  او ما حصل لنساء الايزيديات من اغتصاب وبيعهن في سوق النخاسة وما يحصل في نايجيريا من قتل للمسيحيين على ايدي الجماعات الارهابية وقتل الى الان ما يقارب 50 الى 100 الف مسيحي ولم ترف شعرة جفن واحد من هذه الشعوب وحكامها ! .

المصابون بالامراض النفسية والعقد والعاهات يتحركون فقط عندما ياتي القتل من اسرائيل او اميركا او اية دولة غير اسلامية , لكن عندما المسلم يقتل مسلما فان ضمائرهم وعقولهم واحاسيسهم تصاب بالشلل وفقدان الحس والتحسس والشعور الاخلاقي . . . , يقول المنطق الفلسفي المغلوط المنافق  لهؤلاء اللآ مثيل لهم في الكون انصر اخاك ظالما او مظلوما .

هل هي حرب اعلامية ام دينية ام مع الشر والخير والسلام


الفكر الديني او يسمى احيانا العقيدة الدينية في منطقة الشرق الاوسط مقسم الى ثلاثة انواع , اليهودي , المسيحي , الاسلامي , وهناك من يطلق على هذه التسميات الثلاثة بالاديان السماوية او الابراهيمية , اليهودية لا تعترف بان هناك تسمية يطلق عليها بالدين بل يسمونها الشريعة , المسيحية كذلك لا تعترف بان هناك شيئ يسمى الدين , المسيحية تقول بانها بشارة وليست دين , اما الاسلام فهو الوحيد الذي يعترف بان هناك دين , جاءت هذه المعتقدات كلها في منطقة وارض مقطوعة ومنعزلة تماما عن الامم والحضارات التي نشات في مناطق مختلفة من العالم كالحضارات الاغريقية واليونانية والسومرية والفرعونية والهندية والصينية والرومانية والاكدية والكلدانية والاشورية وغيرها , ناهيك عن الحضارات الاخرى في اميركا الجنوبية التي اكتشفت مؤخرا وفي شمال افريقيا وفي بلاد فارس الخ .


اذا اردت ان تعرف عن طبيعة وقيمة واهمية ومكانة كل حضارة او امة اوشعب او ما يسمى بالدين ان تقرا وتتصفح سطور التاريخ وما وصل منها من خلال الكتب والصحائف والعلوم والاثار والمخلفات الاخرى العديدة , وان تحلل الاحداث والحوادث التي وقعت وان تدرس طبيعة الحياة وادارة شؤونها خاصة من الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومن خلال هذه الامور تستطيع الاستنتاج والتقييم والحكم على ما كان يدور ويحدث وعن قيمة واهمية ومكانة تلك الامم والشعوب والحضارات والاديان وغيرها من التسميات .


من خلال الكتب والمخطوطات  المتعاقبة والمراجع والتاريخ والاثار والتنقيبات التي وجدت , ومن خلال دراسة وقراءة موضوعية وحال تلك الامم ودينها وتراثها ومخلفاتها وما كتب فيها من اول كلمة الى اخر حرف عن جميع الاشياء ومن بينها عدد الحروب والغزوات والاغتيالات وعمليات القتل الغير اعتيادية كقطع الراس والتمثيل في الجثث والحرق وغيرها , او كانت بعكس هذه الحالات تماما خاصة مع المسيحية وانتشارها , يستطيع الانسان ان يصل الى الحقيقة والنتيجة بشرط ان يكون حياديا ومنطقيا وعلميا وغير متعصبا  سيجد بان هناك شر وهناك سلام ولا نقول خير ,  تلك التوجهات كانت مختلفة تماما عن باقي الشعوب والاقوام  والامم التي عاصرت تلك الحقبة والمرحلة.

اذن حالة التراجع والانحدار بدات منذ تلك اللحظة والتاريخ عندما شنت حملات عسكرية او سيطرة او سرقة املاك وممتلكات شعوب واقوام اخرى اي استخدام واستعمال القوة لتنفيذ وتحقيق اهداف وغايات معينة كما يحصل هذه الايام في عدة مناطق من العالم , هناك من سمح واعطى الحق لنفسه لمهاجمة اتباع الديانات او المعتقدات الاخرى لانه اعطى لنفسه صفة ولي الله على الارض اي هو الحاكم والقاضي والناهي .
السبب الثاني في انتشار سطوة الدين وهيمنته في الاعلام الديني ضد الغير كان بسبب وسائل ووسائط التواصل السريع كالفضائيات والتلفزيون والصحف والمجلات وفي مقدمتها الان الانترنيت والهاتف واشكالها التي صنعها الغرب واستغلت استغلالا بشعا من الاخرين .

 هذه المجتمعات فقدت كل ما كانت تعتقد بتملكه حتى وان كان على اكتاف الغير من العلم والمعرفة  والثقافة بسبب تلك الافعال الشنيعة وكذلك فقدت ورقة القوة العسكرية المتمثلة بالسيف والفرس والفيل والناقة نهائيا , الان اصبحت هذا الدول وشعوبها في حالة يرثى لها , تعيش الان على منتجات وصناعات وفضلات الجهات التي حاربها ويحاربها الى الان , ومن يمرض يذهب فورا للمعالجة في مستشفيات الدول التي يعاديها ويحاربها ويدعو عليها ليلا نهارا  والتي يديرها يهود ومسيحيين وملحدين ومن كافة المعتقدات والاديان الاخرى , او يهاجر اليها ويتمنى العيش مع الخنزير والخمر والنساء والخ ,
 الورقة الاخيرة المتبقية الى الان هي ورقة الدين واسميناها الحرب الاعلامية الدينية , ونشهد هذه الايام نهايات السقوط الكامل الحتمي لهذه الورقة بعد ان كانوا اصحاب تلك الافعال والاعمال لعدة قرون من الزمن .

 صار الان بموقع المدافع بعد ان كان في موقع الهجوم الدائم الشرس بلا رحمة قاسيا بلا اخلاق وضمير , واليوم وصل الى مرحلة الهروب وعدم الرد والمجابهة , الغرب الذي صنع الانترنيت والفضائيات وانتصر في المجالات الاخرى هل سيقبل الورقة الاخيرة المتبقية وهي ورقة الدين او العقيدة التي تؤمن بالقسوة والكراهية ومعادات الغير دون اسباب ! , اذا كان لهذه الدول والانظمة المارقة ما يقارب 150 الى 200 فضائية وقناة , وحوالي مابين 500 الى 750 موقع الكتروني واكثر , وحوالي مابين 50000 الى 750000 مركز ومقر لتعليم الكراهية ونشر الارهاب  وعمليات التشويه والحملات اليومية ا ضد المخالفين لهم في الفكر والعقيدة او ما يسمى بالدين ان كان هناك شيئ يسمى دين  .


اما العالم الاخر يملك اليوم اكثر من 5 الاف فضائية منها تعليمية ومنها تبشيرية , اكثر من ربع مليون موقع وصفحة الكترونية منتشرة في العالم , ما يقارب اكثر من 5 مليون موقع للعبادة  ومراكز منتشرة في العالم , في السنة الواحدة يتم توزيع اكثر من 100 مليون كتاب ومنشورات ومجلات وصحف في العالم , في السنة الواحدة يدخل او ينظم الى الجانب الاخر البشارة اقتناعا ما يقارب 250 الف الى 500 الف انسان في مختلف دول العالم , من يشكك بهذه الارقام والنسب لياتي بارقامه الصحيحة والمصادر التي اعتمد عليها , نحن لنا مصادرنا الخاصة , اصبحوا اليوم غير قادرين حتى الرد على ما يقال عنهم , لان السبب هو ان هذه القنوات تفضحهم من كتبهم ومراجعهم وما جاء في التراث ,  دول العالم الاخر تسمح وتسامح لاي دين ومعتقد ان يجاهر به علنا  اويبشر ويوزع كتبه وغير ذلك , ويقوم ايضا ببناء دور العبادة والمدارس وممارسة الشعائر لان البشارة لا تخاف مهما كان المقابل لانها مبنية باسس حديدية كونكريتية لا على الرمال , بينما الجانب الاول خائف وبرتجف اذا تحول شخصا واحدا الى عقيدة اخرى , او ارتد واصبح ملحدا او تخلى عن الواجبات والفروضات المفروضة قهرا واجبارا غليه . 

الاعلان عن أول راديكالية وثيوقراطية اي دولة دينية على منوال الخلافة

 ما يسمى بمسرحية الربيع العربي المزيف الذي ضرب بعض الانظمة المستهدفة من قبل جهات مشبوهة وعلى راسها قطر ونظامها الداعم للارهاب والايديولوجية الفاشية النازية الراديكالية  وقد سميناه بخريف وشتاء وسباة ونوم عربي سوف يعم المنطقة  وباقي الدول التي قد يصيبها هذا المرض الخبيث وهو فايروس ثورات الثيران الهائجة الهمجية لتطبيق الفاشية والنازية والعنصرية والطبقية والتخلف الحضاري والرجوع الى عصور ما قبل التاريخ .


نبقى مع التغيير والاصلاح والتخلص والقضاء على جميع انظمة القمع والقهر لانها انظمة دينية متعجرفة ولديها دساتير رجعية وقوانين عنصرية بعيدة كل البعد عن الانسانية وحقوق الانسان والمواطنة , وهي انظمة مارقة سارقة ارهابية وغير شرعية وليس لها مصداقية واحترام من قبل العالم وفاقدة الشرعية والقيم , لا تحترم الانسان وتقبل الاخركمواطن ,  هذه الانظمة روضت الغالبية من شعوبها الى ان صاروا كالقطعان من الانعام بحيث لا هم لها ولا هدف سوى الاكل والنوم والنكاح , وصارت لا تعرف معنى الحياة واحترام الغير .


في مصر مثلا فرض دستورا لا يصلح للبشر في هذا العصر والتقدم الانساني والعلمي والحضاري , حتى قوانين حموراب وعصر الرومان والاغريق والبيزنطي وايام الفراعنة والبابليين والاشوريين والكلدانيين كانوا افضل تقدما واكثر انسانيتا واحتراما للانسان من الدساتير الموضوعة في بعض الدول وفي مقدمتها مصر تحت حكم الازهرالاخواني ,

الدستور المصري الرجعي يراد  منه رجوع مصر الى التطرف الديني  والى القيم السابقة المعروفة بانها ضد البشر وضد المراة وضد حقوق الانسان ,  مصر الان تنهار واصبحت منبوذة لانها اخذت دور السعودية  سابقا عندما كانت منغلقة والوهابية تدمرها  اي قبل مجيئ رجل العصرنة والحضارة والانفتاح وهو رجل شجاع بمعنى الكلمة وهو الامير محمد ابن سلمان قائد الاصلاح والتغيير ,

  مصير مصر اصبح  قاتما اسودا وتقسيمها لا محال منه اي انه قادم كما قسمت السودان بعد ان تم تطبيق شريعة التطرف والاقصاء فيها , مصر سوف تنفصل وتتجزأ الى ثلاثة دول , الاولى اسلامية متطرفة والثانية للبرابرة في النوبة والثالثة فرعونية قبطية مسيحية , هذا ما يتمناه كل من يحب مصر لكي لا تتحول كلها كما هي اليوم منبع الارهاب والعنصرية ومصدر تصدير الفكر الديني الايديولوجي التكفيري الذي يقوده الان حاكم مصر العسكري مع حاكم الازهر الاخواني .


ارهاب وكبت الحريات وتكميم الافواه


سنضرب بعض الامثلة القليلة من هذه الممارسات اللاانسانية والتي يجب ان تحاسب وتقدم للمحاكمات مستقبلا عندما يرجع القضاء المصري نزيها غير متاسلما ومتأخونا لكي ينالوا اقصى العقوبات ,
السيد خالد ابو النجا لم يكن اول من اطلق وصف الفاشيين على الاخوان المسلمين ومن معهم , هناك العديد من المثقفين داخل مصر وخارجها سبقوه في هذا الوصف , يستخدم الدين لنشر الدعايات الكاذبة المضللة الطائفية العنصرية للتفرقة بين الشعوب المصرية , وهم يقصدون فقط غير المنتمين الى مذهبهم وطائفتهم ودينهم , لان لديهم صلاحية كما يقولون من الله لتطبيق شرع الله بالقوة وسوف ترى مصر عما قريب شرطة دينية تسير في الشوارع كما كان الحال في السعودية قبل مجيئ المصلح الرائع محمد ابن سلمان .


