ما لم تع البشرية الحقائق التالية فلن تقوم لها قائمة و سيبقى الظلم و الفقر يسود العالم إلى الأبد:
1 - بناء على خلقة الإنسان و الفطرة التي فطره الله عليها فقد شاءت حكمة الله أن ينزل على البشرية كتبا سماوية معجزة تتضمن أنوارا و بصائر تذكرها بالنواميس و السنن التي فطرها عليها حتى لا تتيه في دياجير الظلمات ، و يكون الرجل قادرا بمعية المرأة على خلافة الله في أرضه ، فإما عودة إلى الجنة التي أخرج منها آدم بسبب من استماعه لغواية إبليس ، و إما خلود في النار التي اكتوى ببعض من لهيبها كل من عصى الله في هذه الأرض ..!!
2 - خطر رجال الدين عبر مختلف أحقاب التاريخ البشري على مستقبل البشرية ، بسبب من تحريفهم لكلمات الله المنزلة ، و تحويلهم للنور الإلهي إلى أغلال و أصفاد يكبلون بها حركات الإنسان و سكناته ، حتى يتسنى لهم السيطرة عليه واستغلاله في فرض هيمنتهم على جميع مقدرات الشعوب في تناغم خطير مع دور الشيطان في السعي الحثيث لــــــ" تغيير خلق الله " وانحراف الإنسان عن السير طبقا للفطرة التي فطره الله عليها ، و بعث له بالرسل عليهم السلام حتى يذكروه بـــــــــــــــ"سنة الله في الكون و الإنسان و الحياة " التي لن تجد لها "سنة الله " "تبديلا و لن تجد لها تحويلا "..
3 - على البشرية في غياب الأنبياء و الرسل عليهم السلام أن تتبع العلماء الراسخون في العلم الذين يؤمنون ب"الكتاب كله " و يستنبطون من الكتاب المنزل من الله ما يوائم حاجيات البشرية في مختلف ميادين الحياة ، و يتجنبوا استنباط القيود الظالمة لأي فئة من مكونات المجتمع ، و يراجعوا اختياراتهم في كل مناسبة و تغير تحياه المجتمعات ، بسبب من نسبية التشريعات التي يستنبطها البشر ، بشرط أن تبقى بصائر الله و أنواره الميزان القسط في كل قانون أو قرار أو إجراء ..!!
و أخيرا فإني أتحدى السلفيين في كل الديانات أن يأتوني بآية واحدة فيها قيد ، كما هو الشأن بالنسبة لاستنباطات الفقهاء و رجال الدين من أحبار و رهبان ، كما أتحداهم أن يأتوني بآية واحدة فيها مدح لرجال الدين عبر مختلف العصور و الأحقاب ، و نظرا لما شكلوه دائما من خطر على حاضر و مستقبل البشرية !!
أحسنت صديقي و أبدعت و قدمت الحجج البالغة على أحقية كتاب الله / كتب الله المنزلة بالإتباع و الإيمان بها و العمل طبقا لأوامرها ، و أستسمحك لنقل موضوعك الرائع إلى مدوناتي ..مع الشكر الجزيل ..!
https://www.facebook.com/groups/337181269690197/permalink/387587051316285/
Ali Alsaleh
بسم الله الرحمن الرحيم
وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿٤٨﴾
وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ﴿٤٩﴾
أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴿٥٠﴾
تبين الآيات أن الله انزل الكتاب بالحق ومصدق لما بين يديه من الكتاب فلا يوجد اختلاف بينه فلكل امة نصيب من الكتاب ولم يترك الرحمن امة من غير ان ينزل اليها كتاب يأمرهم بالقسط والعدل وتوحيد الله وحده والكفر بالطاغوت فالذي انزل للرسول من الكتاب مصدقا لما معهم وكذلك هو الامر نفسه مع عيسى ابن مريم اتاه الله الكتاب مصدقا لما بين يديه من الكتاب واتاه التوراة مصدقا لما بين يديه من التوراة واتاه الإنجيل فكل ما ينزله الله مصدقا لما انزل من قبل ولا اختلاف الا في أحداث وقصص حدثت لكل امة في زمنها ويقصها الله كعبرة وموعظة كما في الأحداث التي حدثت في قتال بني إسرائيل وكيف فعلوا مع رسولهم وكيف حدثت مواقف مع داود وسليمان وغيرها الكثير وكل قصة تحدث يقصها الله للأمة التي تلي لتكون لهم عبرة فذكر رسل الله وأعمالهم هي أسوة لنا وقدوة نهتدي بها بما شهد الله عليها وذكرها لنا وهي غيب و لنا شهادة بها من الله عالم الغيب والشهادة وليس ان يأتي احد من البشر ويقول حدث كذا او حدث كذا برجم من الغيب وليس لهم شهادة من أنفسهم عليه أو شهادة من الله
وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ ۚ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴿٤٣﴾
بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ ۗ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴿٤٤﴾
فما ذكر عند الرسول في الذكر الذي انزله اليه قد ذكر في الامم التي سبقتهم من اهل الكتاب وهذا اية لهم واقصد هنا اية لقومه بحيث ان علماء بني اسرائيل يعلمون من قصص الرسل فهم موجودين في كتبهم
وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿١٩٢﴾
نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ﴿١٩٣﴾
عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ ﴿١٩٤﴾
بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ ﴿١٩٥﴾
وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ ﴿١٩٦﴾
أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴿١٩٧﴾
وذكر الله ايضا ان ما انزل للرسول هو مهيمن على الكتاب فقد حفظ الله ما انزل من قبل وبين ما اخفوه من الكتاب وعفا عن الكثير وبين لهم كل شيء فعلوه من قبل ان ينزل القرآن وكيف أنهم اتبعوا رهبانهم وكفروا بعيسى الذي بعثه الله لنفس الآمر وهوأن يبين ما اختلفوا فيه وما افسدوه من بعد الرسل وايضا انقسموا بني اسرائيل الى فئتين فئة هي طائفة من بني اسرائيل وهم الحواريين وفئة اخرى بقيت على ما هي عليه ولم تؤمن بعيسى كرسول الله إليهم وبعد عيسى ايضا كفروا واختلفوا الذين امنوا بعيسى واتبعوا رهبانهم واشركوا بالله وكتبوا من اهوائهم ما هو مخالف لكلام الله ويقولون هو من عند الله وما هو من الله كما نراه اليوم وما استمروا عليه او ما ابتدعوا امورا من الممكن لم تكن حتى عند الذين كانوا في زمن الرسول نفسه
ففي زمن الرسول كانوا هناك فئة مؤمنة تؤمن بكتاب الله ولا تكتم منه شيء ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويعرضون عن اللغو فعندما جاءهم ما عرفوا من الحق امنوا به فهم كانوا مسلمين من قبل واسلموا لله وحده ويؤمنون بكل كتاب يأتي مصدقا لما معهم ولا يكتمون الله حديثا ويوفون بعهدهم الذي اخذه الله عليهم
وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ ۖ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ﴿٨٣﴾
وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ ﴿٨٤﴾
فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ﴿٨٥﴾
وكذلك
وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴿٥١﴾
الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٥٢﴾
وَإِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ ﴿٥٣﴾
أُولَٰئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ﴿٥٤﴾
وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ ﴿٥٥﴾
فكل اتباع لغير كلام الله وليس لنا به سلطان من الله هو جهل والايمان بذلك الجهل هو اشراك بالله وتقول على الله بما لم يأذن به وما لم يقله وتعالى الله علوا كبيرا عما يشركون
أما الجانب الأخر او الفئة الأخرى التي كفرت
وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ ۚ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿٨٩﴾
بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَن يُنَزِّلَ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٍ ۚ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴿٩٠﴾
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَهُمْ ۗ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنبِيَاءَ اللَّهِ مِن قَبْلُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿٩١﴾
