01 - المكان جامعة القاهرة :
قبل وصول الرئيس الإمريكي (الفاتح المنتظر) جرت تحضيرات مكثفة لتلميع صورة الخرابة العربية ، وهُيئت له جامعة القاهرة التي كانت قبل ذلك كجميع (حظائر) جامعاتنا العربية ، ووُضع له منبرا واحدا ليقوم عليه ويتوجه للعالم العربي والإسلامي بكلمة (جامعة) والفاهم يفهم ؟...
إذن كل الأصوات صمتت في حضرة أوباما الذي إنتظرنا كلمته على أحر من الجمر وتابعناها باهتمام بالغ كما لا نفعل في المساجد أثناء الخُطب الدينية كيف لا وإمريكا ربنا الذي لا مناص لنا من الإستماع لما يقول ؟
وأنا كمواطن (لايفهم الكثير من الخفايا سوى تلك الصور التي أراها في الشاشات الظاهرة) لاحظت أن أوباما عبّر بكامل حريته عما شرّعته إدارته كسياسة لها تجاهنا نحن العرب والمسلمين ، مِن على (منبره الوحيد) في قاعة المحاضرات تلك وكأنه يقول : أتيتكم اليوم لتسمعوني فقط ولا مجال لأن تسألوا ولا أن تحتجوا...والأهم أني رئيس أكبر دولة في العالم ولا مجال لأن يقف بجانبي من تعتبرونه أنتم رئيسا لكم ، لأنه في نظر إمريكا العظيمة لايتعدى كونه صعلوكا من الصعاليك العربية..؟
فخطب أوباما وصفق له الحضور(الذين لايهم إن كانوا قد إقتنعوا أو لم يقتنعوا بما قال...أو إن كانوا قد فهموا أو لم يفهموا ما قال ؟)وخرج..؟
02 - المكان ألمانيا :
وُضع منبران في المكان الذي ظهر فيه أوباما جنبا إلى جنب مع (المستشارة الألمانية) في صورة التكافؤ لا في صورة التعالي التي ظهر بها في البلاد العربية ، رغم أن الند هناك إمرأة لكنها أعلى شأنا من رؤساء وحكام العرب ، ولم تكن تلك الصورة الوحيدة التي تـُحدث فارقا بين العالمين العربي والغربي فحسب ،لأن أوباما في ألمانيا تلقـّى كمّا هائلا من تساؤلات الصحافة حول (خطابه الذي ألقاه بالقاهرة هناك)؟
إذن أوباما ألقى علينا خطابا لم يعلق عليه في أراضينا العربية وترك التعليق عليه لحين وصوله إلى الأراضي الغربية ؟..والفاهم يفهم؟
ألا تكفينا الأشياء الظاهرة والسطحية لنفهم الكثير من الأشياء الباطنية التي تفوق حدود الصورة والتي تتمحور حول نقطة واحدة وهي أن العرب همج لا يحق لهم أن يفهموا ويدققوا كثيرا...بل إن المطلوب منهم لايتعدى الإستماع والتطبيق فقط..؟
والحقيقة المبسطة أنه لا أوباما واحد ولا مليون أوباما سينتصرون (للأعراب الإرهاب) على حساب إسرائيل ، مهما لمّعوا، واستقبلوا ،واستمعوا (في صمتٍ) ومهما صفقوا....فأفيقوا.
تاج الديـــن : 2009
التعليقات (0)