بدأت تداعيات جريمة القرصنة البحرية الاسرائيلية ضد الأسطول التركي بالظهور، وجميعها تتحدث عن رفع الحصار عن قطاع غزة، وهذا شيئ ايجابي، ولكن هناك بعض المخاطر التي يجب التنبه اليها.
ظهرت لحتى اللحظة خطتين لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من ثلاث سنوات، واحدة أوروبية وثانية فلسطينية، وهذا يطرح علامات إستفهام حول الدور الفلسطيني في الحصار.
قد تكون خطة الاتحاد الاوروبي لرفع الحصار الظالم عن قطاع غزة هي الخطة المطروحة دولياً لذا سنركز عليها بشيئ من التفصيل كونها الآن في طريقها الى اللجنة الرباعية، والتي ستقرر لاحقاً موقفها منها، وقد ترى النور في حال وافقت الأطراف الدولية عليها، وتأتي زيارة بنيامين نتانياهو الى البيت الأبيض خلال أيام ضمن هذا الخصوص.
الخطة الأوروربية لم تخرج كل بنودها الى الاعلام، ولكن تحدث وزير خارجية أسبانيا ميغيل موراتينوس بإيجاز عن أهم بنودها وتتلخص من خلال إرسال بعثة مراقبة أوروبية للمعابر مع إسرائيل ومصر، ونشر قوة بحرية أوروبية لمراقبة شواطئ غزة بما يتيح إعادة فتح ميناء غزة.
هذا ما تحدث به موراتينوس أمام مجلس الشيوخ الفرنسي، واليوم من المقرر أن تبحث اللجنة الوزارية السباعية الاسرائيلية مقترحاً يقضي بتشكيل هيئة دولية باشراف الامم المتحدة والولايات المتحدة الامريكية وعضوية اسرائيل، للرقابة على ادخال المساعدات الى قطاع غزة عبر البحر المتوسط.
اما الدكتور نبيل شعث عضو اللجنة المركزية، ومفوض العلاقات الدولية في حركة فتح، فقط طرح تصوره لرفع الحصار عن قطاع غزة أمام رئيس الحكومة الفلسطينية في الضفة الغربية الدكتور سلام فياض، وطرح ثلاث مقترحات وهي: 1- فتح ممر بحري من تركيا الى غزة. 2- عودة المراقبين الأوروبيين الى معبر رفح، ومعهم حرس الرئاسة. 3- إقامة معابر للسلطة في الجانب المصري.
وقال شعث في اللقاء: "البعض لدينا كان يعتقد أن بقاء الحصار على قطاع غزة سيؤدي الى إضعاف حماس وسقوطها، لكن هذا غير صحيح، فالحصار يؤدي الى إضعاف أهل غزة وإضعاف اقتصاد غزة، أما حماس فهي موجودة ومتحكمة ولديها مصادرها، لذلك علينا تبني مشروع إعادة رفع الحصار عن غزة وتقديمة الى الاطراف كي تتبناه".
هذه التداعيات الأولية لأزمة أسطول الحرية، دولية كانت أم فلسطينية، ولكنها في باطنها تحمل بذوراً شيطانية، وكأن الحصار على قطاع غزة، والذي كسرته الدماء التركية الزكية يراد به اليوم دولياً واقليمياً وفلسطينياً اعادة انتشار للحصار لا رفعه، وكأن غزة تبحث فقط عن الطعام والشراب وباقي كماليات الحياة، بالتأكيد لا... غزة تبحث عن الحرية والسيادة والأمن وحرية الحركة والسفر لكل مواطنيها.
ما تحمله المقترحات السابقة هي رؤية جديدة لحصار جديد، فبدل العقاب الجماعي ستتحول الرؤية الدولية والاقليمية والفلسطينية الى عقاب لقادة فصائل المقاومة الفلسطينية، وهنا مكمن الخطورة، فعندما يطرح الدكتور شعث بإقامة معبر فلسطيني في الاراضي المصرية، بحيث يمر المواطن الفلسطيني عند سفره على ثلاث معابر فلسطيني حمساوي، ومصري، وفلسطيني فتحاوي، فهذا سيزيد الحصار والمعاناة على المواطن، وسيحد من خروج ودخول قادة المقاومة الفلسطينية.
وهذا أيضاً ينطبق على الهيئة الدولية المراد تشكيلها بعضوية الولايات المتحدة واسرائيل، واشراف أممي، فيصبح الحصار في البحر والبر والجو على قادة مقاومتنا والذين أنتفض الشهداء الأتراك من أجل حماية الرسالة التي يحملونها، والذين لم يبخلوا على سكان قطاع غزة بدمائهم ولا بأبنائهم ولا بأموالهم، وهنا نستذكر شهداء قادة الحركة الوطنية الفلسطينية وعلى رأسهم الشهيد الرئيس ياسر عرافات وأحمد ياسين وأبو علي مصطفى والشقاقي وغيرهم...
لذلك سيرفض قطاع غزة كل المؤامرات التي تحاك وتحمل في طياتها بذور شيطانية الا بضمانات دولية تضمن للجميع في غزة بحرية السفر والحركة، وتضمن لجميع البضائع بالدخول، وإلا ستبقى حركة التضامن الدولية مستمرة حتى لو أجرمت اسرائيل بحقها، فكل جريمة وحماقة ترتكبها الدولة العبرية هي تعجل بقرب زوالها، لأن زوال إسرائيل حتمية قرآنية.
HOSSAM555@HOTMAIL.COM
التعليقات (0)