مواضيع اليوم

خطورة.. لا

جواد الحسن

2013-03-30 22:33:15

0

                                                  خطورة.. لا 

لا .. كلمة خطيرة تختلط في بدايتها مع الأهواء، وقد تتدحرج ململمة أطرافها لتستقر في المعقول .. إذ يتحول معناها المشتت لقيم ذات أهداف منظمة .. وتكون لها أحوال تتفاوت ما بين صواب ذكرها وخطئه .. تكون لبنة بناء .. أو تكون معول هدم .. حسنة وفضيلة .. أو ذنبًا ورذيلة.
 
لقد وهب الله تعالى الإرادة المعقولة لجنس الإنسان من بين كل مخلوقاته .. وأطلق له الحرية في كونه .. وجعل ضابطها يزرع من داخله .. ينبع من ذاته .. وأنزل عليه كلمة الفصل .. للاسترشاد بما جاءت به .. ولكن لازال هناك من يقول .. لا أريكم إلا ما أرى!
إن الوعي كالبذرة .. قد تراها نمت وأثمرت ولو لم يقوم على سقايتها فاعل عن قصد .. وهذه سنن ربانية .. فالشباب اليوم ليسوا هم شباب الأمس .. يقول جبران خليل : أولادكم ليسوا لكم ، تستطيعون أن تمنحوهم محبتكم ، ولكنكم لا تقدرون أن تغرسوا فيهم بذور أفكاركم ، لأن لهم أفكارًا خاصة بهم " ..

 وفي هذا السياق نذكر مقولة أخرى "أولادكم خلقوا لزمان غير زمانكم" .. فالتثقف لا تحده حدود .. ولا تمنعه سدود .. وهذا أمر لا يحتاج في استشرافه لعقول مسؤولة فحسب .. بل إلى عقول مدركة .. فالعقل يدرك قبل أن ينشئ .. و الواعي بسنن التحولات لابد أن يبادر هو بلاءات .. الجمود .. الظلم .. الباطل .. الفساد .. قبل أن تتحول على كل شيء ..
 
وعلى وصف مصطفى محمود : تتحول الـ(لا) الباردة وتصبح موضة شبابية من خلال الاحتجاج على الآباء، وعلى النظام الاجتماعي ، وعلى الكون كله، وأحياناً على الله سبحانه .. بدون تمييز .. بقضية وبلا قضية .. بهدف وبلا هدف.
 
كلنا يعلم أن الكون لا يبقى على حال .. و الإنسان هو محور وجوده .. وأحداث التاريخ مرتبطة به .. لذا جاءت أهمية الكلمة .. وخطورة تحولاتها .. وعلو معناها حسب الظروف الزمنية لهذا الإنسان، ومفهومها بالنسبة له. 

 

 

طالب الشريم

 

taleb1423@

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !