ينقسم أنصار تيار الإسلام السياسى إلى فريقين فى فهم وتفسير نظام حكم الإخوان الحالى ، حيث يرى فريق أن حكم الإخوان هو حكم الإسلام ويرى الآخرون أنه يُمثِل فقط مشروع الإسلام ، ولا ندرى منذ متى كان للإسلام مشروعاً ؟! ، وخطورة تلك الأقاويل أنها تجعل من الإسلام مجرد مشروع مادى بحت له دراسات جدوى وغيرها من التداعيات ، أولها ماهية هذا المشروع ؟! ، ومن يحق له حمل ذلك المشروع وهناك فئات مختلفة يزعموا ـ رغم إختلافهم ـ أنهم وحدهم يُمثِلون الوجه الصحيح للإسلام ـ وهم فى الحقيقة جاءوا ليبيعوا الإسلام فى بلاد المسلمين كبائع الماء فى حارة السقايين ـ وأنهم الأحق من غيرهم بحمله ؟! ، وهل المشروع المزعوم واحد وثابت عند كل الفصائل أم يختلف فى مبناه ومعناه ومُنتجه النهائى من فصيل لآخر ؟! ، والسؤال الأهم ماذا لو فشل ذلك المشروع المنسوب للإسلام ولمن ننسب ذلك الفشل ؟! .
وكذلك نجد أن التيار الإسلامى يُطلِق على كافة معارضيه مُسميات التيار الليبرالى والعلمانى واليسارى وغيرذلك ويتخذها سُبة فى وجه هؤلاء ، وبعض الغُلاة من الإسلاميين ينفون صفة الإسلام على تلك التيارات ويصفونها بأنها عدوة ليس لسياسات وأطروحات التيارات الإسلامية فقط ولكنهم يصورون لأنصارهم أن هؤلاء يعارضون ويحاربون الإسلام ذاته ومن ثم يحاربون حكم الإسلام ، وهم بذلك يحولون الصراع من صراع سياسى ـ أو صراع سلطة ـ إلى صراع دينى وهذا هو الأخطر ! ، وكأن الإسلام تجلى فى شخص الحاكم طالما أن الحاكم رأيناه يُصلى ويصوم وكأنه الوحيد الذى فعل ذلك من قادة مصر على مر العصور .
وبعض الغُلاة من الطرف المعارض للتيارات الإسلامية يطلقون عليهم لفظ التيارات المُتأسلمة ! ، وهى أيضاً تنفى للأسف صفة الإسلام عن تلك التيارات ، ومع إستحالة العيش والحياة ـ لمن فى رأسه ذرة عقل ـ فى ظل ذلك المناخ المسموم فلابد لأنصار الطرفين أن يعلموا أن هناك فرق شاسع بين الأفكار البشرية والأديان السماوية ، ولنا أن نأخذ النافع وما يناسبنا من الفكر البشرى ولنا أن نترك رديئه وما يتعارض مع قيم الفُطرة السليمة التى هى قيمنا جميعاً ، ومع وجود أخطاء وفوضى فى المُسميات التى يتم إطلاقها على كثير من الأشياء وعلى فصائل العمل السياسى فى مصر ، لذلك رأينا هوجة بدأت تزداد فى نسب الأشياء للإسلام بداية من التليفون الإسلامى حتى وصلنا للصكوك الإسلامية ، وهذا يُذكِّرنا بزمن كان يُطلق على كل شارع وميدان ومبنى إسم السلام مع أننا لم نرى ذلك السلام إلاَّ أنه إستسلام .
التعليقات (0)