مواضيع اليوم

خطل الهنداوي والنهري في ردة كشغري

مصعب المشرّف

2012-02-13 20:45:37

0

خطل الهنداوي والنهري في ردة كشغري

الزملاء المدونون الذين تعاطوا مع مسألة مساس حمزة كشغري بالذات الإلهية وتهجمه وإساءته الأدب في حديثه ومخاطبتة رسول الله صلى الله عليه وسلم ..... وعلى راس هؤلاء الزملاء جمال الهنداوي ونزار النهري الذين دافعوا عن خط واسلوب حمزة كشغري من واقع رؤيتهم للمسألة بأنها مجرد تعبير عن الرأي .... أقول لهؤلاء أنهم وقعوا في خطل كبير لايحسدون عليه وذلك أنهم خلطوا هنا مابين حرية الرأي وبين التكليف الديني الواجب على كل مسلم .....
وبداية نرضح لهؤلاء بعض الأمثلة الساطعة على الفرق بين التكليف وحرية الرأي.
فعلى سبيل المثال نجد أن في أركان الإسلام الخمس تكليفا لكل مسلم لا يحتمل منه التعلل بحرية الرأي في ترك واحد منها أو أكثر .... فلا يحق للمسلم مثلا أن يترك الصلاة بزعم أنه يرى عدم وجوبها أو عدم أهميتها ويتعلل بحرية الرأي في هذا الترك. .....
بل وفي حياة المخلوق نفسه عبرة فإذا كانت المسألة "حرية رأي" فلماذا لم يكن للإنسان حرية رأي في مولده وفي قدرته العقلية والجسمانية وإختيار والديه وعائلته وقبيلته وجنسيته . وأن يكون له حرية الرأي في أن يمرض أو لايمرض .. وماذا يكسب غدا وبأي أرض يموت؟
وعلى هذا السياق فإن التسليم والإنقياد لله عز وجل بالعبودية ولمقاديره ومشيئته برد الأمر إليه من قبل ومن وبعد لا يدخلان ضمن مقولة "حرية الرأي" بل هي من صميم التكليف لكل مسلم . ولا يستقيم إسلامه وإيمانه إلا بها .
حمزة الكشغري تعمد المساس بالذات الإلهية حين أنكر وجوب وقناعة رد الأمر إليه عز وجل والتسليم له. معارضا عن عمد أو عن جهل التكليف الصريح الوارد في القرآن الكريم لهذا الخصوص وحيث يقول الله عز وجل من الآية رقم (4) في سورة الروم : [َ لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ ] ...... ويقول عز وجل في الآية رقم (32) من آل عمران [ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ] ..... وهذا تكليف بقتضي عدم الإنصياع له والعمل به أن يضع الإنسان نفسه في خانة الكافرين مباشرة.
من جانب آخر فإن في تلك الكلمات التي كتبها حمزة كشغري في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم وبمايفيد رفضه للصلاة عليه وإنكاره للعصمة وحبه أشياء وكرهه أشياء ومعاملته ومخاطبته بالمثل كصديق . فهذه جميعها خزعبلات فارغة لايمكن أن تندرج  أو أن يدرجها عاقل تحت بند "حرية الرأي والتعبير" اللهم إلا إذا لم يكن مسلما .. وفي هذه الحالة (أي إذا لم يكن مسلما) فلا يجوز لغير المسلم أن يأتينا هو الآخر ليعلمنا شئون ديننا.... هذا مبدأ لايختلف عليه إثنان لأنه وببساطة فإن فاقد الشيء لايعطيه.ثم أنه لا يعتبر من جانب غير المسلم حرية رأي أو تعبير وإنما محض تهجم وإزدراء وتدخل فيما لايعنيه.
كل الذي أنكره حمزة كشغري داخل في صميم دائرة التكليف المباشر من الله عز وجل . وبدونه لايكتمل إيمان الفرد ولا يقبل منه إسلام.
والآيات الدالة على التكليف المشار إليه كثيرة منها قوله عز وجل:-
[قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ] (2) آل عمران
[لاتجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا] (63) النور
[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ] (2) الحجرات
[لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا] (9) الفتح
[فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا] (65) النساء

كان كشغري جاهلا حين توقف في محطات جوهرية تحكم علاقة المسلم برسوله الكريم ؛ ما كان أن يتجاوزها لولا أنه لم يطلع بشكل أو بآخر بآيات محكمات من القرآن الكريم تحدثت عن مقام الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وقدسيته عند خالقه ناهيك عند أتباعه .....
في المقولة الأولى يهزيء كشغري بقوله : "وإنني لم أحب هالات القداسة ، لن أصلي عليك"
إن قداسة الرسول صلى الله عليه وسلم تسليما ليست محل جدال أو مساومة . فهو أشرف خلق الله قاطبة وليس أشرف البشر فقط .... كلمه الله تكليما في الإسراء والمعراج وأدناه في المكانة العلية إليه حتى كان قاب قوسين أو أدنى .... وهو المعصوم الأمين . وهو الوفي الذي لايخون العهد أبدا ولا يكذب قط . وهو المقترن إسمه بإسم الله عز وجل في شهادة الدخول في دين الإسلام المنطوقة . وفي نقش الكرسي وفي السماوات وفي الأرض إلى يوم يبعثون . ثم هو صاحب الحوض المورود والشفاعة المشفع ؛ وهو صاحب الوسيلة . وهو الذي جمعت له الدنيا بحذافيرها ووضعت بين يديه وخيره الله بينها (حلالا بلالا) وبين الآخرة فاختار الآخرة عليه الصلاة والسلام.
هو المنـزه في بدنه وصفاته وأخلاقه وضميره ولسانه . وهو المنـزه عن خائنة الأعين . وهو المنـزه عن الهوى ؛ وفيه يقول المولى عز وجل :- [وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى (4)] سورة النجم.

ثم هو الذي قرن الله عز وجل به ذاته القدسية العلية في أفعاله وأقواله فقال في محكم تنـزيله : [فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ] (65) النساء .
وقوله [ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ] (4) الحشر
وفي قوله عز وجل (ومن يشاق الله) تأكيد على أن من يشاق الرسول صلى الله عليه وسلم إنما يشاق الله .... ثم وقوله [ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ] (7) الحشر ...

وعن الصلاة والتسليم على الحبيب المصطفى ؛ قال الله عز وجل في محكم تنزيله أنه وملائكته يصلون على النبي . ثم أمرنا بالصلاة عليه والتسليم تسليما ....
جاء في الآية (56) من سورة الأحزاب :" إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ".
إذن لا يكتمل إيمان المرء إلا بالصلاة على النبي وأن يسلم عليه تسليما ..... فيقول: " صلى الله عليه وسلم تسليما " إمتثالا حرفيا لأمر الله عز وجل في الآية الكريمة.... وفي الصلاة عليه والتسليم أفضل الحسنات والمقام الذي لايعدله مقام حين يرد الله عليك السلام. وما من مسلم يصلي ويسلم عليه مرة إلا وصلى الله على هذا المسلم عشر مرات .فتأمل مدى الرحمة التي يرحمك الله بها في هذا المقام الحبيب المصطفى... إنه حقا الرحمة المهداة صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا عدد ماخلق وعدد ذلك وعدد ماهو خالق .

كان على جمال الهنداوي ونزار النهري وغيرهما أن يلتفتا إلى هذه الآيات ومثلها وبستوعبا معانيها ؛ قبل المسارعة برأي يجانبه الكثير من الصواب في مسائل تتعلق بالعقائد والأديان السماوية ، وتفهم الفرق بين التكليف وبين حرية الرأي والتعبير في هذا الشأن.
والطريف أن حمزة كشغري نفسه أقر بالردة وأعاد النطق بالشهادتين واغتسل وتوضأ وصلى لله ركعتين ..... فلماذا يرهق الغير أنفسهم بمحاولة الدخول في جوف صدر كشغري وشق قلبه والفتوى بأنه إنا كان يمارس حقه في "حرية الرأي والتعبير"؟

ثم والأطرف من كل هذا أن نزار النهري (المقيم في ألمانيا) ويتشدق بحرية التعبير وحقوق الإنسان لايستطيع أن ينطق بحرف واحد دفاعا عن حرية التعبير والرأي تجاه قانون تحريم إنكار محرقة اليهود ... لماذا لا ينافح ويدافع نزار النهري عن أولئك المفكرين وأصحاب الرأي من أهل الغرب الذين أنكروا المحرقة . فحوربوا هم وأبنائهم وزوجاتهم في عيشهم . وأعتقلوا وحوكموا ودخلوا السجون ؟ .... هل المسألة مبدأ وثبات عليه من جانب نزار أم مجرد أكل عيش وخوف من فقدان رخصة الإقامة هناك ، أو سحب الجنسية إن كان ينعم بجنسية آل آر؟ 
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات