مواضيع اليوم

خطة عنان: هل هي بداية النهاية ؟.

محمد مغوتي

2012-03-30 00:03:39

0

     مازال النظام السوري يمضي قدما في سياساته الهمجية ضد أبناء شعبه. وما زالت حفلة الدم التي يقيمها قتلة الأسد منذ أكثر من سنة تصنع الولائم بدماء السوريين يوما بعد يوم في مشهد روتيني لا أحد يعرف نهايته. لكن يبدو أن المساعي الدولية التي ظلت حتى الآن دون مستوى التطلعات، يبدو أنها انتقلت إلى تجريب وصفة جديدة لعلها تكون الترياق المناسب لحل الأزمة السورية. ويبدو أن الأمل في التوصل إلى حل ما بدأ يحذو المجتمع الدولي بعد إعلان دمشق عن قبولها بالخطة.
     جاء كوفي عنان في مهمة ديبلوماسية جديدة بصفته مبعوثا مشتركا بين الأمم المتحدة والجامعة العربية،وذلك لتقديم تصور يفضي إلى حل المشكل السوري وتجنيب المنطقة كل ما من شأنه أن يتحول إلى كرة من نار يمكن أن يمتد لهيبها على نطاق واسع. وتتضمن الخطة التي أعلنها الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة ست خطوات لتجاوز الأزمة. ويتعلق الأمر أولا بالإلتزام من أجل عملية سياسية شاملة، والإلتزام بوقف جميع أعمال العنف المسلح وسحب القوات ووقف تحركها نحو المناطق المأهولة ثانيا. ثم الإتفاق لتطبيق هدنة يومية لمدة ساعتين للسماح بإحضار المساعدات إلى جميع المناطق المتضررة ثالثا. بينما تنص الخطوة الرابعة على الإفراج عن جميع المعتقلين بشكل تعسفي. أما النقطة الخامسة فتتحدث عن ضمان حرية الحركة للصحافيين دون تمييز، وفي الخطوة السادسة تشدد خطة عنان على احترام الحق في التظاهر دون قيود.
     الواقع أن الخطة الجديدة التي تشكل خارطة طريق يفترض أن تضع حدا لمعاناة الشعب السوري، تعاني من ثغرات كثيرة من شأنها أن تمنح لنظام البعث الدموي مزيدا من الوقت للإنفراد بالشعب الأعزل. إذ أنها لا تقدم أي تصور واقعي للتدابير التي ينبغي اتخاذها لإنجاح الخطة، كما أنها لا تلزم النظام السوري بموعد زمني لتنفيذ بنودها. ومن تم فإن تصور عنان للحل في سوريا يتوقف بالدرجة الأولى على مدى استعداد الأسد للإستجابة الفعلية لتفاصيل الخطة. وبالنظر إلى العقيدة العسكرية للنظام البعثي الذي لا يعترف إلا بلغة القتل،(والذي يعمل بقاعدة: " كلام الليل يمحوه النهار")، فإنه من الصعب أن تتحقق هذه المساعي التي يحملها عنان، خصوصا وأن التجربة أثبتت أن هذا النظام ليس أهلا للثقة أبدا... لذلك فإن الدور الروسي سيكون أكثر حضورا في الأيام المقبلة، لأن الولايات المتحدة الأمريكية تراهن على خطة عنان لتجنب حرب أهلية شاملة في سوريا. وبهذا المعنى فإن انتظار تدخل عسكري على الطريقة الليبية بات خيارا متجاوزا في أجندة صانعي القرار السياسي في العالم، وذلك بالنظر إلى تأثير الوضع السوري بشكل مباشر على مستقبل الشرق الأوسط، والمجازفة باستخدام القوة ضد نظام الأسد يمكن أن تجر المنطقة بأسرها إلى خط النار. فماذا تبقى إذن؟.
     إن الخطة الجديدة التي يقترحها عنان تتناغم تماما مع الإستراتيجية الأمريكية التي تقوم على ضرورة إنهاء نظام الأسد بدون استخدام القوة. ويبدو أن الخطوتين الأخيرتين في خطة عنان تشكلان البداية الفعلية في الطريق إلى تحقيق مطلب إسقاط الأسد، فتواجد الصحفيين في المدن السورية سيسمح ( لو تحقق) باتضاح الصورة، ونقل الوقائع بشكل صحيح سيظهر للعالم الحجم الحقيقي للحراك الشعبي، وسيبث الروح بقوة أكبر عند المحتجين. وإذا حصل هذا السيناريو فعليا، فإن ذلك يعني إعادة لمشهد ساحة التحرير في مصر بطبعة سورية هذه المرة. وهكذا فإن خطة عنان تشكل في العمق منفذا لتنحي الأسد بأقل الخسائر الممكنة. لكن العائق الأساسي أمام الوصول إلى هذا المبتغى يرتبط بموقف النظام نفسه، والذي لا يبدو أنه سيلتزم بالخطة بشكل كامل إذا وجد فيها ما يعجل بنهايته.
 

      محمد مغوتي 29-03-2012.
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !