خطبة الجمعة ودور العلماء

تحولت خطبة الجمعة في كثير من المساجد إلى قصص للغابرين من أزمنة بعيدة لم يعد لها مثيل في الحاضر واختلفت الظروف بين زمننا وزمنهم بحيث لا تنطبق لا في الحدث ولا في الدلالة ولا في الحكم ....إن ما نسمعه يكاد يتكرر كما هو في كل بلاد المسلمين لأشخاص عاشوا في بيئة ليست مثل بيئتنا وثقافة تختلف كليا عن ثقافتنا ولم يعد بيننا وبينهم ارتباط سوى الكليات من الأحكام الجامعة مثل مفهوم العدل والشرف وحسن الجوار وصدق التعامل وهكذا ......فلو استفاق من يذكر القصص الخيالية التي يأباها العقل لأنها لم تنقل كما وقعت ولم يدرك مغزاها وحقيقتها فترفضها الأفهام وتنبذها العقول ولا تستقيم مع أي منطق ومنها ما تبدعه عقول الخطباء بعيدة في تغريبها طلبا للشهرة والوصف بالعلم ......وأنى لها هذا الوصف إن لم تكن متسقة مع العقل ؟؟؟؟.....وأضرب مثلا لذلك ما سمعته مرة من أحد المبتدئين عن قصة رجل كان يتوق إلى الحج ولا يملك المال فبينما هو سائر في الصحراء وجد فأرا ينظر إليه فتبعه إلى جحره فدخل الفأر وخرج وفي فمه صرة فيها قطع من الذهب تكفي للحج وزيادة !!!!! لماذا يا عباد الله ؟؟؟لأنه أخلص النية !!!!هكذا .......هذه وأمثالها قصص لا تزيد عن كليلة ودمنه مع الفارق أن كليلة ودمنة كانت لفيلسوف يعلم الملك دبشليم حكمة يحتاجها الحاكم في حكمه ليحكم شعبه بالعدل والإنصاف وعدم التسرع والتريث أمام كل حادث وعدم ازدراء الضعيف لأنه يمتلك قوة أخرى غير العضلات أو يستغني بالمال ...إلخ.... وهي أيضا من التراث ولم تكن بحال قصصا واقعية ...وحتى يتخلص الخطباء من هذه المنماهج في الوعظ ننتظر العلماء الكرام الجادين ليخلصوا تراثنا منها ويختاروا للوعظ والإرشاد من يتناسب فكره مع عصر النور الذي نعيش فيه مع بيان الواضح من أحكام الدين وأخلاقه الكريمة وهدفه السامي لتحقيق الحياة الأفضل للبشر جميعا .....والله المستعان