فهم كانوا كافرين من قبل ايضا حيث لا يؤمنوا الى بما هم عليه والأنبياء الذين بعثهم الله لهم منهم قتلوهم ومنهم من كذبوهم فلعنهم الله بكفرهم
ويأمر الله رسوله ان يحكم بينهم بما انزله اليه فهو الحق الذي لا يأتيه الباطل وان لا يتبع اهوائهم لانهم قد يفتنوه ويريدون ان يضلوه عن ما انزل الله اليه وما يضلون الا انفسهم وما يشعرون ومن ذلك نفهم ان لا اختلاف بين احكام الله وتشريعه
شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ ﴿١٣﴾
وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِيَ بَيْنَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ ﴿١٤﴾
فَلِذَٰلِكَ فَادْعُ ۖ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ ۖ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ ۖ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ۖ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ ۖ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ ۖ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ ۖ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا ۖ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴿١٥﴾
فذلك الذي يجب ان نفهمه وهو ان الدين واحد وشرع الله واحد ويوصي الله رسوله ان لا يتبع اهوائهم فالكتاب مصدق لما معهم واذا اختلف شيء فذلك من اهوائهم وان يحكم بينهم بما انزل الله اليه وانه الله هو رب الناس جميعا وحكمه واحد وما يقومون به من اعمال فلا يحاججهم لان الله اعلم بما يعملون وماهي نواياهم وما يتبعون من عملهم هذا وان حكمهم الى الله الذي يحكم بينهم وهو القائم على كل نفس وما على الرسول الا البلاغ وان يقيموا التوراة والإنجيل وما انزل إليهم من ربهم وهو القرأن فأن أقاموا التوراة فقد اقاموا الإنجيل وان أقاموا الإنجيل فقد أقاموا القرآن وكلها كتب الله وكل من عند ربنا ونؤمن بكل الرسل وبكل ما جاءوا به
وَإِن جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿٦٨﴾
اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿٦٩﴾
أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ۗ إِنَّ ذَٰلِكَ فِي كِتَابٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ﴿٧٠﴾
فالرسول كانوا يدعوهم الى الحق الذي انزله الله اليه ويأمرهم ان يتبعوه وان لا يتفرقوا وان يكونوا كلهم جميعا مسلمين لله وغير متفرقين سواء كانوا من اهل الكتاب من قبل او من الأميين قومه فهو رسول الله للناس جميعا ويأمرهم الى الاسلام الذي لم يكن الرسول فيه بدعا من الرسل ويعني ذلك انه ليس اول رسول بل كان رسل من قبله وجاءوا بنفس ما جاء به وأمروا قومهم بنفس ما امر الرسول به قومه وهو الإسلام لله واتباع كتبه ورسله والآية توضح ذلك
إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿١٩﴾
فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ ۗ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ ۚ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوا ۖ وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ ۗ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴿٢٠﴾
وكذلك
وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ ۚ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي ۖ قَالُوا أَقْرَرْنَا ۚ قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ ﴿٨١﴾
فَمَن تَوَلَّىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿٨٢﴾
أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ﴿٨٣﴾
قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴿٨٤﴾
وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٨٥﴾
فالكتاب الذي انزل للرسول هو المهيمن والحافظ لما انزل من قبل وبين فيه ما كتموا من الكتاب وما حدث من قبل يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ۚ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ ﴿١٥﴾
يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿١٦﴾
لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ۚ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ۗ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
ونرى البيان الواضح في قوله انه بعث الرسول ليبين لهم ما كانوا يكتمون ويعفو عن كثير ويرفع عنهم الإصر والأغلال التي كانت عليهم وان الكتاب يهديهم سبل السلام والنجاة في الدنيا والآخرة فدين الله ليس فيه حرج وان الذين يشرعون ويضعون الإصر والأغلال على الناس من غير سلطان آتاهم فهم الكافرون الذين اشركوا بالله كلام لم ياذن به الله ويبين ايضا لهم كيف ان الذين قالوا ان الله هو المسيح من بعد عيسى وضلوا واضلوا كثيرا من بعده وهذا هو من ضمن أهوائهم الكثيرة التي امر الله رسوله وبين له قصة عيسى ابن مريم بالحق ليبين لهم ما كانوا فيه يمترون فالتوراة والإنجيل التي تقرأها اليوم في كتب الذين كفروا وضلوا السبيل هي ليست من كتب الله في شيء الا بما صدق مع القرأن المهيمن والحافظ للكتاب من قبل اما مالم يصدقه فهو من اهوائهم الذي حذر الله رسوله من تلك الأهواء وان الله اعلم بما يعملون وليس لنا الا ان نذكر بكتاب الله الحق وان ما من اله الا الله والتوراة والانجيل محفوظة في كتاب الله بعد ان بين الله في القرآن كل ما هو مهم لنجاتهم ونجاتنا واننا واياهم يجب ان نتبع النور الذي انزل للرسول الذي هو مصدقا لما معهم من الحق وليس لاهواء ورجم غيب وان الله حرم على الذين هادوا بعض الأطعمة وذلك بما افتروه هم وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون ولم يحرم الله عليهم في التوراة بلهم حرموا هم على أنفسهم وهذا موضوع اخر سنتطرق اليه ان شاء الله
يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴿٦٧﴾
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ حَتَّىٰ تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ ۗ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ۖ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴿٦٨﴾
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَىٰ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ
وكما ذكرنا اعلاه ان الذين أوتوا الكتاب يجب ان يؤمنوا بكل الكتب وبكل الرسل فان امنوا فقد اهتدوا ان كفروا فقد ضلوا وعند الله هم الكافرون وحكمهم الى الله يوم القيامة وهو اعلم بما يعملون
ويبين الله ان ليس هناك فرق بين احد من تلك الأمم سواء من الذين هادوا او الصابئون او النصارى ان امنوا بالله والذي يؤمن بالله فيجب ان يصدق بما ينزل الله وبكلامه وليس ايمان بوجوده وكفر بما ينزل فهذا كفر ولن يرضاه الله وان كل الناس ايا كانوا طائفتهم فهم سواسية عند الله ان امنوا به وبما انزل ومن كتاب واليوم الأخر واسلم وجهه حنيفا وذلك هو الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون
وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ
الله لم يترك احد من الأمم إلا وبعث رسول ينذرهم ويبشرهم وانزل لهم الكتاب ليحكموا به وهذا معنى انه جعل لكل امة شرعا ومنهاجا وأساسه هو الإسلام لله وأحكامه وان كتب الله مصدقة لما بينها وان هذه امتكم اي امة البشر كلها امة واحدة وان يستمسكوا بكتاب الله ولا يتبعوا اهواء الذين يشرعون ويحكمون من دون الله لان ذلك يسبب التفرقة والكفر بالكتب التي تأتي بعد ما انزل اليهم من قبل
وان الله انزل الكتاب لموسى وامرهم ان يتبعوا مافيه وان يصدقوا ان جاءهم رسول مصدق لما معهم ولكن للأسف تفرقوا ايضا بعد ان جاءهم عيسى بالبينات وبما هو مصدق لما معهم ومن بعده الرسول النبي الأمي جاءهم ليبين لهم الشرعة والمنهاج وان هذا هو اساس الاختبار الذي يختبر الله الناس فيه فهو ينزل كتابا ويأمرهم ان يتبعوا ما سيأتيهم مصدقا لما معهم وذلك هو ليبلوهم في ما اتاهم ليعلم هل يتبعوا كتاب الله الذي اتاهم من قبل ام يتبعوا الباطل ويفرحون بما لديهم من اهواء من دون كتاب الله ؟
فلو شاء الله لجعلكم امة واحدة ولكن ليبلوهم ويرى من يعبده ويتبع كتبه ومن يكفر ويتبع اهواء قوم ضلوا من قبل والايات تبين ذلك
وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ
فالاختلاف هو بين الكفر والإيمان بكتاب الله وبما اتاهم وليرى الله هل اوفوا الناس بميثاقهم الذي واثقهم به وكان عهدا عليهم ام يكفروا ويتبعوا ما عندهم من كلام يخالف ما لديهم من كلام الله الذي عندهم والذي يأمرهم في التصديق بكل الكتب المنزلة
وهذه ايات اخرى تبين نفس الموضوع:
كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ۚ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۖ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ ۗ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٢١٣﴾
وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿١٩﴾
وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴿١١٨﴾
إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ۗ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿١١٩﴾
وهنا نرجع لاول الموضوع وهو كلمة الحق من الله وهي في تلك الاية
يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي ۙ فَمَنِ اتَّقَىٰ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٣٥﴾
وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٣٦﴾
الإسلام ذلك الدين القيم والذي هو معنى عظيم وليس اسم لطائفة معينة بل هو امر من الله بأن يسلم له كل الناس وان لا يتفرقوا مهما كان أصلهم وعشيرتهم وان يعبدوا الله وحده وان يستمسكوا بحبله ولا يتبعوا الهوى فيضلوا عن سبيله وان الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا
جعلني الله واياكم على صراطه المستقيم وان نتبع احسن ما انزل الينا وان نترك او كل الأعمال والأقوال التي لا يرضاه الله لنا والحمد لله الذي انزل لنا نورا نهتدي به ونسأله ان يثبتنا عليه الى يوم نلقاه ان الله سميع عليم
وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته
التعليقات (0)