مواضيع اليوم

خطاب إلى الهاربين من ديارهم ؟

mohamed benamor

2010-08-20 11:12:37

0

                           خطاب إلى الهاربين من ديارهم ؟!

 

هذا خطاب أردت أن أوجهه إلى إخواني " المغتربين" من النخبة المثقفة، والتي تملأ كتاباتها الصحف والمجلات التي تصدر هناك في ديار الغربة وعلى رأسها صحيفة "القدس العربي" و العرب العالمية " " و الحياة ".و إيلاف الألكترونية ....


ما يمكن ملاحظته بادئ ذي بدء أن هذه النخبة المحترمة تعالج في جلها قضايا نظرية لا تمت بكبير صلة إلى واقع المواطن العربي، ذاك المواطن المسحوق في بلده ، والذي يعاني من الذل ألوانا، ومن الإضطهاد أصنافا ، بل يقتل في اليوم الواحد ألف مرّة، فهل يعتقد هؤلاء "المغتربون" المساكين أنهم بتلك المقالات والكتابات المنددة بالسلطان في ديارهم التي هربوا منها، سيحلون مشكلات وطنهم ويخلصونه من الذل والمهانة والتخلف الحضاري والإستبداد الإجتماعي و السياسي؟! وهل يعتقدون حقا أنهم سيحررون أوطانهم بمقالات نارية متشنجة تتوهم الثورة والتغيير و الإنقلاب على أوضاع بلدانهم المزرية ؟! إن هؤلاء يعتبرون نكرة بالنسبة إلى أوطانهم و مواطنيهم ، فهل يحسبون الناس يتأثرون بنكرة تفتقد إلى رؤى واضحة في مجمل مشكلات أوطانهم !؟ وهل يعقل أن يقدر على التغيير من عجز عن تغيير نفسه ؟! إن البداهة تقول "فاقد الشيء لا يعطيه" ؟!
لقد فكر هؤلاء "المغتربون" في مصالحهم الخاصة لما هربوا من أوطانهم وتركوها لقمة سائغة في أياد غير أمينة تتعيش على بيع الأوطان وإذلال الإنسان وسحقه ، إذ لو صدق هؤلاء المغتربون الهاربون لبقوا في أوطانهم يجاهدون بأموالهم وأنفسهم وفكرهم في سبيل تحرير الإنسان العربي من الذل والعبودية ، وتقديم القدوة العملية في النضال والصمود ، ولتعاونوا مع أشراف هذه الأمة من مثقفين وحكام ومسئولين لرفعة وطنهم وتقدمه وازدهاره و تحرره . إن هروب هؤلاء يجعلهم عرضة للنقمة والكراهية من قبل أحرار هذه الأمة وكل الفئات المسحوقة والمحرومة في هذا الوطن العزيز، لأنهم فكروا في الخلاص الفردي ولم يفكروا حقيقة في خلاص أوطانهم وشعوبهم المضطهدة . ولعل المبكي المضحك في حالة هؤلاء الفارين التجاءهم إلى بلدان غربية كبريطانيا وأمريكا و فرنسا ساهمت ولا تزال تساهم – وهم يعلمون ذلك جيدا- في الإبقاء على الأنظمة اللقيطة التي يزعمون أنهم يحاربونها ويلقون عليها اللوم لتكريسها التخلف والإضطهاد و الإستبداد ! بل إن بريطانيا هي التي مكنت للصهيونية العالمية من احتلال فلسطين وتشريد أهلها... ؟! وأمريكا نفسها أصبحت متصهينة أكثر من الصهاينة أنفسهم بما تقدمه لهم من دعم مادي و عسكري و سياسي .. لإذلال العرب فاق كل التصورات .. !!؟ فهل يعقل بعد ذلك أن نصدق هؤلاء الفارين إلى بلاد الغرب أنهم يناضلون ضد الصهيونية وضد التخلف والإستبداد في أوطانهم و هم يقيمون في نزل خمسة نجوم ؟!
وختاما أنصح هؤلاء بالرجوع إلى أوطانهم فالموت في الوطن أكرم لهم من التسكع في شوارع الغرب وحاناته ، إن كانوا حقا يعتقدون في عدالة القضايا التي يحملون و عدالة قوانين الله التي يهيمن بها على تسيير عوالم الكون و الإنسان و الحياة . إذ لم نسمع بنبي انتصر للحق وهو يجاهد من وراء البحار لتغيير واقع الظلم و الباطل
و الجبروت كما يفعل هؤلاء %




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !