مواضيع اليوم

خطاب المالكي فسر الماء بالماء

زين الدين الكعبي

2009-12-09 15:52:48

0

 

بعد المجزرة البشعة اللتي أرتكبت في بغداد اليوم واللتي أطلق عليها الأعلام أسم " يوم الثلاثاء الدامي " ، أقترح على العراقيين أن يحذروا جيدا عند الخروج في أيام الأثنين والخميس والجمعة والسبت من كل أسبوع قادم . وسيكون من الأفضل أن لا يخرجوا من بيوتهم في مثل هذه الأيام  .

والسبب وراء قولي هذا هو أن مرتكبي العمليات الأرهابية المنظمة واللتي لها طابع بات معروفا وهو الضرب في عدة أماكن مختلفة في وقت واحد وبقوة تفجير هائلة لأيقاع أكبر عدد ممكن من الأبرياء ، لا يقومون بجرائمهم في نفس اليوم من ايام الاسبوع على ما يبدو.

فالتفجيرات المماثلة السابقة أرتكبت في يوم الأحد الدامي ويوم الأربعاء الدامي وها هي ترتكب المجزرة الوحشية الجديدة في يوم الثلاثاء الدامي .

منطقيا أذا فأن الأرهابيين سيقومون بعمليتهم القادمة أما في يوم خميس او جمعة او سبت او اثنين . لذا فعلينا ان نحذر هذه الأيام من الأسابيع القادمة .

أعتقد أن القوى الشريرة اللتي أشار أليها السيد رئيس الوزراء في خطابه بعد مجزرة الثلاثاء "اللذي وضع النقط على الحروف حين فسر الماء بالماء" تنوي جعل جميع أيام الأسبوع العراقي دامية . ولكن هيهات . فما دمنا قد عرفنا أن البعثيين والصدامين والقاعدة هم اللذين قاموا بهذه العمليلت الأرهابية فأن الموضوع قد أنتهى عمليا .

فما علينا ألا أن نذهب لأعتقالهم وجرهم من بيوتهم في جميع انحاء العراق معصوبين العينين ، ومن ثم ننقلهم الى السجون وستتكفل العصي والدرلات وأدوات الكي والتعليق بأرغامهم على الأعتراف  بتفاصيل عمليات الثلاثاء الدامي بعد أن نجحت هذه الأساليب بأرغام اللذين أعترفوا من قبل بتفاصيل الأحد والأربعاء الداميين .

ولكن يبقى لدي عدة أسئلة أود أن يجيب عليها دولة رئيس الوزراء أو السيد وزير الدفاع أو السيد وزير الداخلية أو حتى السيد علي الدباغ المتحدث الرسمي لرئاسة الوزراء المشغول هذه الأيام بالأنتقام من حسين سعيد وأتحاد الكرة بدلا من التفرغ لمصائب الأرهاب .

أول هذه الأسئلة هو أنني قمت بحساب عدد البعثيين والصداميين اللذين تم القبض عليهم من قبل قوات الأحتلال ومن قبل القوات العراقية المختلفة عن طريق تصريحات المسؤلين للميديا فوجدت أن عدد هؤلاء قد تجاوز عدد أعضاء حزب البعث قبل سقوط النظام . فمن أين أتت هذه الأعداد ؟.

والسؤال الثاني هو . أذا كانت الشاحنات المفخخة تسير في طرق بغداد بكل حرية وفي وضح النهار على الرغم من أن سير الشاحنات بأنواعها في الطرق الداخلية للمدن وخاصة بغداد ممنوع نهارا . فما فائدة نقاط التفتيش اللتي تعطل سير السيارات وتؤخر الناس عن أعمالهم ؟ . وما فائدة قوات الأمن أصلا ؟؟ .

والسؤال الأهم هو . أذا كان البعثيون والصداميون والقاعدة قادرين على أيصال سياراتهم المفخخة الى جميع مناطق العاصمة والى داخل المنطقة الخضراء . فألى أي مدى وصلت قوة هؤلاء المجرمين داخل الدولة العراقية ؟ . ألا تعني هذه العمليات والقدرات ان أيتام صدام قد أصبحوا قاب قوسين أو أدنى من دخول بغداد وأعادة أمجاد البعث التليد .

منطقيا لا أعتقد أن هؤلاء الأفاقين عندهم من القوة والجرئة والأدوات للوصول الى عمق بغداد والضرب بهذا العنف البالغ ، وهنا ياتي سؤال جديد .

من اللذي لديه القدرة والأدوات والباجات اللتي تمكنه من دخول المناطق المحصنة دون تفتيش ؟.    

لقد أكتشفت أن هناك فرق جوهري بين الديموقراطيات في العالم وبين الديموقراطيات العربية . وهو أن جميع الديموقراطيات في العالم يستقيل رؤساء وزرائها ووزرائها لمجرد مقتل مواطن أو مواطنين في حادث تحطم طائرة أو أصطدام قطارين أو غيرها من حوادث السير .

أما في الديموقراطيتين العربيتين الوحيدتين العراقية واللبنانية ، فأن حصول الكوارث والعمليات الأرهابية والحروب اللتي تودي بحياة عشرات الآلآف من الأبرياء يؤدي الى أعادة أنتخاب نفس الأشخاص المسؤولين عن هذه الكوارث !!! .  

أحترت وأنا أصنف مقالي هذا وفي أي خانة أضعه . فهو وأن كان يتحدث عن مأساة العراقيين المستمرة والمتجددة واللتي يندى لها جبين الأنسانية كل يوم عشرات المراة . ألا أني وجدت أن أفضل تصنيف لهذا المقال هو "ساخر" . وعندها أيقنت مقدار الحكمة العظيمة اللتي يتحلى بها الحكيم اللذي قال أن " شر البلية ما يضحك " . فليس من شر يضاهي الشر اللذي يضرب في العراق كل يوم .

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات