اذكر جيدا العبارة اللتي قالها رئيس الوزراء نوري المالكي في خطبته اللتي القاها بمناسبة انسحاب قوات الأحتلال الأمريكي من المدن العراقية واللتي قال فيها .
(( ان انسحاب القوات الأمريكية من المدن والقصبات العراقية يؤكد سلامة رؤيتنا منذ بداية عملية التفاوض ، فسيادة العراق خط أحمر لا يمكن تجاوزه بأي حال من الأحوال )) .
ولكني فوجئت اليوم بالأخبار الآتية من واشنطن واللتي تقول ان المالكي قد قال خلال كلمة القاها في المعهد من اجل السلام، معهد ابحاث في العاصمة الاميركية واشنطن .
(( وطبقا للاتفاق (الموقع في تشرين الثاني/نوفمبر بين البلدين) فان الوجود الاميركي في العراق ينتهي عام 2011 . واضاف مع ذلك، في حال تطلبت القوات العراقية المزيد من التأهيل والدعم، فسنبحث عندها (امكانية ابقاء) جنود اميركيين طبقا لحاجات العراق )) .
فأين اذا الخطوط الحمراء اللتي لايمكن تجاوزها ؟؟؟ .
قام المالكي اليوم بوضع اكليل زهور على قبر الجندي المجهول في مقبرة ارلينغتن اللتي تضم قبور الجنود اللذين قتلوا في العراق . ولهذه البادرة مغزى لا يخفى على احد خاصة وان احد مساعدي المالكي قد وصف زيارة المالكي الحالية لواشنطن بالقول (( انها زيارة مهمة جدا تشير الى علاقة جديدة بعد انسحاب القوات )) .
يعرف المالكي جيدا ان خيوط اللعبة في العراق لاتزال محصورة بشكل كبير بين ايران والولايات المتحدة . وانه وان كان لم يقطع علاقته بايران وحلفائها من العراقيين واللذين هم حلفائه في الحكومة الحالية , الا انه يعرف ايضا بأنه لن يستطيع ترأس الحكومة لمدة ثانية اذا ما قررت الولايات المتحدة ابعاده عنها . فالولايات المتحدة لها من القدرة السياسية والعسكرية والأعلامية ما يمكنها من التأثير الكبير على الوضع الأمني والأقتصادي في العراق وعلى رأي اغلبية الناخبين العراقيين اللذين لم يفهموا بعد الكثير من اسرار اللعبة الديموقراطية . كما ان واشنطن لن يعييها ايجاد توليفة جديدة من الساسة العراقيين قادرة على ازاحة المالكي عن الحكومة كما حصل مع رئيس حزبه السابق السيد ابراهيم الجعفري . خاصة وان ساستنا لايتورعون عن اطاعة الشيطان طاعة عمياء للحصول على كنز رئاسة الحكومة اللذي لا ينضب .
ولذلك ذهب المالكي الى واشنطن للأعتذار عن الجعجعة والتهديدات الفارغة اللتي اطلقها واعضاء حكومته بعد تحذيرات بايدن له ولحكومته في زيارته الأخيرة الى العراق من مغبة فشل المصالحة الوطنية واللتي لا تراها واشنطن ممكنة الا بمشاركة البعثيين السابقين والحاليين في العملية السياسية .
كما يأمل المالكي باقناع واشنطن بتكوين تحالف حزبي جديد يضم حزبه ( حزب الدعوة ) وعدد من الأحزاب السنية المختلفة عدى البعثيين يحضى بمباركة واشنطن في مقابل تخليه عن حلفاء ايران نهائيا في تشكيلته الحكومية المقبلة اذا ما فاز في الأنتخابات القادمة وهو المتوقع . حيث يرى المالكي ان تحالفه مع اي كيان سياسي يضم البعثيين هو بمثابة انتحار سياسي لا يمكنه القيام به .
فمن سيستطيع اقناع من بوجهة نظره . خاصة وان امريكا لازالت تلعب بأوراق كثيرة للضغط على المالكي , منها مماطلتها في اخراج العراق من طائلة عقوبات البند السابع وتاخير عمليات الأعمار في العراق واللتي لا يراها العراقيون ممكنة الا بأستثمار الأمريكان والغرب اموالهم في مشاريع داخل العراق خاصة وأن اموال النفط العراقي لاتكفي لأعمار العراق وبناء بنيته التحتية بعد استقطاع رواتب الوزراء والبرلمانيين وملايين الموظفين الحكوميين واموال المشاريع الاقتصادية الوهمية وكومشنات العقود الحكومية من بضائع واغذية فاسدة وسرقات ورواتب وهمية .
www.google.com/hostednews/afp/article/ALeqM5iH08jn57_N6k9Ay-fC2hiOu7XmBA
التعليقات (0)