مواضيع اليوم

خطر الاستشراق

محمد محمود كالو

2010-02-10 12:02:49

0

خطر الاستشراق

ابو بكر بلقاسم ضيف الجزائري


بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد


اطلعت على كتاب الإسلام والدعوات الهدامة لصاحبه أنور الجندي فرأيت من الضروري الاقتباس من هذا الكتاب مقالا مهما جدا لنفيد ويستفيد غيرنا من خطر الاستشراق على الإسلام وأبناء الإسلام والدين الذي يدعو له الإسلام، والدعوات الهدامة التي يدعوا لها المستشرقين.
... ولما كان الاستشراق هو المصنع الأساسي لمخططات التغريب بينما التبشير هو أداته فإن أصدق تعريف للاستشراق هو : استخدام العلم في خدمة السياسة
ومادة الاستشراق هي أعظم معطيات التبشير عن طريق المدرسة والصحيفة وفي مجال التعليم لدعم خططه وإثارة عوامل الخلاف وتأريث الشبهات ، ذلك أن الاستشراق إنما يدرس القضايا بوجهة نظر مسبقة وبأحكام مقررة وبأهداف واضحة ، أساسها خدمة النفوذ الاستعماري وقوامها التعصب والاتهام للإسلام والعروبة واللغة وأعمال رجاله هي البحث بملقط وتحت مجهر عن هفوات صغيرة وتكبيرها وجمعها وتضخيمها ، ومهما صبغت كلماته في أسلوب براق له مظهر علمي فإنها تنطوي على الحقد والتعصب مع عدم الخبرة ووضوح انحياز الهدف.
وقد عمل عدد كبير من رجال الاستشراق في مجال التبشير، وكانت كتاباتهم وقودا قويا في أيدي المبشرين ومن هؤلاء: مرجليوث وماسنيون وهنري لامنس ولويس شيخو وفنسنك وجولد زيهر وهم أشد المستشرقين تعصبا على الإسلام واللغة العربية ، وتكشف أعمال المستشرقين عن غير قليل من القصور في الفهم والهوى في القصد ، وأخطر ما يتصل بتاريخ الاستشراق : أن رجال الإرساليات التبشيرية قد خلعوا أثوابهم في السنوات الأخيرة( بعد أن انكشف أمرهم وتخفوا وراء ستار الاستشراق) ويتحدث الكثيرون بحسن نية وبساطة عن الدور الذي حققه الاستشراق في بعث التراث العربي الإسلامي ، ومن يعرف أن مصدر اهتمام المستشرقين بالإسلام والعرب ليس مجردا ولا خالصا لوجه العلم والحق، إنما يدركون كيف يفيدون من وراء هذه الدراسات تعرفا الى نفسية هذه الأمم ليكيفوا مواقفهم ومعاملاتهم، وليكشفوا تطلعاتها ليحكموا الضربة ، ويحيطوا بوسائل الإخضاع والسيطرة وهو يستهدفون من ذلك كله معرفة جوانب القوة للقضاء عليها، وجوانب الضعف لتعميقها وذلك في سبيل هدف واضح هو أن يبقى نفوذهم ويستمر ، وهم في كل ما كتبوه قد عمدوا إلى وضع الإسلام والعرب واللغة العربية والتاريخ في قفص الاتهام وأوقفوا كتاب العرب والمسلمين موقف الدفاع ورد السهام.
وإذا كان الاستشراق خالصا لوجه العلم ففيم يركز على الجوانب الضعيفة والروايات المدخولة والشبهات المشكوك فيها والنصوص المحتملة ، ويدع كل ما هو وثيق ومستكمل وواضح ؟ ولماذا يركز على الخلاف حين يدرس الشريعة؟ ويركز على الباطنية حين يدرس الفلسفة؟ويركز على وحدة الوجود حين يدرس التصوف ويركز على العامية حين يدرس اللغة ؟
ولماذا يولي اهتمامه لبشار وأبي نواس في الأدب ؟ والحلاج والسهوردي في التصوف، وأبي بكر الرازي والرواندي في الفلسفة ولماذا يهاجم المتنبي والغزالي وابن خلدون وابن تيمية وهم من أبرز أعلام الأدب ؟ والفكر الإسلامي .
ولماذا يدع ألف باب من أبواب الأصالة في الفكر الإسلامي ليركز على حواشي تتصل بالآثار الفارسية والهندية واليونانية ؟ ولماذا يبعث من جديد الشبهات التي أثارتها الشعوبية قديما ويطرحها من جديد؟ ولماذا يعيد إلى البقاء حيث لا سبيل للبقاء الفرعونية والفينيقية ؟ويركز على الخلاف بين السنة والشيعة ويحاول إثارة الخلاف بين الأديان والأمم والمذاهب ويفتح باب الشكوك بين العرب والمسلمين ؟ ولماذا الاهتمام بأخبار الزنج والقرامطة والمجوسية والادعاء بأنها ثورات إسلامية ؟ ولماذا تكتب الأبحاث المطولة عن نبوة مسيلمة الكذاب وإنكار وجود عبد الله بن سبأ ؟
إن نظرة شاملة إلى أعمال الاستشراق تكشف بوضوح عن أنه ركز على الأفكار الدخيلة والفلسفات الوافدة والمواقف المضطربة ، وحاول أن يضم ذلك كله إلى تراث الإسلام النقي الصافي.
والى هنا أخي القارئ أردت من نشره نظرا لما يحاك للإسلام والمسلمين من قضايا واضحة يريدونا تزويرها وتشويهها وقد كشف القناع مؤخرا حتى من بعض العرب الذين يريدون القضاء على كل شيء العروبة والإسلام والجهاد وبيع القضايا الإسلامية كالقضية الفلسطينية ، أرجوا من المطلعين أن ينشروا هذا المقال في مواقع أخرى وذلك لأهميته وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !