ازمة لبنان السياسية تبدو بعد فشل مهمة رئيس الوزراء المكلف السيد سعد الحريري في تشكيل الوزراة ان ما افرزته ِالأنتخابات كان مجرد عرض عضلات سياسي , لكن يبدو ان عرض العضلات العسكرية التي نفذتها قوى 8 أذار في الأعتصامات و احتلال بيروت سابقا ما زالت اقوى من اي مؤشر سياسي داخلى , و نجاح السيد نبيل بري في الحصول على منصبه مرة اخرى و بتاييد من تيار المستقبل لم يفي بالغرض في تسهيل مهمة الحريري لتشكيل الوزارة.
التحول المفاجىء في خطوة السيد الحريري باعلان فشل جهودة و انسحابه من تكليف تشكيل الوزارة هو مؤشر لمفاجأه آتية حين يكلف للمرة الثانية لتشكيل الوزارة و من شأنها تأزيم الوضع السياسي اكثر و تدفع التدخل السياسي الخارجي لتدويل ازمة تشكيل الوزارة , حيث اغلب السياسيين اللبنانيين يصرحون بأن الحل الداخلي نفذ و يتطلعون لكل من سوريا و السعودية في طرح المخزون الأضافي لمصالحهم السياسية في لبنان لترجيح كفة مناصريهم و السعوديين لا يرغبون في التدخل العلني كون اسرائيل هي ايضا تضغط من جانبها على الغرب و الولايات المتحدة الأمريكية في تحجيم قوة حزب الله ,كي لا تتهم السعودية بدعم المفهوم الأسرائيلي لخارطة السلطة في لبنان, و تعتمد الجولة الثانية على استخدام حق الأكثرية الأنتخابية في تشكيل الحكومة و تصعيد الملف الدستوري , و بالمقابل سيطرح التيار المعارض المؤيد لسورية مسالة حل الوسط في اسم لرئيس مجلس الوزراء غير اسم الحريري محايد بعدما كانت مسألة الوزراء المحايدين هي الحل في مقترح التشكيلة الوزارية الفاشلة.
يبقى السؤال هل احترم السياسيون صوت الناخب اللبناني أم يستخدمونه كفيتامين لتغذية عضلاتهم ؟؟ و اين مصلحة لبنان ككيان ؟ هل هي في التجاذبات الدولية العربية و الغربية و لماذا لا يمكن ان يتقبل الخاسر خسارته و لا يعمل الرابح لأستيعاب الخاسر ؟؟؟ و ما يمكن ان يؤول له بقاء لبنان على الخط الساخن؟
التعليقات (0)