حميد العبيدي لم يكن ليتوقف علاوي من جولاته المكوكية التي يجوب بها على دول الغربان السود العرب وهو يجتمع مع هذا الملك وذاك الامير طارحا جميع الملفات التي تمس امن الدولة وجعلها في خطر بين يدي هؤلاء البلهاء الذين لا يعون من السياسة غير التآمر على العراق وتمزيقه بالأموال وضخ البترول الى هذه الدولة او تلك من اجل الحصول على اصوات في المجتمع الدولي لتأليب الوضع على حكومة العراق وبالذات على شخص المالكي الذي بات اليوم عثرة في طريقهم وطريق اياد علاوي تحديدا، واقول محددا هذا الرجل من بين القائمة العراقية لان فيها الكثير من الوطنيين الذين لا يريدون التمزيق للعراق وقد اثبتت كل الاخبار التي يتم تسريبها من بين المفاوضات والاجتماعات ان اياد علاوي لا يريد حلا لأي أزمة سياسية او امنية تحصل في البلد بل همه الوحيد هو الوصول الى رئاسة الوزراء بأي ثمن وذلك ما تدفع باتجاهه جهات اقليمية من أقزام الخليج التي لا تتواني ان توصل هذا الرجل وان كان على جثث العراقيين وحياتهم وامنهم. اخر جولة من المفاوضات السرية الخبيثة لعلاوي كانت له مع بعض الدول التي اتخذت قرارها بعدم قبول الحكومة الحالية في البقاء على رأس الحكم في العراق بعد ذهابه الى لندن التي كان يأمل منها الدعم السياسي في سبيل طمأنة عربان الخليج ولكنه يعلم جيدا ان السياسية البريطانية يحسبون لها الف حساب في التعامل الدولي وهي ليست سياسة اولئك الذين يظنون انهم يكسبون آنيا بشراء الاخرين بالأموال، يتحدث السيد علاوي عن الخطة الاستراتيجية ويصورها وكأنها من داخل العراق كحل للأزمة السياسية في البلد يقول (تم رسم خطة قوية عملنا على اعدادها منذ أشهر تنطلق من حركة الوفاق الوطني، وأن الخطة ستضم القيادات والشخصيات المعروفة بوطنيتها ولم تحيد عن الخط والبرنامج الوطني لائتلاف العراقية، لتتوسع مع زعماء العشائر والقبائل العراقية العريقة والشخصيات الوطنية وكل القوميات والكتل السياسية والبرلمانية لإنقاذ البلاد من المأزق الذي وصلت إليه، وأن سياسية اجتثاث البعث التي نراها الآن وإغراء أعضاء بالبرلمان عبر التهديد والوعيد والتراجع الأمني الخطير والتدخلات الإقليمية، فرضت علينا اعداد خطة سياسية استراتيجية ستعمل بقوة على انهاء الوضع المأساوي للشعب العراقي عبر الضغط والتأثير والاقناع اعلامياً وسياسياً ومدنياً)!، ربما من يسمع هذا الكلام يقول ان التحرك الذي يقوم به هو جمع شمل العراقيين والدخول جميعا في بودقة واحدة لكن غير المعلن عند قيادات حركة الوفاق هو اتصالهم بجهات موجودة في الاردن والسعودية وقطر وابو ظبي ومن هرب منهم الى بعض الدول العربية ممن كانوا في سوريا بالإضافة الى جميع المرتبطين معهم في العراق من خلايا بعثية نائمة الذين يُظهرون اليوم برائتهم من حزب البعث كذبا وبهتانا وكأنهم الحمل الوديع الذي يخاف على الوطن والشعب ويعتبرون أنفسهم واجهات العشائر العريقة وهم في حقيقة الامر ليسوا الا وجوه مكفهرة طالما اوغلت تعذيبا وتقتيلا بالشعب العراقي ونفس تلك الوجوه التي حجت الى اسطنبول في تركيا للقاء الهارب من العدالة طارق الهاشمي والذي دفع بهم لان يكونوا حطبا لمخططاته الخبيثة من خلال الاموال التي اغدقها عليهم فكانت ثمرة ذلك انهم اصبحوا سماسرة لشراء الاسلحة وتهريبها من الوسط والجنوب الى مجاميعهم المسلحة التي عاجلا ام آجلا سيقتلونهم وابناء جلدتهم بها. لقد ضمن علاوي من رفاقه العرب الموتورين والحاقدين الدعم المادي والسياسي وضمان اصوات بعض الدول التي يمكن شرائها بالأموال اضافة الى الدعم الاعلامي الذي تحدث عنه في خطته حيث ضمن قناتي الجزيرة والعربية الفضائيتين والكل يعرف مدى قدرتيهما الاعلامية في الكذب والتضليل للرأي العام كما فعلوه في مصر وليبيا واليمن واليوم في سوريا، هذا اضافة الى ضمانهم بعض القنوات العراقية المدعومة بأموالهم وبذلك سيكون العراق عاد بنا الى مربع ما قبل العام 2003 وستشاهدون بالتأكيد بدلات الزيتوني تنزل الى الشارع العراقي مرة اخرى تحت مسميات جديدة ستسمعون بها فيما بعد من اجل أن تنطلي كل اللعبة على الشعب العراقي.
التعليقات (0)