مواضيع اليوم

خطر اسلام متطرف ام سايکس بيکو جديدة

alsania alsania

2011-02-12 11:06:22

0

خطر اسلام متطرف ام سايکس بيکو جديدة

 

العلامةالسيد محمد علي الحسيني

الاحداث التي شهدتها تونس و تشهدها مصر حاليا، شکلت و تشکل مادة دسمة و غنية لوسائل الاعلام الغربية حيث تتصدى لدراستها وتحليل أسبابها ونتائجها بطرق واساليب متباينة، وعلى الرغم من اليقين الکامل لدول الغرب من أن الانتفاضتين العربيتين في تونس ومصر هما أساسا تتداخل فيهما عوامل وأسباب مختلفة الابعاد والاتجاهات، لکن، يبدو أن هناك اوساط عديدة في الولايات المتحدة الامريکية و بعض من الدول الأوروبية تسعى للترکيز وبصورة ملحوظة على مزاعم خطر وصول الاسلاميين للسلطة في هاتين الدولتين وأية دول عربية أخرى وتطرح بهذا الخصوص سيناريوهات متعددة ومختلفة الاوجه لتبرير هذه المزاعم التي تريد في نهاية المطاف ان تقول بأن العرب لا ولن يؤمنوا بالديمقراطية وانهم يحاولون تغيير(الانظمة العربية الاستبدادية شبه العلمانية)، على حد زعمها، الى (أنظمة اسلامية شمولية) أکثر استبدادية وقمعا(على حد زعمهم)، ومن دون أدنى شك او تساؤل او تخمين، فإن الکيان الصهيوني والاوساط المرتبطة او المتحالفة او القريبة منه، هي التي تقف ضد هذه الحملة المسعورة والمشبوهة ضد الاسلام والعرب.
ان التدقيق في بعض من التقارير الخبرية التي تداولتها الدول الغربية خلال الاحداث التي عصفت بتونس وتلك التي تحدث الان في مصر، نراها تشدد وبشکل واضح جدا على عفوية وشعبية تلك الاحداث وتؤکد بأنها نابعة وناجمة من إرادة شعبية عامة لاتخضع لإملاءات دينية او فکرية او سياسية معينة بقدر ما تعکس إرادة شعبية متولدة أساسا عن غضب عارم کان مکبوتا لأعوام طويلة، ففي المظاهرات التونسية والمصرية، تجد المثقف والامي، الفلاح والمهندس، المسلم والمسيحي، في حين ان تقارير خبرية وتحليلية أخرى تسلط الاضواء في نفس الوقت على ظلال هيمنة ونفوذ تيار اسلامي"متشدد" على السياق العام لکلتي الانتفاضتين وتقودان نشاط سياسي ـ شعبي هدفه النهائي هو الوصول الى الحکم.
بديهي اننا کمرجعية اسلامية للشيعة العرب، قد کانت لنا وجهة نظرنا وموقفنا المحدد من مجمل الاحداث التي تعصف بالمنطقة بشکل عام وببعض الدول العربية بشکل خاص، تبين وبشکل واضح لايقبل الجدل من أن هناك أمور غير عادية تحدث في المنطقة، أمور تحدث بصورة استثنائية وملفتة للنظر خصوصا مع التصعيد الغريب والفريد من نوعه في سياقاتها نحو التأزيم، ولعل إهتزاز الاوضاع العامة في تونس بتلك الطريقة التي لفتت نظر وإنتباه العالم کله ومن ثم إنتقالها"وکأنها عدوى من شکل خاص"الى قلب العروبة وصمام أمان الامة العربية مصر، وجعل هذا البلد ونظامه السياسي تحت المجهر وطرح مسألة تغييره بشکل کلي، قد دفعت الکثير من الاوساط"العروبية"المخلصة لقضيتها ومبادئها الاساسية ان تطرق مليا و تفکر بعمق في الخط العام ليس لما يدور في مصر لوحدها وانما لکل الذي يدور في المنطقة وتسعى لإيجاد ثمة خيوط إرتباط محددة بينهما وبين التحديات والتهديدات"الکبيرة" التي تحدق بالامة العربية قبل النظام العربي الرسمي ويقينا ان القلق والتوجس اللذان يعتريان کل المخلصين والمؤمنين بالعروبة، له ما يبرره ويمنحه أکثر من سبب وعامل لکي يستمر و يعتمر في أعماق هذ‌ه الشريحة المؤمنة بقضايا واهداف وهموم وطموحات الامة العربية، ولاسيما ان المؤامرات والمخططات المتعددة الجوانب والابعاد التي حاکتها وتحيکها العدوة اللدودة الاولى للامتين الاسلامية والعربية الکيان الصهيوني الغاصب للأرض العربية الفلسطينية وکذلك قوى أخرى تتربص شرا بالعرب و لاتريد او ترجوا خيرا لها وانما تحاول وبشتى الطرق لإستغلال العرب کجسر او معبر للوصول الى غايات واهداف مشبوهة لاعلاقة لها بقضايا وهموم وتطلعات الامة العربية، تدفع العروبيين والمخلصون لأوطانهم کي يدققوا ويفکروا أکثر فأکثر بمجمل الاحداث التي عصفت بالمنطقة والسعي لبلورة موقف محدد وواضح منها يقوم على أساس المصلحة العليا للأمة العربية.
اننا کمرجعية اسلامية للشيعة العرب، في الوقت الذي نفند فيه مزاعم سيطرة التيارات الاوصولية والمتطرفة الدينية على زمام الاحداث التي تعصف بالمنطقة، فإننا لانستبعد بالمرة أبدا إحتمالات قيام نوع من(التفاهم والتخطيط والتنسيق) بين بعض من الدول الغربية وبين تلك التيارات الاسلامية المتطرفة ومنحها دعما ملحوظا لکي تحدث هزة قوية وعميقة في الخط والمسار العام للاوضاع العربية القائمة کي يتم من خلال ذلك تمرير مخططات و أجندة استعمارية مشبوهة أخرى تخدم اولا واخيرا الاهداف المشترکة والمتداخلة بين هذه الدول وبين الکيان الصهيوني اللقيط، واننا نهيب بالامة العربية بشکل عام وبالشعب المصري بشکل خاص جدا، أن يتحلى بدرجة أعلى من اليقظة وروح الشعور بالمسؤولية ويميز بفطنته وذکائه الاسود من الابيض والصالح من الطالح، إذ انه ومن دون أدنى شك، هنالك خيوط واضحة وجلية لمؤامرة صهيونية ـ استعمارية جديدة ضد أمتينا الاسلامية والعربية تقوم على اساس وقاعدة فرق تسد وتهدف فيما تهدف الى المزيد من تمزيق وتفتيت الدول العربية الى کيانات و اقاليم أصغر لکي تجهز عليها الواحدة تلو الاخرى ولکي تحفظ أمن واستقرار العدو الرئيسي للأمة الاسلامية والعربية الکيان الصهيوني المجرم، واننا من موقعنا المرجعي ندعو ونحث الامتين الاسلامية والعربية للوقوف سدا منيعا بوجه مؤامرة التقسيم والتشتيت والتفتيت الجديدة وعدم فسح المجال للقوى الطامعة في خيرات أمتنا بالنفوذ والتغلغل في اوطاننا من أجل غايات واهداف خبيثة ومشبوهة.

المرجع الإسلامي للشيعة العرب.

 

 

http://an-lb.com/index.php?id=10185

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !