القاهرة - في خطة معدة مسبقاً وتدعو الى الأرتياب والتشكك نسرد الوقائع التالية التي سبقت وتلت عملية اغتيال محمود المبحوح ابوالعبد رحمه الله .
1- في منتصف شهر 11/2009 بعث المكتب الإعلامي في حركة حماس الى ما تسمى بوحدة الإعلام المقاوم طلب لإجراء مقابلة مع محمود المبحوح تحت ذريعة الإعداد لفيلم بعنوان الوهم المتبدد يتعلق بعمليات اختطاف الجنود الإسرائيليين ( حيث أن المبحوح كان أحد المنفذين لتلك العمليات في الأنتفاضة الأولى والتي أسفرت عن اسر جنديين وقتلهما )
2- عند التشاور مع المبحوح بخصوص هذا الموضوع قال انه مشغول الآن في مسألة هامة جداً وأنه لايجيد الحديث لوسائل الإعلام ، ويخشى هو وبعض إخوانه أنه بظهوره في الإعلام وحديثه عن قصته القديمه سيفتح علينا أبواب الملاحقة الأمنية من جديد وقد يكشف شخصياتنا مما قد يضر بالعمل الحساس الموكلون به حتى ولو ظهرنا ملثمين أو مموهين ، وبالتالي فإن قرار ماتسمي نفسها بوحدة الإعلام وبعد الدراسه هو أنها لن تتحمل أي مسئولية ممكن أن تترتب على هذه المقابلة المتلفزة وخاصة الإحراج الشديد الذي يمكن أن تتعرض له حركة حماس مع البلد الذي يتواجدون فيها .
3- جاء القرار من أعلى المستويات في حماس ( أبومرزوق ، الرشق ) بضرورة اجراء هذه المقابلة .
4- في الثلث الأول من شهر ديسمبر 2009 أبلغت وحدة الأعلام المقاوم المسئولين أن المقابلة تحددت وستتم يوم ثلاثاء رغم وجود عدة ملابسات غير مقنعة وتخوفات على حد تعبيرها ولكن تمت المقابلة.
5- في منتصف شهر ديسمبر 2009 تقرر أرسال تسجيل المقابلة بواسطة شركة جولدن فيجن من بيروت الى غزه ، ولكن حصلت بعض المشاكل حيث أكتشف أن التصوير قد تم بطريقة تظهر الوجه ومعالم المكان الذي سجلت فيه المقابلة وهو ماكان قد حذر منه المبحوح وما تسمى بوحدة الإعلام المقاوم من قبل ، مما استدعى ارجاع الأشرطة لإعادة تسجيل المقابلة ولكنه تقرر أن يحفظ نسخة من الشريط الذي يكشف الوجه والمعالم في أرشيف المقاومة .
6- عندما طلب من محمود المبحوح أعادة المقابلة ثانية ثارت أعصابه وصرخ وعلا صوته بالصراخ على من يريدون إعادة التسجيل ، وتسائل هل طبعت نسخه من التسجيل الأول فقيل له لا ، ورفض اجراء المقابله بشكل قاطع .
7- تدخلت قيادة حماس على أعلى مستوى وطالبته بإجراء المقابلة مرة ثانية وهذا ماحدث .
8- فيما يلي نص الأسئلة التي وضعت لإجابة المبحوح عليها في المقابلة وكانت مكتوبة :-
أ- حدثنا عن سلاح أسر الجنود الصهاينة كاستراتيجية هامة في عمل كتائب القسام منذ زمن ، وكيف انه كان تطبيقاً وواقعا وليس مجرد شعارات
ب- متى تبلورت فكرة خطف الجنود الصهاينة ؟ ومن هو صاحب هذه الفكره ان كان من الشهداء أو الأسرى
ت- هل كانت هذه العمليات أوبعضها ارتجالية ام كان يخطط لها بدقة ؟
ث- حدثنا عن عملية الخطف التي شاركت فيها خطف وقتل الجنديان آفي ساسبورتس وايلان سعدون ، وما الدافع وراء قيامكم بهذه العمليه وما هوهدفكم وما الذي خططتم له وهل كنتم على ثقة بنجاعة سلاح الخطف , وامكانية اذعان الصهاينة لمطالبكم .
ج- ما مدى تخوف الصهاينة من عمليات الأسر لجنودهم ؟؟
ح- ماهو شعورك وأنت تختطف جندي صهيوني ، فيم كنت تفكر لحظتها ؟؟
خ- ما هو تعليقك على عملية الوهم المتبدد التي تم خلالها أسر الجندي جلعاد شاليط ؟ وما التطور الذي تراه طرأ على عمل المقاومة بين الفترة السابقة وهذه الفترة ؟
ويلاحظ أن الأسئلة السابقة كانت في صيغ استخباريه تريد الوصول الى معلومات مفصلة أكثر منها إعلامية
9- وصلت رسالة الى قيادة حماس بداية النصف الثاني من شهر يناير 2010 من جهة معروفة لديها في تهريب السلاح وتبييض الأموال تطلب منها ارسال محمود المبحوح الى دبي حيث وصلها المذكور بتاريخ 19/1/2010 وكان يحمل جواز سفر فلسطيني للأستعمال الخارجي صادر عن داخلية غزة بعد الأنقلاب ويحمل اسم / محمود عبد الرؤوف محمد حسن ومهنته في الجواز تاجر ، هذا ماقالته الجهات المختصة في الأمارات .
10- استقبل المبحوح في مطار دبي من بعض أعضاء التنظيم السري لحماس هناك وأوصلوه الى فندق روتانا ، ولكن يبدو أن المبحوح شعر بحسه الأمني أن هناك شيء يدبر له وأن وراء الأكمة ما ورائها فقام بتحصين باب غرفته في الفندق بواسطة الكراسي .
11- ادارة الطب الوقائي في دبي تقول في تقرير التشريح بأن الوفاة حصلت بتاريخ 20/1/2010 وأنها بسبب الخنق بإغلاق منافذ التنفس .
12- أعدت العدة لاغتيال محمود المبحوح في هذه الفترة منذ وصوله الذي لايعرف به الا أشخاص محدودين حتى إعلان وفاته ثاني يوم ، خضع الرجل لتحقيق طويل خلال هذه الفترة ، والسؤال هنا هل قتله من شاهدوا نص المقابلة الأولى هل سألوه عنها هل عرضوها عليه لا أحد يعلم .
13- علمت قيادة حماس بمقتل المبحوح في 20/1/2010 وكان أول رد فعل مثير صدر من مصطفى اللداوي صديق الشهيد وابن منطقته في مقاله بعنوان المبحوح هل مات أم قتل وقال في آخرها بالنص (هل تراه قد غاب عنا موتا، أم أن يد الغدر قد نالت منه غيلة وغدراً ، فهل قتلته اسرائيل بيدها ،أم كلفت يداً قذرة أخرى بقتله، أم نال منه شانئوه وقتله مبغضوه وانتقم منه سجانوه )
كلام خطير ويفتح أكثر من تساؤل ؟؟؟ ومن هم شانئوه الذين قصدهم اللداوي ومن هم سجانوه (والذين هم في الغالب من داخل حماس أو الدولة التي يقيم فيها)
هل يعرف الكثير من الأسرار فقرروا التخلص منه ؟
أم خفايا صفقة الأسلحة التي دمرت في السودان على يد اسرائيل قبل عام ؟ لاأحد يعلم ؟
أذيع خبر الوفاة على قناة الأقصى الفضائية ومواقع حماس الألكترونية ، ولكن فجأة جائت معلومات مشددة من قيادة حماس في دمشق بحذف الخبر وعدم تداوله في الأعلام حتى تصل الجثة الى دمشق وسيتم ابلاغ الناطقين الإعلاميين بالمسموح تداوله والمعلومات التي سيتم الأعلان عنها .
رحل المبحوح ودفن ورثاه قادة حماس وأقسموا أغلظ الأيمان على الأنتقام ولكن تبقى هناك الكثير من التساؤلات لمحاولة أن نعرف أين هو الأختراق ؟
من حق شعبنا أن يعلم كيف يموت مناضلوه وأبنائه وأن يحاسب من يستحق الحساب .
تبقى التساؤلات التي تطرح نفسها في النهاية وهي :-
- لماذا الأصرار على اجراء المقابلة التلفزيونية رغم خطورتها ؟
- من الذي وضع الأسئلة ؟
- من الذي صور الشريط الأول بالرغم من كل المحاذير حيث ظهر وجه الرجل وملامحه ؟
- من الذي احتفظ بالنسخة الأولى واخفى عليه احتفاظه بالنسخة ؟
- من الذي أمره بالذهاب الى دبي ؟
- من الذين استقبلوه في دبي وحجزوا له في فندق روتانا وتركوه بالرغم من توجسه خيفة بعد أن وصل الى دبي من شيء يدبر له ؟
- ماعلاقة كل هؤلاء مع الجهة التي نفذت والتي كما تقول حماس أنها اسرائيل .... وهذه ليست المرة الأولى والمشابهه ولكننا نذكر فقط قضية مقتل عز الدين الشيخ خليل من قيادات الجهاز العسكري بتفجير سيارته في دمشق وجمال عامر أحد مساعدي خالد مشعل ونعود أبعد الى الوراء من الذي قتل عماد عقل ؟ ومن الذي أبلغ عن صلاح شحادة ؟ ومن الذي أبلغ عن سعيد صيام ؟ وغيرهم وغيرهم العشرات .
- اسئلة لابد أن يجاب عليها دون ابطاء أو تأخير .-
هذه الدماء وتلك الأرواح تحتاج الى أكثر من مجرد الأيمان المغلظه بالأنتقام
- واضح أن هناك اختراق كبير في الرأس وفي المفاصل الأساسية عند حماس ولا حصانة وطنية ولا دينية لديهم كما يدعون .
- اذا كنتم تتهمون الناس جزافاً بالعمالة والأرتباط فبماذا سنتهمكم الآن ؟؟؟؟؟؟
التعليقات (0)