 تستخدم هذه العوامل والتبريرات للهيمنة والسيطرة والاستحواذ ولتحقيق غايات واهداف سياسية بحتة ناهيك عن الاعتداءات الجسدية على المعارضين والاهانات وتكميم الافواه وتلفيق التهم والجرائم واضطهاد الاديان والاقليات والمذاهب الاخرى حتى الاسلامية منها كالمذهب الشيعي الجعفري الذي لا يعترفون به ويهان كل يوم من قبل شيوخ السلفية والاخوانية , اذن كيف الحال مع غير المسلم من الاديان الاخرى او مع الملحدين ? .


هذه الاعمال الاجرامية الغير شريفة البربرية تذكرنا بالمجرم هتلر وما قام به من ماسي ومذابح ومجازر وهولوكوسات ضد البشرية وتلك القوانين النازية والفاشية , حاكم مصر الغير شرعي الجديد سيطر منذ الايام الاولى من حكمه على الجيش والمخابرات والامن الداخلي وكافة الوزارات وعلى القضاء وتم استبدال الجميع من الموالاة وحاملي هذا الفكر اللاانساني الاقصائي  , تم اخونة الدولة وباقي المجتمع المصري الذي يسير في هذا التيار المعاكس للعصرنة والعولمة والحضارة والتقدم , رجعوا الى ايام الكتاتيب والفصل العشائري وسطوة رجال الامن والمخابرات على المواطن المصري .

الان دور الحاكم ومن معه هو الانتقام من الشعب المصري الواعي والشريف والنزيه الذي يريد الحرية والخلاص من حكم الاخواني الازهري اولا ومن حكم العسكر ثانيا  والتخلص من هذا الاعلام الفاسد والمطبل والراقص على دماء وحقوق الشعب المصري الذي انتهكت كرامته هتكا .

فشل الفكر القومي والديني واليساري

القومية بافكارها المختلفة والمتعددة والمتخلفة واينما وجدت وتواجدت هي توجهات ايديولوجية سياسية عنصرية  رادفت مع مفهوم الامة التي نشأت في بدايات النهضة والتحرر هنا في المشرق , هذه المصطلحات كالقومية والعربية والاممية ما هي الا افكار انبثقت من اليسار والشيوعية القذرة والاحزاب الشمولية الرجعية التي تسترت وحمت نفسها تحت هذه الشعارات والاسماء الدخيلة , عبر التاريخ ومع تلك الحضارات العظيمة التي اتت في نفس هذه المنطقة كالبابليين والاشوريين والاكديين والسومريين والفراعنة وحضارة الصين والهند وباقي الحضارات في العالم لم نسمع قط باسم قومية احد الشعوب او المجتمعات التي قادت تلك الامم والحضارات العريقة الا مابعد ان تحررت هذه الدول والشعوب من سيطرة الاستعمار القديم .


قبل القرن التاسع عشر لم تكن القومية معروفة بهذا المعنى والتفسير والتطبيقات التي حدثت بعد ذلك , وبمعناها المتداول المعروف الان , جميع الحضارات العالمية نشأت على اسس دينية وكانت تعبد الالهة المصنوعة او تعبد الحاكم والشواهد في الكتب التاريخية والدينية والجغرافية تثبت ذلك  ,
اذن لم تكن القومية يوما شعارا او اسما او هدفا لحضارة ما لأي شعب من شعوب الارض , لنأخذ مثالا من التاريخ الحديث وهذا ما يهمنا , جميع الحضارات الاوربية قامت تحت أسم / الحضارة المسيحية الغربية / , لهذا قد سيطرت الكنيسة على مجريات الحياة العامة كافة بمختلف مجالاتها وانواعها واشكالها , كذلك في الشرق والدول العربية والاسلامية قامت حضاراتها تحت عنوان / الحضارة الاسلامية / , لكن هناك اختلاف كبير منذ حوالي 1430 عام اتخذوا الدين كرمز وشعار وهدف لحضارتهم , ولا يزالون متمسكين بهذا المفهوم بعد ان تخلت عنه جميع الحضارات في العالم وخاصة الاوربية .


بعد التغييرات التي حصلت في الشرق والغرب في نهايات القرن الثامن عشر وبدايات القرن التاسع عشر بعد قيام وتأسيس مفاهيم الدولة الحديثة والانظمة التحررية المنفتحة ولديها دساتير وقوانين وانشاءت تجمعات دولية عالمية للمحافظة على هذه الكيانات والدول واحترام شعوبها وحقوقها , كذلك ظهور خارطة جديدة للعالم بعد زوال وسقوط الحضارات القديمة وتحرر بعض الدول من الهيمنة والاستعمار والاحتلال , ادت الى قيام حركات واحزاب كثيرة منها من اتخذ القومية او النزعة القومية كهدف او ايديولوجية له .


تم استخدام مصطلح / النزعة القومية / لأول مرة في ايطاليا عام 1835 من قبل ماتزيني السياسي الايطالي , مستندا الى اهم عوامل منها , الاقتصاد والعيش المشترك واللغة والتاريخ , بعد ان تم تسويق مفهوم القومية في الغرب , فام البعض باضافة عوامل اخرى للمزايدة منها , الثقافة والدين , الغريب في الامر أن اتباع الماركسية الشيوعية المتعفنة ايدوا هذه الفكرة ايضا واضافوا اليها عوامل اخرى لزيادة وترسيخ النزعة القومية .


تم ربط النزعة القومية بالسياسة وحركات التحرر للدول الاوربية التي كانت مقسمة والاخرى واقعة تحت الاستعمار التركي في ايام دولة الخلافة العثمانية المتخلفة , ايضا في الدول العربية تم ربط القومية ونزعتها بالاحتلال والاستعمار والقضايا المصيرية ومشاكل العرب كمشكلة فلسطين واعتبروها القضية المركزية للعرب مع ربطها بالنزعة القومية العربية الاسلامية وقيمها وحضارتها وما الى ذلك من الشعارات والشماعات المعروفة الى ان اوصلوها الى مركز العنصرية الدينية بحيث اطلقوا عليها / فلسطين / وقف اسلامي او قضية اسلامية ومقاومة اسلامية بعد ان كانت قضية العرب لكل المعتقدات وقضية الكفاح المسلح الى ان اوصلوها الى نهاية ماساوية وغزة والضفة الغربية اكبر دليل .


المفهوم الاسلامي للقومية :


من المضحك هنا ان الاسلام لم يربط القومية العربية بالدين الاسلامي بالرغم من ان في القران تكلم عن العرب والعروبة ولغتهم العربية وانها لغة الجنة , بل القوميون العرب او ما نسميهم بالقومجية الانتهازية بادروا بربط القومية بالاسلام والدين ! ,  في الاسلام كما هو معروف لا يعطي جوابا محددا وواضحا ومفهوما , بل يعطي عدة تفاسير واحتمالات واسماء مختلفة وروايات منقولة بلغة ونظرية العنعنة وفي النهاية الله اعلم ! , لكي تبقى تائها ولا تفكر وتسأل , يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء ان تبد لكم تسؤكم ,
لا يوجد تفسير واضح في الاسلام عن مفهوم القومية , من قال أن القومية هي الوطن او الجماعة أو اللغة او النسب والخ , الله اعلم , بمنظور الاسلام فان الدعوة الى القومية العربية يؤدي الى التقسيم والتفرقة بين الامم والقبائل المسلمة , القومية عادة جاهلية وهي دعوة فساد والحاد ولها اهداف خبيثة من اهمها , فصل وعزل الدين عن الدولة والسياسة , القومية دعوة غش ومكر وخداع ومحاربة الاسلام والقضاء عليه  كل هذا بالمفهوم الاسلامي عن القومية .


يضيفون ايضا ويقولون ان اعداء الاسلام من المسيحيين واليهود في الشرق والغرب وقفوا مع القومية وساندوها , علما ان الاسلام يعتبر المسلم العربي كالمسلم الهندي والصيني والاندونيسي والماليزي والجميع اخوة لهم نفس الحقوق والامتيازات والواجبات واينما حل هذا المسلم وارتحل فهو في بلده وبين اخوانه , أن اكرمكم عند الله اتقاكم , انصر اخاك ظالما او مظلوما , لا فضل لعربي مسلم على عجمي ولا لاحمر على اسود مسلم الا بالتقوى , بحسب هذا المفهوم العنصري الشوفيني  يحق للجيبوتي او الاوغندي المسلم من ان يصبح خليفة اسلامية في فلسطين او اية دولة تقام فيها الخلافة , بينما المواطن غير المسلم الاصيل من سكان هذا البلد منذ 7000 عام لا يحق له ان يتولى اي منصب في دولة الخلافة الاسلامية , وانزلناكم رحمة للعالمين , لكم دينكم ولنا ديننا , لا فرق بين سويسري ويمني الأ بالتقوى والايمان !! . حسب المفهوم الاسلامي ان الدعوة الى القومية العربية يؤدي الى ترك العرب المسلمين لاسلامهم ودينهم والابتعاد عن الثوابت الاسلامية الالهية الخاصة للدين الاسلامي .


القومية وعلاقة ذلك بالفاشية والنازية

 القومية في المفهوم الغربي تمثل الجميع , وهي على نقيض وخلاف عند التيارات والحركات السياسية والفكرية العربية التي شوهت القومية وانزلتها الى الحضيض لانها لم تعرف يوما ما المعنى الحقيقي والصحيح لمفهوم ومصطلح القومية , انطلاقا من بعض المفاهيم المغلوطة والاراء التي جاءت من بعض الذين ادعوا بانهم من المفكرين والنخبة التي آمنت بانها المخولة فقط لقيادة هذه الشعوب وتسيرها , نظريتهم تقول / لا ناخذ القشور من الغرب وانما الجوهر وهذا يتم تعديله ايضا ليتماشى والعقل العربي , بعد ذلك يقولون انها تجربتنا واشتراكيتنا وديمقراطيتنا الخاصة بنا , متناسين بان الديمقراطية والاشتراكية واي مفهوم سياسي او اقتصادي او علمي او ثقافي والخ هو نفسه في اميركا او في العراق او جنوب افريقيا , لهذا قاموا عمدا بتشويه القومية حيث بدلوا الجميع بشخص واحد لولاه لم تشرق الشمس وتسقط الامطار وتم تحويلها الى شخصيات مؤلهة تمثل الجميع , كما حصل مع عبد الناصر في مصر وصدام في العراق والقذافي في ليبيا , ونستطيع القول ان الحالة هذه تنطبق على جميع الانظمة العربية والاسلامية .


في الغرب وبعد الحرب العالمية الاولى ظهرت بعض العقائد المنحرفة كالفاشية والنازية وانتجت افكار مشوهة ومشوشة في الاقتصاد والسياسة والتربية وحاربت الديمقراطية والليبرالية والرأسمالية والنظام التعددي البرلماني . . . الفاشية والنازية تقدس السلطة وتعظم الدولة باعتبارها انظمة شمولية متسلطة على النواحي الاجتماعية والدينية والسياسية والاقتصادية ولا استقلالية لأحد خارج الدولة ,
تم ربط ما بين الدولة القومية والفاشية والنازية في الغرب لتشويه الفكر القومي كما فعل الاسلام وقادة الفكر القومي في الدول العربية الذين لم يعرفوا يوما ما معنى وتفسير ومصطلح القومية , لهذا اصبحت هذه الدول تسلطية لا تقبل المعارضة والراي الاخر او انشاء احزاب سياسية ونقابات وتجمعات , بل تميزت بان لديها حزب ورئيس واحد واعتبروه المخلص الوحيد لهذه الشعوب كموسوليني وهتلر , واذا جاز ذلك ان نضيف الى القائمة كل من ستالين وماو وكاسترو وغيرهم .


فشل دعاة القومية العربية


مؤسسي الفكر القومي العربي اغلبهم كانوا من المسيحيين بالرغم من اكثرية هؤلاء ليس لهم علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالعرب والعروبة والاسلام , ألا القليل منهم يقول انه من اصول وجذور عربية , لان المسيحيين في الدول العربية والشرق الاوسط معروف تاريخم وانتمائهم العرقي منذ الاف السنين , هناك الشعب المصري القبطي الفرعوني , السريان في سوريا ولبنان ودول اخرى , العراق هناك الاشوريين والكلدانيين , والقائمة طويلة في الدول العربية الاخرى , أما العرب اصولهم وجذورهم من الجزيرة واليمن والصحراء العربية وما تسمى اليوم بالسعودية .


السبب الرئيسي لقيام بعض المسيحيين للترويج للفكر القومي وتاسيس احزاب قومية كان خوفهم على الاقليات والمسيحيين بصورة خاصة بعد زوال الاستعمار العثماني وتحرر الدول العربية ومجيئ انظمة اسلامية تحكم بالشريعة ويتم تكرار الماسي السابقة في قهر واضطهاد الاقليات والنصارى واعتبارهم من اهل الذمة وتدفع الجزية ومواطن من الدرجة الثالثة وكافر ويعبد ثلاثة الهة , وتطبق عليه الوثيقة العمرية السيئة السيط والسمعة وغيرها من القوانين المجحفة والجائرة ويقولون عنها بانها تشريع الهي , اذن ترعرعت القومية العربية وازدهرت منذ الاربعينات الى نهاية السبعينات من القرن الماضي فقط  .


الانهيار التدريجي


بعض الانظمة العربية ادعت بانها قومية وعروبية وسوف تحرر الانسان العربي من العبودية والظلم وتعطيه حياة افضل ويكون كريما مقدرا معززا محترما غير مهان . . . , ادعت هذه الانظمة بانها ستكون ديمقراطية وتسمح بقيام وانشاء نقابات واحزاب وكيانات وغيرها من الوعود , وتطبق هذه الانظمة العدالة والمساواة وانتخابات وحق التظاهر والمسيرات وكل ما يحلم به الانسان العربي وزيادة عن المواطن الغربي .
سنوات قليلة مرت على هذه الانظمة وتبين بانها انظمة فاشلة تحب السلطة والكرسي ولم تفي بوعودها وشعاراتها وما كتب في كتبها وكراريسها وجرائدها وما كان يقال في اعلامها المزيف المسيطر عليه من قبلها باطل , همها الوحيد هو البقاء لاطول فترة ممكنة في الحكم مهما كلف ذلك من خسائر وقتل وتضحيات وتدمير البلد وتهجير المواطنين , هذه الانظمة التي ادعت القومية والعروبية وتم تسمية حتى جيوشها بانها جيوش عربية وتمتاز بالممانعة والمقاومة والصمود والتصدي وما الى ذلك من التسميات المزيفة الفارغة الجوفاء , فسرت القومية بعد ان تم استيرادها من الخارج واخذت الجوهر كما يقولون , ولكن اتضح ان اللب والجوهر كانت افكار وقيم لتعاليم فاشية ونازية غربية وادخلته في قاموسها الفكري العربي الخاص بها , لا بل اضافوا الى هذا الفكر المشوه افكار اخرى مثل عبادة الزعيم والشخص وتأليهه .


الاحزاب العروبية القومية اعطت لنفسها الحق بان تقود الأمة العربية من المحيط الى الخليج , واعتبرت نفسها تقدمية والباقي رجعية وعميلة ومتآمرة وخائنة والخ , احتكرت السياسة وكل ما يتعلق بالوطن والدولة ومصير الشعب . اصبحت هذه الحركات القومية تتاجر وتستغل الدين والاسلام الى ان صارت اشبه بما يكون احزاب اسلامية ولديها شعارات عنصرية انعزالية تكره الجميع ولا تحب الا نفسها وصنفت الاخر بانه كافر ويريد القضاء عليها ويحارب ثقافتها وحضارتها ودينها , كل هذه الشعارات والمقولات الاستفزازية لا تختلف عن رؤى الفاشية والنازية الغربية التي وضعوها الاوربيين في خبر كان واسقطوها في مزبلة التاريخ والقاذورات .


القوميون العرب قد ربطوا العروبة بالاسلام , وتم تاليف كتب ومؤلفات كثير ة منها , في ذكرى الرسول العربي , اي ان دعاة القومية العربية انحرفوا تماما عن القيم والمبادئ في القومية , ايديولوجية الفاشية والنازية لا تختلف تماما عن الافكار القومية العربية بعد استلام دعاتها المناصب والكراسي في بعض الدول العربية , وهم ليسوا الا انتهازيون ودجالون وفاشيون ونازيون جدد . . .
جميع حروب وماسي ومشاكل ومصائب الدول العربية كانت بسبب حكم الانظمة التي ادعت بانها قومية وعروبية وعلمانية وهي بعيدة كل البعد عن الفكر العلماني , الانظمة هذه كانت تتدخل بشؤون الغير من باقي الدول العربية الاخرى وحتى في شؤون دول اجنبية وتصدر الارهاب اليها وتقوم بعمليات قتل وتصفيات جسدية لمعارضيها في تلك الدول , وقامت ايضا بعمليات اجرامية كاختطاف الطائرات وتفجيرها وتفجير عبوات ناسفة في شوارع مدن عربية واجنبية .

 النظام المصري على سبيل المثال تدخل في اليمن والعراق والسودان ومناطق اخرى , النظام العراقي السابق وحروبه مع ايران والكويت واكراد العراق وما خلفه من مقابر جماعية وعمليات تهجير والخ , النظام الليبي غني عن التعريف وما قام به من جرائم ارهابية في جميع دول العالم وفي دول عربية اخرى واسقاط طائرة ركاب في لوكربي ,
الانظمة القومية العربية رفضت الديمقراطية والانتخابات , كانت السباقة في انشاء وتاسيس انظمة عسكرية مخابراتية تعتمد على العنصر الامني في بقائها وليس الى تفويض من شعبها , الانظمة هذه صنعت ابشع انواع الدكتاتوريات في العالم , كانت تلك الانظمة مستبدة تنبذ سائر القوى السياسية ولا تريد من يخالفها ويعارضها , بل يعبدها وينحني راسه لها ليلا ونهارا ويمجدها ويقدسها ويمدحها بالكلام والاشعار وكافة الوسائل الاخرى , كما كان الحال مع الفاشية والنازية الغربية . كانت السباقة في عملية تسلط اجهزة الامن والشرطة والجيش والمخابرات على رقاب شعوبها , الانظمة القومية العروبية استخدمت كل وسائل التعذيب والترهيب والتنكيل في الانسان من قلع العيون والاظافر وقطع الاعضاء التناسلية والاذابة في الحوامض والرمي من اعلى البنايات والاعدامات , لم تبقى وسيلة وان استخدمت من قبل هذه الانظمة البوليسية المفترسة العنصرية المجرمة , السلطة كانت تتركز بيد شخص واحد كان ماضيه حافي القدمين , واصبح هذا الشخص وحاشيته وافراد اسرته فوق القانون وليس هناك من يحاسب هؤلاء لا على جرائمهم ولا على فسادهم ولا على سرقاتهم ولا على جرائم الاغتصاب والشرف . . .


اصبحت هذه الانظمة القومية العربية اشبه ما تكون الى الدولة التوتاليتارية النازية والفاشية . الفاشيون والنازيون الغربيون لا ينكرون بان لهم ايديولوجية دينية , اي ان الفاشية والنازية مفهوم ديني . القوميون العرب ربطوا ايديولوجيتهم بالدين , اوجدوا علاقة جدلية وترابط ما بين الاسلام والقومية العربية , اي دمجوا الفكر القومي بالدين لانهم عرفوا ان غالبية الشعوب العربية متخلفة وفقيرة وفي هذه الحالة لا بد ان تلجأ الى الدين والعبادات , لهذا فان الشعوب الفقيرة والجاهلة والمتاخرة تتوجه الى العباداة والصلوات والتمسك بالدين واستخدامه في جميع المجالات في الحياة اليومية والطب والعلوم والادب , والشعوب الافقر من ذلك تقوم بعبادة الاصنام والاوثان كما في بعض الدول الافريقية .

 لسنا ضد الدين والعباداة وكل واحد منا له ايمانه الخاص , لكن لا نستغل الدين في الحياة الدنيوية لانها تفسده , الدين لله والوطن للجميع والامور الاخرى يسيطر عليها الانسان ويوجهها نحو الخير لا الشر ,
لهذه الاسباب وغيرها راينا سقوط دعاة القومية العربية الفاشلة المستوردة من المصدر المزيف وهي النازية والفاشية وليس من منبعها الاصلي الاصيل , بسقوط القومجية اعطوا الفرصة منذ نهاية السبعينات من القرن الماضي الى مجيئ الاسلام والاسلاميين والاسلام السياسي الذي يعتبر الاخطر , ونراهم اليوم يحكمون في اغلب الدول العربية ,
في العقد القادم , هل ستشهد المنطقة ولادة حركة جديدة او احزاب سياسية تعترف بالمواطنة والقيم الانسانية والديمقراطية وحقوق الانسان وان لا تختلف عن الحركات الموجودة في العالم لكي تحافظ على مصداقيتها واهدافها وايديولوجيتها التي لا تختلف ان كانت في الدول العربية او اميركا او اسرائيل او جيبوتي , نتمنى ان تكون للعلمانية العربية دور خاص ومهم ومستقبل في السنوات القادمة  , اخيرا تهنئة خاصة بزوال حماس المنظمة الدينية الفاشية النازية الايرانية العميلة لقطر وايران .

 

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !