خطاب اوباما القاهري ماذا ورائه؟ . كلنا كنا ننتظر الرئيس الامريكي اوباما ليقول مالم يقله اي رئيس امريكي سابق وكلنا توجهنا بنظرنا وعقولنا وقلوبنا الى القاهرة مكان الخطاب التاريخي المهم لنعرف ماسيقول هذا الزائر المنتظر منه ان يغير خارطة التحالفات وخارطة الصراعات وحتى خارطة المصالح في منطقتنا الساخنة حد الاشتعال ,جاء يوم الخطاب وسمعنا الكلام المعسول الذي فتح من التساؤلات اكثر مما اعطى من الامال التي كنا نرجوها من القادم من السياسات الامريكية الخاصة بمنطقتنا .
اول التساؤلات المهمة والذي يجب ان نعرف اجابته قبل ان نحكم على خطاب اوباما "التاريخي " هو لماذا انفرد اوباما كاول رئيس امريكي يوجه خطابا بهذه الصورة وبهذه المكاشفة مع الامتين العربية و الاسلامية ؟ هل لان هذا الرئيس هو الرئيس الامريكي الوحيد الذي لديه خلفية اسلامية او جذور اسلامية تدفعه للتقارب مع الامة ؟, او ان ماقاله لايعدو ان يكون محاولة لتحسين صورة امريكا في العالم العربي والاسلامي بعدالشروخ التي اصابتها بعد ان اخذ الامريكان دور هولاكو في تدمير بغداد عاصمة العروبة والاسلام ,ليستعيد مكانتها في المنطقة التي توفر لها الطاقة الرخيصة والموقع الستراتيجي في صراعها مع الشرق ؟,ام هي بداية خطة امريكية جديدة للسيطرة على الامة تاخذ هذه المرة شكلا جديدا لان الاشكال السابقة للسيطرة قد انتهت صلاحيتها وتحصنت شعوب المنطقة من الانخداع بها فكان حتما على سياسيي امريكا ان يجدوا طريقة جديدة للسيطرة فكان اوباما المختلف هو المختار لتنفيذ مثل هذه الخطة . هذه تساؤلات سنحاول مناقشتها لنصل الى حقيقة هذه الزيارة وهذا الخطاب .
اولا اذا كان هذا التوجه من الرئيس الامريكي الجديد نابع من خلفيته الاسلامية او جذوره الاسلامية فعلينا ان نتفائل خيرا بالقادم من الايام ونحلم بان نرى مشاكلنا تسير نحو الحل و يمكننا ان نحلم بان نرى دولة باسم فلسطين حتى وان كانت باقل من مواصفات دولة مستقلة ويمكننا ان نحلم بعراق يحكم من قبل اهله وخالي من قوات الاحتلال البغيضة ونظيف من درنات التدخل الفارسي ,ويمكننا ان نحلم بتحول منطقتنا الى واحة من السلام بعد ان كانت بؤرة للتوتر بفعل التضارب بين الحضارة الاسلامية صاحبة الارض والغرب الطامع بالثروات والموقع الاستراتيجي .
اما اذا كان ما جاء على لسان الرئيس الامريكي مجرد محاولة لتحسين صورةامريكا في المنطقة بعد الانهيار الذي حصل في قيمة هذه الصورة بفعل سياسات بوش العدوانية التي احرقت العراق ودمرت افغانستان قطبي العروبة والاسلام فاننا سنصدم مرة جديدة من السياسة الامريكية التي صدمتنا سابقا حتى شبعنا وستكون صدمتنا الجديدة عبارة عن رقم في عدد كبير يمثل صدمات السياسة الامريكية التاريخية لنا ولكنها يمكن ان تكون الصدمة الاخيرة التي يمكن ان يتقبلها العقل العربي الاسلامي قبل الانفجار في وجه امريكا .
اما اذا كان ماحدث في القاهرة هو بداية خطة امريكة جديدة للسيطرة على المنطقة بطريقة جديدة بعد ان انتهت صلاحية الطرق القديمة التقليدية في السيطرة على المنطقة فتلك ستكون الكارثة والضربة الاخيرة لما يمكن ان يكون قد تبقى من ثقة لدى شعوب المنطقة بامريكا واقوالها وسياستها ,ويكون عندها اوباما قد خدع العرب والمسلمين بكلماته العربية واسشهاده بايات القران الكريم مما يجعل اي تقارب بين الاسلام وامريكا بل والغرب عموما هو من المستحيلات الكبيرة وعندها ستكون امريكا قد خسرت اخر فرصة لتحسين صورتها بعيون العرب والمسلمين ..... انا اعتقد ان الاشهر القادمة يمكن ان تجيبنا عن هذا التساؤل فنحن اليوم لايمكن ان نصل الى جواب شافي لكننا يمكن ان نصل الى هكذا جواب بعد ان نرى كيف يتصرف هذا الرئيس مع قضايانا ومدى تطبيقه لكلماته التي قالها والتي ظاهرها يقول خيرا اما باطنها فنحن ننتظر ان تخبرنا به الايام والاشهر وحتى السنوات القادمة ...عله يكون خيرا ....ولكل حادث حديث .....
التعليقات (0)