ما أكثر الخطوط الحمراء فى مصر ! فحينما ظهرت ممارسات العسكر الدموية ضد الثوار وتوجه البعض للمجلس العسكرى بالنقد , ارتفعت عبارة - إن الجيش المصري خط أحمر - وقبل ذلك وبعده تنادى التيار الدينى بالويل والثبور لكل من يقترب من المادة الثانية من الدستور مكررين نفس العبارة -خط أحمر - وبالأمس اجتمع نادى القضاة المصرى للرد على دعوة تطهير القضاء ضمن جميع مؤسسات الدولة , تلك الدعوة التى أطلقها مفكرون ونشطاء سياسيون , وفى هذا الاجتماع هدد رئيس نادى القضاة كل أصحاب هذه الدعوة التى تنال من القضاء على أساس أنه خط أحمر , . ولقد لا حظت أن هذه اللغة الاستعلائية كانت دائما تغشى أحاديث التجمعات القضائية فى مصر حتى أثناء الأزمة التى قامت بينهم وبين المحامين . المعروف للجميع أن المجتمع المصرى قد تعرض فى الثلاثين عاما الأخيرة لعملية فساد ممنهج طال جميع مؤسساته الفاعلة والمؤثرة , وذلك كنوع من الترضية لللإبقاء على رأس دولة غير مؤهل , ثم لتوريث مصر لوريث يفتقر غلى أدنى مقومات رئاسة وطن . طال الفساد مؤسسة الجيش والقضاء والشرطة التى أصبحت وظائفها بالوراثة , تمهيدا لعملية التوريث الكبرى , صار المحافظون ورؤساء الأحياء يحملون لقب لواء غالبا ومستشار أحيانا , ضرب الفساد كل شبر فى الوطن ولم يعد من الممكن قضاء مصلحة إلا بواسطة لدى أصحاب الخطوط الحمر . كيف يتصور المستشار رئيس نادى القضاة أن قضاة مصر بالذات أكبر وأطهر من أن ينال الفساد أيا منهم ؟ كيف يتصور أنهم وحدهم هم الملائكة فى مجتمع من الشياطين ؟ . ويبقى السؤال - هل فى استطاعة هؤلاء الشباب الحالمين الذين يقدمون كل يوم أطهر وأشرف الدماء هل يستطيعون أن يتجاوزوا هذه الخطوط التى تزداد حمرة كل يوم من زكى دمائهم ؟ ويطهرون مجتمعهم من الشياطين الحمر وجميع ألوان الشياطين
التعليقات (0)