اعتقد ان خطاب القذافي الاخير و كل ما جاء به هو رسالة للداخل ترهيبيا  والخارج ابتزازا ورسالة اخرى لانصاره كأوامرتاخذ الشكل المبهم احيانا  وصريحة  احيانا اخرى و بانه سيشعل ليبيا بمن فيها ان طال امد الثورة الشعبية ضده وهدد بذلك وهو تهديد خطير جدا وتنفيذه خلف جناح الليل يشكل عدة تساؤلات هي في غاية الخطورة خاصة وهو يشبه هؤلاء المنتفضين بالحشرات والمتسخين بالدود  وغيرها من المسميات غير الاخلاقية  حيث يلغي عنهم صفة الانسانية وهو امر  لا بد من الاشارة اليه ...

وحين يكون امره بالزحف الليلي وفي هاته الليلة بالذات  وليس غدا وهو في حقيقة الحال امر مثيرا للانتباه ...

هو ذكر الكثير من القرى والمدن والقبائل الليبية ويفهم منه  انه يعرف كل من يحرك هذه القبائل والعشائر او حتى انه امر بالزحف على هذه الاماكن بالذات...

  بالاضافة الى انه وجه رسالته الخارجية الى الدول الغربية بانه سيفعل ان لزم الامر كما فعلت الصين وكما فعلت روسيا وكما تفعل اسرائيل وكما فعلت امريكا  في كل عملياتهم في التصدي للانتفاضات التي واجهتهم  وغيرها من التشبيهات والوقائع التي جرت يريد تنفيذها بطريقتهم وبالتالي عليهم السكوت عما بدر منه من اساليب قمعية في سبيل اسكات الانتفاضة وهو يزن الامر على شطرين اما ان يبقى زعيما او يحرق ليبيا بمن فيها ....

هذا عن خطابه الغريب والاغرب فيما لاحظت  فيه من وقائع هي  في الواقع صناعة قذافية متفردة

1-وقوفه في ذلك المكان المهجور والذي تظهر عليه اثار الرصاص والتخريب ...

2-قراءته لبيتين من الشعر كتبت وسلمت له على المباشر وهو يلقي الخطاب وقد قرأ منها انهم بيتين شعريين قرأهما على الملآ ولو اني اظن ان الامر عبارة عن جواب رمزي جوابا على سؤال طرح عليه يستجسب الرد عليه سريعا...

3-كذلك ركوبه تلك السيارة الغريبة لحظة مغادرته مكان الخطاب ....

غرائب القذافي تتواصل  وتتواصل خطاباته المبهمة والغريبة ولو انها تغير شكلها من الاطالة لمدة 3 ساعات الى وقت قصير جدا  ولا زلنا ننتضر ايكون خطابه الاخير الليلة او يتواصل مع شعبه من خلال خطبتين كما فعل سابقيه قبل السقوط ........ولو انه يخالجني شك كبير في ما يخطط له القذافي في هذه الليلة من خلال هذا الخطاب المبهم الذي هو في نفس الوقت يقرأ منه الكثير من الامور كانها اوامر سرية لا يفقها الا انصاره ورجاله ومليشياته...

هل ينتصر شعب ليبيا الليلة او يموت كما عبر عنه الشهيد البطل عمر المختار

(نحن شعب لا يستسلم .... ننتصر او نموت )

نتمنى فقط  ان لا يصدر لنا القذافي كتابا اخر يسميه الكتاب الاحمر حيث انه الف كتابه الاخضر وحكم به ما يقارب النصف قرن من الزمن وكتابه الابيض الذي اسس به بلد اسراطين ونتمنى غدا ان لا يكون كتابه احمر بدم الشعب الليبي ندعو الله جل شأنه ان لا يحقق للقذافي مبتغاه في هذا الامر....

في الاخير نتمنى لشعبنا الصبور في ليبيا كل الخير وعلى الله فليتوكل المؤمنون وللعلم ان الاستبداد والقوة والتقتيل مهما طال واشتد عمره ما قتل الحق والثورات وانتصارات الشعوب ايضا

عبد الباقي فكايري الجزائر