وكشف يوسف الفار، العضو المنتدب لشركة النعيم فى حواره مع «المال»، أن الخطة ترتكز على 4 محاور رئيسية، على رأسها بحث فرص إعادة هيكلة محفظة الاستثمارات المالية المملوكة للنعيم، والتى تضم استثمارات عقارية متنوعة إلى جانب حصتها البالغة %10 بالبنك المصرى الخليجى، فضلاً عن اعتزام إحدى الشركات التابعة بناء مبنى إدارى بالقرية الذكية على مساحة 10 آلاف متر مربع.
وأشار يوسف الفار، إلى أن قطاع إدارة الأصول يشكل محوراً أساسياً للتوجه نحو إصدار صندوقين عقاريين بمصر ودبى، بقيمة تقترب من 250 مليون جنيه للصندوق الواحد. وكذلك تطوير الخدمات والعروض المطروحة لعملاء السمسرة للاستفادة من الانتعاشة التى تشهدها أسواق المنطقة، والعمل على ترتيب طروحات جديدة، غير أنها ما زالت فى مراحل أولية.
تنشيط السمسرة للاستفادة
من طفرة الأسواق
قال الفار إن تحسن أداء قطاع السمسرة يأتى فى مقدمة استراتيجية شركته، وذلك من خلال تطوير الخدمات المقدمة للمتعاملين، سعياً لتوسيع حصتها السوقية فى مصر والإمارات فى ظل الطفرة السعرية فى قيم الأسهم على مدار العام الحالى.
وأشار إلى أن أداء قطاع السمسرة خلال الأشهر الماضية، ساهم فى تعزيز ربحية النعيم، بعد أن كانت مساهمة القطاع محدودة خلال السنوات الأخيرة، نتيجة الاضطرابات السياسية والاقتصادية التى انعكست على أداء أسواق المال، وتحديداً المصرية.
وتقدمت النعيم مركزين بترتيب شركات السمسرة بالبورصة المصرية خلال تعاملات أغسطس لتأتى فى المركز الـ 15 بقيم تداول بلغت 636.2 مليون جنيه، فى حين جاءت فى المرتبة الـ12 خلال تعاملات 8 أشهر.
وأكد أن بورصات المنطقة وخاصة مصر والسعودية والإمارات ما زالت تمتلك فرص نمو كبيرة حتى نهاية عام 2015، فى ضوء تطور المؤشرات الاقتصادية واتجاه بعض الشركات لطرح أسهمها فى البورصة، مستشهداً بطرح العربية للأسمنت فى مصر وطرح إعمار للمراكز التجارية فى سوق دبى المالية
.
وتابع: الأسواق مهيأة لاستقبال طروحات جديدة لتعويض الخسائر التى تكبدتها، لافتا إلى أن الأسعار السوقية للأسهم لم تصل حتى الآن إلى مستويات ما قبل اندلاع الأزمة المالية العالمية فى عام 2008، خاصة فى ظل تزامن بدء تعافى الأسواق العالمية مع ثورات الربيع العربى مما أدى لحرمانها من الاستفادة من موجة الصعود حينها.
.
وتابع: الأسواق مهيأة لاستقبال طروحات جديدة لتعويض الخسائر التى تكبدتها، لافتا إلى أن الأسعار السوقية للأسهم لم تصل حتى الآن إلى مستويات ما قبل اندلاع الأزمة المالية العالمية فى عام 2008، خاصة فى ظل تزامن بدء تعافى الأسواق العالمية مع ثورات الربيع العربى مما أدى لحرمانها من الاستفادة من موجة الصعود حينها.
هيكلة محفظة الاستثمارات
المالية والعقارية
وحدد الفار المحور الثانى باستراتيجية النعيم فى هيكلة محفظة الاستثمارات، إذ إن الشركة بصدد دراسة أسلوب الهيكلة المرتقب الاستقرار عليه، حيث تضم المحفظة استثمارات عقارية تتمثل فى امتلاك 47 % من شركة ريكاب و10 % من أسهم البنك المصرى الخليجى.
ولفت إلى أن إعادة هيكلة الاستثمارات قد يتضمن وفقاً للخطة دراسة بيع بعضها بغرض توظيف حصيلة البيع فى شراء أسهم شركات أخرى بأسواق المال، سواء المصرية، أو العربية بهدف الاستفادة من الطفرة السعرية المرتقبة حتى نهاية العام المقبل.
وأوضح أن شركة ريكاب تضم تحت مظلتها استثمارات عقارية متنوعة تشمل قطع أراض بالقرية الذكية تصل مساحتها إلى 25 ألف متر مربع وقامت ببناء 5 مبان عليها حتى الآن على مساحة 8 آلاف متر، بالاضافة إلى امتلاك شركة النعيم للاستثمارات العقارية بالكامل، وهى تساهم بدورها بـ49.5 % فى شركة نايل بالم النعيم التى تمتلك 136.5 ألف متر بمنطقة مصطفى كامل بالإسكندرية بالشراكة مع شركة بالم هيلز.
وأردف أن النعيم للاستثمارات العقارية تمتلك أيضاً 100 % من أسهم شركة بلادى التى بحوذتها قطعة أرض بمنطقة مرسى علم، على مساحة 500 ألف متر، إلى جانب محفظة وحدات عقارية بمشروعى كازا بالشيخ زايد وبالم باركس بالقطامية.
تسريع وتيرة تنفيذ المشروعات
تسريع وتيرة تنفيذ المشروعات
أكد الفار، أن خطة إعادة هيكلة محفظة الاستثمارات لن تثنى الشركة عن دفع خطط تطوير المشروعات العقارية للأمام، خاصة أن الهيكلة لن تتطرق إلى جميع استثمارات النعيم، بل بعض الاستثمارات التى ستحددها الدراسة المنتظر البدء فيها.
وتابع: المشروعات العقارية المخطط تنفيذها ستتضمن إقامة مبنى على مساحة 10 آلاف متر بالقرية الذكية، ويتضمن المخطط العام إقامة وحدات صغيرة ومتوسطة الحجم تتراوح مساحتها بين 50 و200 متر تقريبًا بهدف تأجيرها أو بيعها لمزاولة أنشطة مهنية أو إدارية.
وأضاف أن الشركة تعكف حالياً على تسريع وتيرة تسويق المبانى الذكية المقامة فعلياً عبر تنظيم أول مزاد لبيع طابقين بالمبنى الادارى B109، مستفيدة من الارتفاع الملحوظ فى أسعار العقارات خاصة المراكز التجارية والإدارية.
وتمضى شركة القرية الذكية للاستثمار العقارى «سفريكو» المملوكة لشركة النعيم، قدماً فى بيع مبنى F4 بمساحة 4750 متراً مربعاً إلى شركة ديتاك للمقاولات بقيمة 57 مليون جنيه.
وأشار إلى أن النعيم للاستثمارات العقارية تفاضل بين بيع قطعة الأرض المملوكة بها بالاسكندرية على مساحة 13.5 ألف متر مربع أو إقامة مشروع سياحى عقارى يتضمن وحدات فندقية وإدارية وتجارية وسكنية فارهة تحظى بمواصفات المشروعات العقارية الراقية، فضلاً عن سير شركة بلادى التابعة للنعيم فى التصميمات الخاصة بإقامة فندق بمنطقة مرسى علم كمرحلة أولى لتطوير اجمالى المساحة البالغة 500 ألف متر مربع.
الصناديق العقارية تترأس أولويات إدارة الأصول
وألقى الفار الضوء على المحور الأخير بخطة التوسع، قائلاً إن ادارة الاصول تستحوذ على اهتمام كبير باستراتيجية الشركة، حيث تستهدف إصدار صندوقين عقاريين بمصر ودبى بقيمة لا تقل عن 250 مليون جنيه للصندوق الواحد، خاصة بعد أن أصدرت الهيئة العامة للرقابة المالية بالسوق المصرية القواعد المنظمة لاصدار الصناديق العقارية.
وأضاف أن هناك عدة عوامل تشجع النعيم على اقتحام مجال الصناديق العقارية، فى مقدمتها امتلاك الشركة محفظة استثمارية متنوعة بين المشروعات الادارية والسكنية، بخلاف محفظة أراض مجهزة للتطوير، فضلاً عن رغبة العديد من المستثمرين للاستثمار فى أدوات تحقق عوائد مستمرة.
ولفت العضو المنتدب للنعيم إلى أنه رغم توقعات استمرار تحقيق الأسهم طفرة فى أسعارها السوقية، فإن الشركة لا تخطط لاطلاق صناديق متخصصة فى الاستثمار بالاسهم أو السندات، ولكن تستهدف جذب المزيد من المستثمرين لادارة محافظهم المالية.
وحول صندوق المتاجرة فى الذهب، رهن الفار التقدم بطلب للهيئة العامة للرقابة المالية لاصدار الصندوق بإلغاء البنك المركزى الحظر على تحويل الدولار للخارج، والمحدد بـ 100 ألف دولار سنوياً كحد أقصى، نظراً لأن عمليات المتاجرة تعتمد على شراء سبائك الذهب من الأسواق العالمية بالدولار.
ولا تختلف مسألة القيد المزدوج لأسهم النعيم فى بورصة أبو ظبى عن ذلك الوضع، فرغم اقتراح النعيم آلية تسمح بتنازل المستثمرين العرب والأجانب عند تحويل أسهمهم عن الزام البنوك – المودع لديها أرصدتهم – بتوفير رصيد دولارى عند بيع هذه الأسهم، فإن هيئة الرقابة المالية أكدت أنه لا يمكن تغيير القواعد من أجل شركة واحدة.
وتنص القواعد على أن تكون البورصة الأجنبية محل تحويل الأسهم خاضعة لجهة رقابية تمارس اختصاصات مماثلة للهيئة فى مجال
سوق رأس المال، وأن تكون عضوًا بمنظمة هيئات الأسواق المالية الدولية «IOSCO»، وألا يتجاوز ما يتم تحويله ثلث رأسمال الشركة، علاوة على إصدار خطاب ضمان غير قابل للإلغاء، يلتزم بمقتضاه المستثمرون بتحويل مقابل بيع الأسهم بإحدى العملات الأجنبية الرئيسية إلى أحد البنوك الخاضعة لإشراف البنك المركزى المصرى، أو إعادة تحويل ما لم يتم بيعه منها إلى شركة مصر المقاصة، وذلك خلال مدة زمنية لا تتعدى 30 يومًا.
سوق رأس المال، وأن تكون عضوًا بمنظمة هيئات الأسواق المالية الدولية «IOSCO»، وألا يتجاوز ما يتم تحويله ثلث رأسمال الشركة، علاوة على إصدار خطاب ضمان غير قابل للإلغاء، يلتزم بمقتضاه المستثمرون بتحويل مقابل بيع الأسهم بإحدى العملات الأجنبية الرئيسية إلى أحد البنوك الخاضعة لإشراف البنك المركزى المصرى، أو إعادة تحويل ما لم يتم بيعه منها إلى شركة مصر المقاصة، وذلك خلال مدة زمنية لا تتعدى 30 يومًا.
خطط أولية لادارة طروحات جديدة
لم تكن الطروحات بعيدة عن حديث يوسف الفار، حيث أكد أن الشركة تعكف على الترتيب لطروحات جديدة، غير أنها مازالت فى مراحل أولية بما لا يسمح بالكشف عنها الآن.
وأشار إلى أن مجلس ادارة شركة تنمية وإدارة القرى الذكية التى تساهم بها النعيم، وافق بالفعل على طرح حصة من أسهم الشركة فى البورصة، متوقعاً أن يتمثل الطرح فى صورة زيادة رأسمال الشركة بهدف استكمال تنمية القرية الذكية فى مدينة الشيخ زايد أو الحصول على مساحات جديدة لاقامة قرى ذكية أخرى.
وحول فرص النعيم فى القيام بدور المستشار المالى فى ترويج هذا الطرح، قال الفار الذى يشغل عضوية مجلس ادارة القرى الذكية إن الوقت ما زال مبكراً للحديث عن هوية بنك الاستثمار الذى سيتولى ترويج الاكتتاب فى طرح القرى الذكية.
فيما لفت إلى اقتراب قطاع بنوك الاستثمار من إغلاق صفقة استحواذ على شركتين بقطاعى التعليم والصحة، مستفيدة من تحسن المناخ الاستثمارى خلال الفترة الحالية، مشيراً إلى أن قطاع الاستثمار المباشر يعمل حالياً على تقييم فرص استثمارية فى قطاع الصناعات الغذائية فى ظل التعافى الذى تشهده أسواق المنطقة.
معوقات الاستثمار وجهاً لوجه
مع الفرص الواعدة
وعلى صعيد الأداء الاقتصادى، رأى العضو المنتدب للنعيم أن الاقتصاد المصرى قادر على تحقيق معدلات النمو المستهدفة بـ 3.5 % خلال العام المالى الحالى، وكذلك جذب استثمارات أجنبية مباشرة تقدر بـ10 مليارات دولار، لكن ذلك مرهون بعدة عوامل أبرزها رفع البنك المركزى القيود عن تحويل الأموال للخارج ووضع الدولة نظاماً ضريباً ثابتاً لمدة 10 سنوات.
ورأى أن الحكومة ستواجه صعوبة من أجل السيطرة على معدلات العجز المستهدفة بـ 10 %، والتى تم رفعها إلى 10.5 % مؤخراً نتيجة توجيه جزء من إيرادات قناة السويس لسداد تكلفة شهادات الاستثمار، حيث أن الحكومة تواجه ضرورة مصروفات ضخمة لبناء شبكة ضمان اجتماعى ضمن البرنامج التدريجى لإلغاء الدعم وانشاء شبكة طرق ومحطات مياه.
وفضل «الفار» أن تقوم الحكومة بالترويج لقطاعات معينة وطرح حزمة حوافز بها خلال مؤتمر «قمة مصر الاقتصادية» المقرر انعقاده فى فبراير المقبل بدلاً من الترويج لمشروعات بعينها لان المستثمرين هم المعنيون بتحديد احتياجاتهم الاستثمارية والعائدات الاستثمارية.
«النعيم القابضة» رحلة انطلقت
من السعودية
السعودية كانت المحطة الأولى لشركة النعيم القابضة للاستثمارات، فقبل أن يتردد ذلك الاسم فى مصر، كان قد ثبت أقدامه فى السوق السعودية منذ عام 2002 فى مجال ادارة المحافظ الاستثمارية وصناديق الاستثمار
.
2006 هو عام الانطلاقة الرسمية للنعيم القابضة فى مصر، بعد أن قامت النعيم – السعودية بالاستحواذ على شركة نايل انفستمنت المتخصصة فى نشاط السمسرة وادارة المحافظ، والتى سبق أن أسسها العضو المنتدب للنعيم فى عام 1997.
.
2006 هو عام الانطلاقة الرسمية للنعيم القابضة فى مصر، بعد أن قامت النعيم – السعودية بالاستحواذ على شركة نايل انفستمنت المتخصصة فى نشاط السمسرة وادارة المحافظ، والتى سبق أن أسسها العضو المنتدب للنعيم فى عام 1997.
والشركة كانت على موعد فى نوفمبر من عام 2006 مع طرح أسهمها فى البورصة المصرية ضمن موجة طروحات انعشت سوق المال، حيث بلغ رأس المال المدفوع للنعيم حينها نحو 240 مليون دولار، موزعاً على 240 مليون سهم بقيمة اسمية دولار للسهم.
ركزت النعيم منذ طرحها بالبورصة على انشطة السمسرة فى الأوراق المالية وادارة الاصول ونشاط الترويج وتغطية الاكتتابات مع التوسع فى امتلاك حصص بالشركات العقارية تحت نشاط الاستثمار المباشر.
وفى عام 2011 حاولت اقتحام مجال المتاجرة فى سوق الذهب بتأسيس شركة جولد كابيتال التى بدأت مزاولة أعمالها عبر التعامل مع شركة PAMP السويسرية، وMKS بدبى، وتخطط الشركة إلى تأسيس صندوق للمؤشرات السلعية المشتقة من المعادن «الذهب» غير أنه يواجه صعوبات بسبب وضع البنك المركزى المصرى، حداً أقصى لتحويلات المصريين للخارج بنحو 100 ألف دولار سنوياً.
الفار.. رجل المال والتسويق العقارى
دخل يوسف الفار عالم ادارة الاستثمارات عام 1994، بعد أن تخرج فى شعبة المحاسبة ثم عمل محللاً مالياً بادارات البحوث، قبل أن يبدأ فى 1997 بتأسيس شركة نايل انفستمنت للسمسرة وادارة المحافظ الاستثمارية.
توجه الفار نحو السوق السعودية، ليفتتح شركة النعيم لإدارة الأصول عام 2002 بالشراكة مع عدد من المستثمرين الخليجيين، ووضعت النعيم خطة للتوسع فى الدول العربية شملت تأسيس النعيم القابضة للاستثمارات فى مصر خلال 2006، ثم دخول سوق أبوظبى عبر المساهمة فى بنك الاستثمار «يونى فاند».
ولم تقف محطات الفار على النعيم فقط، بل اقتحم مجال التسويق العقارى بقوة من خلال تأسيس شركة كولديل بنكر- الشرق الأوسط فى 2004، والتى تمكنت من الانتشار المباشر فى 12 دولة عربية منها مصر والامارات، ثم توجه بعدها للمشاركة فى تأسيس شركة الشراقة العقارية فى الإمارات
التعليقات (0)